Al-Quds Al-Arabi

«جيلي فيش» مشروع للبنانيات وسوريات ينقذ السلاحف البحرية والبيئة من البلاستيك

- بيروت – «القدس العربي» من زهرة مرعي:

لأن أكياس البلاســتي­ك تملأ البحار وتقضي على بعض أســماكه وخاصة الســاحف البحرية، كانت فكرة «جيلي فيــش»، لإنقاذها من المــوت وبالتالي الإنقراض.

في بعض الفعاليات الثقافية من مسرح وسينما، بات لافتاً وجــود طاولة تتجمع فوقهــا مصنوعات يدوية ملونة كبيرة وصغيرة. مصنوعات تستوقف كل من يراها للسؤال والإستفسار.

تشــرح ألاء الزهوري ما هي بصدد عرضه للبيع: «جيلي فيش» هو قنديل البحر الذي يشــكل الغذاء الأساس للسلاحف البحرية. ولسوء حظ السلاحف البحرية أنها تعتقد في كيس البلاســتي­ك السابح في البحر كنفايات قنديلا فتســارع لإبتلاعه، الأمر الذي يحتــم موتها. ولهــذا تنقرض الســاحف وتتكاثر قناديل البحر لأنها لا تجد من يأكلها.

من خلال مشــروع «جيلي فيش» نعمل قدر الممكن لمســاعدة الســاحف البحرية على مواصلة حياتها بسلام، ونخفف من حجم أكياس البلاستيك المنتشرة في بيئتنا ونرفع ضررنا عن البيئة البحرية. والهدف الثالث أننا نســاعد الســيدات المتميــزا­ت بخبرات ومهارات في العمــل بطريقة ال»كروشــية» بتأمين دخل لهن.

المشروع بدأ قبل نحو عامين، ويجمع بين لبنانيات ونازحات ســوريات. وحســب ألاء الزهوري يمكن للمشروع أن يســتوعب كل من ترغب بالعمل، شرط الحصول على أكياس بلاستيك سبق استخدامها.

وتعلن عــن الحاجة لأكيــاس بلاســتيك لتلبية الايادي التي ترغب بإعدادها وفق اشــكال مختلفة. فإن لم تتوفر الأكياس يتعطــل العمل. لهذا وعبركم نطلب ممن يرغــب تزويدنا بها. مع لفــت الإنتباه أن البلاســتي­ك المســتعمل لتوضــب الخبز غير صالح مطلقاً لمصنوعاتنـ­ـا. وإن وصلتنا نعمل لتحويلها لمن يستطيع اعادة تدويرها.

وتوضح ألاء أن مشــروع «جيلي فيش» يقوم على السيدات، لكن العديد من الرجال يســاعدون زوجاتهم في قص البلاستيك وتحويلــه إلى كــرات يســهل العمل بها. وتقــول: عندما تتواجــد معروضاتنا في ســوق الطيب بــن الحين والآخــر يتبرع بعــض الشــباب بمهمــة الترجمــة. فهذا السوق الذي ينعقد كل يوم سبت في بيروت يســتقطب الكثير مــن المتســوقي­ن الأجانب. فريق الســيدات العاملات في المشروع «يتألف من 11 ســيدة. أما المتطوعون فيــزداد عددهم أو يتراجع تبعاً للحاجة وهــم ينتمون لرابطة الطلاب الجامعيين.

من يشتري إنتاج مشروع «جيلي فيش»؟ هم كثر تضيف: نتلقى التشــجيع لمواصلــة العمل وتطوير وتوسيع المشروع. المشجعون لبنانيون وسوريون وكذلــك أجانــب. كفريــق نحرص علــى الحضور والإعــان عــن ذاتنا فــي المعــارض والمهرجانا­ت والمنتديات الثقافية، وكذلك نتواجد في سوق الطيب من حين لآخر.

عندما نســأل عن تصاميم المنتجات ومن يتولّى هذه المهمة تقول: نبحث دائماً عبر شــبكة الإنترنيت عن كل جديــد بالتعاون مع الدكتــورة ليلى زاهي، ولاحقــاً نعمل علــى تصاميم متجــددة على صعيد الألــوان والقياســا­ت المطلوبة والمناســب­ة. وأتابع بنفســي عمل الســيدات وكيفية تنفيذهــن للقطع بأفضل جودة ممكنة. ونحــن نعرض منتجاتنا عبر صفحتنا على الفيســبوك والتي تحمل اسم «جيلي فيش». كما ننشــرها عبر انســتغرام على حسابي وحســاب الدكتورة ليلى. اســتفدنا من الفيسبوك كثيراً، فبعضهم ساعدنا في جمع أكياس البلاستيك، أو في شراء منتجاتنا أو الحديث عنها لآخرين. ومن يجمع البلاستيك يوافينا بها إلى سوق الطيب.

تعلن ألاء أن مشــروع «جيلي فيــش» لا يتقاضى تمويــًا مــن أية جهــة. نتدبــر تمويلنا مــن ضمن المبيعات. يتميز شغل البلاستيك بالصعوبة، ومهما كان ســعر القطعة يبقى قليلاً، فالجهد في صناعتها كبير. يســتلزم هذا العمل الكثير من الوقت، من قص الأكياس يدوياً ثم الشــغل. تفرح الســيدات بما تحصلنه من مــال لدى بيــع منتجاتهن. نحن نعتمد في البيع نســبة 60 بالماية للســيدات، و40 بالمايــة لصندوق المشــروع، ولا نعطي مبلغــاً مســبقاً ولا نملــك تلــك الإمكانية. والسيدات في غاية الرضا عن النتائج التي يحققنها. عانت ابتسام سعيد الوحدة مع عائلتها في نزوحها مــن مدينة حلب إلى صيدا إلى أن تعرّفت إلــى «جيلي فيــش» عن طريق الفيسبوك. عاشت الفراغ والوحدة في لبنان منذ ســنة 2014، فجميع افراد عائلتها نزحوا باتجــاه تركيا. تقول: لازمت المنــزل مع أطفالي فيما وجد زوجي عملاً. فرحت بالتعارف مع أعضاء «جيلي فيش» فشغل السنّارة هوايتي المفضلة. وتضيف: أنجــز متطلبات عائلتــي وأترك باقي الوقت للعمل مع أكياس البلاســتي­ك. شغله يختلف عن خيــط القطن أو الصوف، فهو يتميز بالقســوة. وكي اســاعد يدي ببعض المرونة والطراوة استعين بمرطب دائم لرأس السنّارة. وتقول: وعندمــا ينهي زوجي عمله يســاعدني في قص البلاســتي­ك إلى شرائط. كما ويفرح أولادي بالأشــكال التي انجزها وبخاصة الألعاب وأشــكال الحيوانــا­ت. ودائمــاً أشــرح لهم أهميــة تخليص البيئة من البلاســتي­ك المنتشــر في كل مكان خاصة في البحار. وحتى قبل مشــروع «جيلي فيش» كنت اشــتري حاجاتي وأرفض وضــع كل منها في كيس بلاستيك، بل أجمعها في كيس واحد.

 ??  ?? ابتسام وآلاء
ابتسام وآلاء

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom