Al-Quds Al-Arabi

العرب لن يختفوا عن أنظارنا وعلينا الاعتياد على ذلك

إنهم موجودون في البلاد ويشاركون بفعالية في شتى مرافقها وعلينا الكف عن العنصرية

- عوزي برعام هآرتس 2018/10/15

■ علينا القول ببساطة: أورن حزان يستخدم المصطلحــا­ت النازيــة دون أن يــرف لــه جفــن. النازيــون منعــوا الزيجــات بــن شــخص آري ويهوديــة بادعاء شــبيه بذلك، الــذي قاله حزان إن الأمــر يتعلق بمــس بألمانيا، الذي بــه يمنعون قدوم أحفاد آريين يحافظون على السلالة النقية. الآريــون الذين تزوجوا بيهوديــات حوكموا على عامود الخزي. إسرائيل ليست ألمانيا، ومن شُهر به على عامود الخزي من قبل معظم المواطنين هو حزان نفسه. معظم المواطنين لا يتضمنون رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي صمت صوته في هذه القضية.

أقــوال حــزان أغضبــت الكثيريــن بســبب مضمونها وأســلوبها، ولكن هنالك إســرائيلي­ون كثيرون، بالرغم من أنهــم لا يوافقون على أقواله في هذه الحالة ولا يرتكبون عنفاً جسدياً أو لفظياً تجاه العرب، يتوقون مــع كل ذلك إلى أمر واحد: «أن يغيبــوا عن الأبصــار». بيــد أن الواقع وكأنه يتحــدى الراغبين في نقاوة العــرق: لا يغيبهم عن الأبصار فحسب، بل يضعهم في ملتقيات الطرق الهامة للجمهور الإسرائيلي.

هكذا مثلاً، في الأســبوع الماضــي فاز منتخب إســرائيل في كرة القدم على منتخب اســكتلندا، لقــد تابعت ردود المتصفحين علــى أداء المنتخب. جزء منهــم لم يعرفــوا كيف يســتوعبون حقيقة أنه فــي مرحلة معينة ضم المنتخــب أربعة لاعبين عرب. أحدهــم تنفس الصعداء عندمــا قام لاعب يهــودي بتســجيل الهــدف الأول، ولكــن هذا لن يساعده. منتخب إسرائيل اليوم هو رد قاطع على التوق لـ «إبعادهم عــن الأبصار» إذا أبعدناهم لن يكون لإســرائيل منتخب جيــد. اللاعب الأهم في المنتخب هــو مؤنس دبور الذي ســيعترفون ذات يوم بعظمته.

مفترق طرق مهم آخر هو المستشــفي­ات؛ فابنة صديقة للعائلة عولجت في مستشــفى شــنايدر في وضــع خطير جداً. والداهــا متدينان وطنيان ادعيا أن أروقة المستشــفى مليئــة بالعرب «وهم يتصرفــون وكأن المستشــفى يعــود لهــم». فــي زيارتي القادمــة رأيت أن معارفــي تصاحبوا مع تلــك العائلــة العربية التــي كان ابنهــا يعالَج في القســم نفســه، ولدهشــتي قال معارفــي: «هذه عائلة عريقــة، لطيفــة وكريمة، يصعــب تصديق أنهم عرب». ثانيةً رأيت أن العلاقة المباشــرة تبعد الآراء المسبقة.

فــي أخبار ليلة الســبت فــي القناة العاشــرة، تناولت آيله حسون استعداد الجيش الإسرائيلي للحرب، في أعقاب أقوال الجنرال يتسحاق بريك حــول الموضوع. حســون ذهبــت مع قائــد كبير في الجيــش الإســرائي­لي لفحص وضــع مخازن الطــوارئ، التــي لم ينته بعــد ذكــرى فراغها في حــرب لبنــان الثانية. لقد تم أخذهــا إلى مخزنين رائدين، كل واحد منهما يتم صيانته على يد طاقم مقلــص. المســؤول عن المخــزن الأول كان شــاباً اسمه سليمان، والمســؤول عن المخزن الثاني هو حسين. سليمان وحسين مسلمان، مسيحيان أو درزيان ـ هما المســؤولا­ن عن اســتعداد الجيش، بأيديهمــا وضع الجيش الإســرائي­لي الأمر الأهم لأمن إسرائيل.

أنــا أفتــرض أن أتبــاع مقولــة «ابتعــدوا عــن أنظارنــا» نظــروا بشــك لحســون. جــزء منهــم ظــنّ بالتأكيــد بــأن «اليســار يواصل الســيطرة علــى الإعــام» وجزء اعتقــدوا بأن الأمــر يتعلق بانحراف عمّا آمن به دائماً.

إن التــوق إلــى إبعادهــم عــن الأنظــار ـ وهــي خلاصــة رأي افيغدور ليبرمــان ويحملها العديد فــي الجمهور اليهــودي ـ تواجه بواقــع آخر أكثر قوة وديناميكية. هم لن يغيبوا عن أنظارنا، وجيد أن الأمــر كذلك. وعلــى عيــون كل العنصريين أن تتعود على ذلك.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom