Al-Quds Al-Arabi

عائلات درزية تتشوق للقاء أقاربها في الجولان بعد فتح معبر القنيطرة

-

■ القنيطرة )ســوريا( - أف ب:منذ سبع سنوات، لم يتمكن محمود من رؤية أقربائه المقيمين في القسم الذي تحتله اســرائيل من هضبة الجولان، على غرار معاناة مئات العائلات الدرزية الموزعة بين الجهتين. لكنه مع إعادة افتتاح معبر القنيطرة الاثنين، يأمل بأن يلقاهم قريباً.

ويقول الشــيخ محمود الطويل )58 عاماً) «لم أر أولاد عمّتي منذ سبع سنوات ومشتاق اليهم جداً. أتواصل معهم عبر الهاتف فقط». ويوضح بحماسة «كان همنا الوحيد فتح هذا المعبر لأن هناك الكثير من العائلات المنقسمة بين هنا وهناك، لا يوجد بيت في الجولان إلا ولديه أقارب وأهل في الوطن الأم».

وقبل اندلاع النزاع، شــكل دروز ســوريا ثلاثة في المئة من اجمالي عدد سكان ســوريا. ويعيش 130 ألف درزي في إسرائيل بينهم 18 ألفاً في هضبة الجولان المحتلة.

وتجمّع عشــرات من المسؤولين والضباط الســوريين ومن الشرطة العسكرية الروسية ومشــايخ الموحدين الدروز والســكان الاثنين احتفــالاً بفتح البوابة الحديديــة، بعد اعلان الأمم المتحــدة الجمعة التوصل الى اتفاق مع ســوريا واســرائيل. ورفع مسؤول حكومي علماً سورياً كبيراً على ســارية، قابلها على بعد حوالى 500 متر علم إسرائيلي وآخر لــأمم المتحدة، قبل أن تجتاز ســيارتان تابعتان للأمم المتحدة الســياج الذي فتح أمامهما مــن الجانب الآخر من معبر القنيطرة. كمــا حضر ممثلون للامم المتحدة واللجنــة الدولية للصليب الأحمر، تزامناً مع انتشــار عدد من عنصر قوة اندوف على جانبي الطريق المؤدي الى المعبر.

ووضعت على جانب المعبر لوحة رخامية كبيرة كتب عليها «هذه اللوحة التذكارية بمثابة احياء لذكرى إعادة تفعيل بوابة القنيطرة» حملت تاريخ الاثنين. ورسم عليها العلمان السوري والروسي وعلم الأمم المتحدة وشعار قوة اندوف.

دراسة وزواج وبدت لافتة مشــاركة عدد كبير من ضباط الجيش السوري، بينهم قائد الفرقة السابعة اللواء حكمت ســليمان. وأعلن أحد ضباط هذه الفرقة خلال الاحتفال «أعلن رســمياً الآن افتتاح المعبر من الجانب السوري» لافتاً الى «طلبات تلقتها قوة اندوف في الجولان لزيارات عائلية سيقوم بها أهالي الجولان إلى سوريا».

ويعد هذا المعبر الطريق الوحيد الذي يصل بين الأراضي الســورية والقســم المحتل من هضبة الجولان. وقبل اندلاع النزاع في العام 2011، كان يُســتخدم أساســاً من قوة اندوف التي تضم حوالى 1000 جندي يقومون بمراقبة خط وقف إطــاق النار الذي يفصل الأجزاء التي تحتلها إســرائيل من مرتفعات الجولان والأراضي الســورية. كما شــكل منفذاً لمحاصيل زراعية وطريقاً للطلاب الذين يدرسون في الجامعات السورية أو للراغبين بالزواج.

ومنذ العام 1967، تقوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بدور الوســيط بين سوريا وإسرائيل لتسهيل حركة الراغبين بالتنقل من الجولان المحتل إلى الجهة السورية، لأسباب عدة بينها دينية او لهدف الدراسة او نشاطات أخرى.

ودفع الوضع الأمني المنظمة إلى تعليق نشــاطها في العام 2012، لكن ممثلة اللجنة الدولية في سوريا ماريان غاسير قالــت لفرانس برس على هامش مشــاركتها في حفل افتتاح المعبر «نأمل بأن نتمكن قريباً من اســتئناف نشــاطنا هذا لمساعدة سكان الجولان المحتل على القدوم إلى سوريا والعودة» إليه لاحقاً.

وســيطرت فصائل مقاتلة مرتبطة بتنظيم القاعدة على المعبر في العام 2014، ما أدى الى انسحاب قوة الأمم المتحدة، قبل أن تعود الى المنطقة بعد استعادة القوات الحكومية بدعم روسي السيطرة على محافظتي القنيطرة ودرعا المجاورة جنوباً. وتشــكل إعادة افتتاح معبر القنيطرة تزامناً مع بدء الحركة رسمياً على معبر نصيب مع الأردن، واعلان دمشق وبغداد العزم على اعادة فتح معبر البوكمال، مؤشراً جديداً الى استعادة القوات الحكومية الى حد كبير زمام الأمور في سوريا بعد أكثر من سبع سنوات من الحرب.

وقال عضو مجلس الشــعب السوري المتحدر من القنيطرة رفعت حســن على هامش مشاركته في الاحتفال «تزامن فتح معبرين بريين، نصيب والقنيطرة، هو تزامن نصر ورسالة واضحة بأن الخارطة الجغرافية والسياسية تتغير».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom