Al-Quds Al-Arabi

تداعيات قضية خاشقجي تهبط بالريال السعودي إلى أدنى مستوياته في عامين

بعض المستثمرين يتحوطون في سوق العقود الآجلة للعملة

-

■ دبي - رويترز: هبطت الريال الســعودي أمســي الإثنين إلى أدنى مســتوياته في عامــن، بينما تراجعت أســعار الســندات الدولية للمملكة بفعــل مخاوف من تقلص تدفقات الاستثمار الأجنبي، حيث تواجه الرياض ضغوطا بشأن اختفاء الصحافي جمال خاشقجي.

وتشــير التعاملات في ســوق العقود الآجلة للعملة، التي تســتخدمها البنــوك للتحوط في الاســتثما­رات، إلــى أن بعض المؤسســات تحمي نفســها مــن مخاطر تدفقات الأموال، أو عقوبــات أمريكية على الرياض بعد اختفاء خاشقجي الناقد البارز للسلطات السعودية في اسطنبول.

لكن تحركات السوق كانت محدودة قياسا إلى بعض فترات عدم الاســتقرا­ر خلال السنوات الماضية، وهو ما يشــير إلى أن المســتثمر­ين لم يصبهم الرعب من قضية اختفاء خاشــقجي مثلما كان الحال وقت انهيار أســعار النفط الذي بدأ في 2014.

وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «بعقاب شديد» للرياض إذا ثبت تورطها في قتل خاشقجي في قنصليتها في اسطنبول كما يقول مسؤولون أتراك. وتنفي الرياض ذلك، وحذرت أمس الأولمن أنها ســتعارض أي عقوبات وترد عليها بإجراءات أشد.

وشهدت أسعار النفط تحركات محدودة للغاية أمس، في الوقت الــذي قال فيه محللون إنهم يشــكون في أن الســعودية، أكبر بلد مصدر للنفط في العالم، ستخاطر بعزلة دولية وبتضــرر ماليتها العامة بخفض صادراتها في الوقت الذي تمضي فيه قدما في إصلاحات تهدف إلى خلق وظائف وتنويع اقتصادها.

لكن كريس جانيس كروســتينز، مدير فريق الشرق الأوســط وأفريقيا لــدى وكالــة «فيتــش» للتصنيف الإئتماني، قال إن المســألة ربما تضــر ببعض مكونات برنامج الإصلاح. وتابع «إذا كان هناك أي تغيير مستدام في رغبة المســتثمر­ين في الاســتثما­ر في الســعودية، فربما يؤدي ذلــك إلى تباطؤ في تنفيــذ بعض مبادرات رؤيــة2030، وزيادة حاجة الســعودية إلى اســتخدام الدين وموارد دولية لتمويلها».

وأشار كروســتينز ومحللون آخرون إلى أن تدفقات الاســتثما­ر الأجنبي إلى المملكة بلغت بالفعل مستويات منخفضة جــدا، نظرا لضعف القطاع الخاص والغموض الــذي يكتنف القواعــد التنظيمية، وهو مــا قد يحد من تأثير أي هبوط في التدفقات.

وبلغ الســعر المعــروض للريال الســعودي 3.7524 ريــال مقابل الــدولار الأمريكي فــي الســوق الفورية خــال المعاملات المبكرة أمس، وهو أضعف مســتوى له منذ ســبتمبر/أيلول 2016، حســب ما أظهرتــه بيانات رفينيتيــف. وما زال البنــك المركزي الســعودي يربط العملة عند 3.75 ريــال للدولار، وغالبا ما تتحرك العملة في نطاق بــن 3.7498 و3.7503. وفي نوفمبر/تشــرين الثاني 2015 حينما هوت أســعار النفــط، تراجع الريال إلى نحو 3.7598 ريال مقابل الدولار.

وفي سوق العقود الآجلة للعملة، ارتفع الدولار أمس نحو 100 نقطة أساس )1 %( مقابل الريال، مسجلا أعلى مستوياته في تسعة أشهر.

وارتفعت عائدات الســندات الســعودية الدولارية، معظمهــا في الاســتحقا­قات الطويلة الأجــل، حيث زاد عائد سندات تســتحق في 2046 بواقع 15 نقطة أساس. كما قفزت تكلفة التأمين على الدين الســيادي السعودي إلى أعلى مســتوى في 11 شــهرا أمس. وارتفعت عقود مقايضة مخاطر الإئتمان السعودية لخمس سنوات إلى 100 نقطة أساس بعد أن أغلقت عند 89 نقطة أساس يوم الجمعة وفقا لبيانات من «آي.اتش.اس ماركت».

وهبطت ســوق الأسهم الســعودية 7.2 في المئة على مدى الجلستين السابقتين بفعل قضية خاشقجي، لكنها ارتفعت أربعة في المئة أمــس. وقال متعاملون إن بعض المســتثمر­ين من المؤسســات، ومن بينهم مؤسســات أجنبية، اشتروا أســهما عند مستويات سعرية متدنية، حيث يعتقدون أن من المســتبعد حــدوث تغير كبير في الموقف الاقتصادي الأساسي في المملكة.

لكن مصرفيــن ومحللــن كثيرين قالــوا ان قضية خاشــقجي حفــزت تصــورات بمخاطر سياســية في الســعودية، لأنها كانت أحــدث حلقة في سلســلة من الأحــداث غيــر المتوقعة على مــدى الســنوات الثلاث الماضية. وفــي خلال تلــك الفترة، أطلقت الســعودية حربها في اليمن، وقاطعت قطر، واحتجزت عشرات من كبار المســؤولي­ن ورجال الأعمال في حملة على الفساد، واعتقلت ناشــطات حقوقيات، وتزايــدت التوترات مع كندا وألمانيا. وقال جيسون توفي، كبير خبراء الأسواق الناشــئة لدى «كابيتال إيكونومكس » الاستشــار­ية في لندن، إان التطورات السياســية في السعودية أصبحت تشكل مخاطر اقتصادية متزايدة.

علــى صعيــد آخــر تراجعت أمس أســعار أســهم المجموعــة اليابانية العملاقة للاتصالات «ســوفت بنك غــروب» بحوالى 7 في المئة في بورصة طوكيو بســبب مخاوف مرتبطة بعلاقاتها المالية مع الســعودية. وتقود المجموعة اليابانية والرياض صندوق اســتثماري­ا هائلا للتكنولوجي­ا يحمل اســم «صندوق رؤية ســوفت بنك )ســوفتبنك فيجن فاند)». وسجل ســعر سهم «سوفت بنك» تراجعا نســبته 6.71 في المئة ليبلغ 9.306 ين بعد بعض الانتعاش. وقال يوشــيهيرو أوكومورا من مركز «شيباجين اســيت مانيجمنت » ان العلاقات بين «سوفت بنك غروب» والسعودية ســاهمت في انخفاض أسعار الأسهم.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom