حزب «العدالة والتنمية» المغربي يقرر ترشيح الشيخي منافسا لبنشماس في رئاسة مجلس المستشارين
خلافًا لكل التوقعات، قررت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ترشــيح نبيــل الشــيخي، رئيــس الفريق فــي مجلس المستشــارين )الغرفة الثانية(، منافسًــا لحكيم بنشــماش، فــي انتخابات تجديد رئيس المجلس المستشارين، المزمع تنظيمها مساء أمس الإثنين.
وأعلنت الأمانة العامة للحزب، مســاء الأحد، أنها «توقفت بصفة أساسية عند اســتحقاقات انتخابات رئاســة مجلس المستشارين، وبعد أخذها علمًــا بعدم اتفاق أحزاب الأغلبية الحكومية على تقديم مرشح مشــترك، واعتبارًا لآخر مستجد متعلق بوجود مرشح واحد لهذه الانتخابات مما لا ينسجم مع قواعد التنافس الديمقراطي، فقد قــررت الأمانة العامة تقديم الحزب لمرشــح عنــه لانتخابات مجلس المستشــارين، وصوتت على نبيل شيخي مرشــحًا لهذه المهمة. ومن جهة أخرى ووفق المســاطر المعتمدة في الحزب، زكت الأمانة العامة مرشحي فريق الحزب بمجلس المستشارين لأجهزة المجلس.»
وأضــاف البلاغ أن الأمانــة العامة جددت تأكيدهــا على «موقف الحــزب المبدئــي القاضــي بضــرورة ضمــان الحــق فــي التعبيــر والاحتجــاج بــكل أشــكاله، واعتبــاره جــزءًا لا يتجزأ مــن منظومة الحقــوق والحريــات، مع تأكيــد اقتناعها بــأن تكون ممارســة تلك الحريــة في إطار القانون ورفض المس بالثوابت الوطنية الأساســية الجامعة للأمة وبالمؤسســات الدســتورية، ورفــض كل التجاوزات التي تصل أحيانًا إلى تكســير أبــواب الإدارات العمومية واحتلالها وإرباك عملها في أداء الوظائف المنوطة بها.»
ووجهت قيادات حزبية، في وقت ســابق، انتقادات للأمين العام لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، لعدم ترشــيح أي منافــس أمام الحــزب المعارض، وهو الأمــر الذي خلف غليانًــا واســعًا داخل الحــزب، خاصة أن أوســاطًا حزبيــة لم تكن مرتاحة لقرار أحزاب الأغلبية الحكومية بعدم تقديم مرشــح لرئاسة المجلــس ودعم بن شــماس الأمين العام لحــزب الأصالة والمعاصرة )معارضة( لولاية ثانية. وأعلن حزب الاستقلال عدم تقديم الحزب مرشحًا لانتخابات رئاسة مجلس المستشارين، بعد إعلانه في وقت ســابق عن دخول التنافس بمرشــح اســتقلالي، وقال إنه لجأ لهذا القرار من أجل النأي بالحزب «عن تزكية منطق الغموض والضبابية السياســية التي يحاول البعض أن يخلط بها الأوراق لإرباك المشهد السياسي والإجهاز على المصداقية السياسية والتطور الديمقراطي في بلادنا .»
وقــال ســليمان العمرانــي، نائــب الأمــن العــام لحــزب العدالة والتنميــة، إنــه «تقــرر بأغلبية كبيرة تقــديم حزب العدالــة والتنمية لمرشــح عنه لهذه الانتخابات، وأســفر تصويت ثــان عن اختيار الأخ نبيل الشيخي لهذه المهمة».
وأكد نبيل الشــيخي «أهمية واســتعجالية اعتماد الحزب لموقف يقضي إما بتقديم مرشــح للحزب بمناســبة هذا الاســتحقاق، أمام تعذر تقديم مرشــح باســم الأغلبية، أو مقاطعة هــذه المهزلة برمتها، والامتنــاع عــن المشــاركة في مســرحية التصويــت خلالها، لحجب تزكيتــه عــن كل هذه الممارســات الملتبســة، التي تســهم، مــع بالغ الأســف، في تكريــس العبث وإضعــاف الثقة في العمل السياســي ومصداقية العمل الحزبي».
ويتكــون البرلمان االمغربــي من غرفتــن، الأولى مجلــس النواب، والثانيــة مجلس المستشــارين )120 عضوًا(، ينتخبــون بطريقة غير مباشــرة من ممثلي البلديات والمنتخبين في الغــرف المهنية وممثلي العمال، وينتخب أعضاؤه لمدة 6 سنوات.
وقال عبد الصمد السكال، القيادي في الحزب: «بهذا القرار يضع الحزب باقــي أحــزاب التحالف الحكومــي أمام مســؤولياتهم في تكريس الوضوح والوفاء لمنطق السياسة والتحالف».