Al-Quds Al-Arabi

«التهدئة» في غزة تنتظر وفدا مصريا والنخالة يتوعد ويدعو المقاومة لـ «الجهوزية التامة»

الكابينت الإسرائيلي بحث الملف وينتظر الجمعة المقبلة لتحديد موقفه

- غزة ـ «القدس العربي»:

من المقرر أن يقوم وفد أمنــي مصري بزيارة جديدة لقطاع غزة، لبحث ســبل إرســاء المراحــل الأولى من التهدئــة، ضمن خطــة تحرك تهــدف إلى نــزع فتيل الانفجار، في ظل تصاعد حدة الفعاليات الشعبية التي قد تفضي إلى صدام مسلح.

وتوعد الأمين العام الجديد لحركة الجهاد الإسلامي، بالــرد بقوة على أي عملية عســكرية إســرائيلي­ة ضد القطاع، ودعا نشــطاء المقاومة لـــ «الجهوزية التامة،» عقــب ما تردد عن منح حكومة تل أبيب الوســطاء مهلة حتى نهاية الأسبوع الحالي لتهدئة الوضع الميداني.

وبالتزامــ­ن مــع الزيــارة المرتقبــة لرئيــس جهاز المخابــرا­ت العامــة المصرية اللــواء عبــاس كامل إلى كل من تــل أبيب ورام اللــه، بعد غد الخميــس، للقاء رئيس الوزراء الإســرائي­لي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ســيصل وفد أمني مصري رفيع إلى قطــاع غزة، لبحث ملــف التهدئة والمصالحة مع قيادة حركة حماس، فــي ضوء ما قدم من مقترحات للطرفين «حماس وإسرائيل» عبر الوسطاء ومنهم مصر خلال الأيام الماضية.

وســيناقش الوفد كيفية إعادة الهــدوء في المرحلة الأولى على طول الحدود، لنزع فتيل الأزمة، وخشية من ســير الأمور الميدانية على الأرض، بعد أحداث الجمعة الماضية، التي استشــهد خلالها سبعة فلسطينيين، إلى جولــة تصعيد عســكري، خاصة وأن أحــداث الجمعة الماضية خالفت كل توقعات الوسطاء.

ويعمل الطرفــان حاليا، الفصائل في غــزة بقيادة حركة حماس، وإســرائيل فــي الجهة الأخــرى، على «تحسين معايير وشــروط التهدئة»، خاصة وأن هناك دعما مــن الأمم المتحدة للجهود المبذولة من كل من مصر وقطر في هذا الشأن.

والمعروف حسب ما أعلن قادة حركة حماس، أن كلا من مصر وقطر والأمم المتحدة، تتوســط من أجل إنهاء الحصار المفــروض على قطاع غزة، وتحســن الوضع القائم.

ويتــردد أن الطــرح المقدم يشــمل تهدئــة الحدود خلال الشــهرين المقبلين، على أن تشــهد هــذه الفترة تســهيلات كثيرة لقطاع غزة، تشــمل تحســن وضع التيار الكهربائي، وإقامة مشاريع تساهم في دفع عجلة الاقتصاد، والاتجاه بقوة نحو تطبيق اتفاق المصالحة، من أجــل الذهاب بعد ذلك نحو إقرار تهدئة شــاملة في غزة، تكون موقعة في ذلك الوقت باسم منظمة التحرير الفلسطينية، وهو شرط طالبت فيه حركة فتح.

وتشير معلومات إلى أن المجلس الوزاري الإسرائيلي ناقش في جلســته التي عقدت مساء الأحد، المقترحات الخاصــة بالتهدئة المقدمة من عدة جهات، وتشــمل في المرحلة الأولى إعطاء المزيد من التسهيلات لسكان قطاع غزة، من خلال فتح المعابر وإدخال بضائع كانت مدرجة على قائمة المنع، وتســهيل تنفيذ مشــاريع في القطاع، بإشراف من الأمم المتحدة، تشمل برامج تشغيل مؤقت.

وفي الســياق ذكرت تقارير إســرائيلي­ة، أن المجلس الــوزاري المصغــر للشــؤون السياســية والأمنيــة «الكابينت»، قرر إعطاء مهلة للجهود الدبلوماسي­ة التي بذلت مؤخراً من أجل التوصل الى تهدئة مع حماس.

مهلة لجهود مصر

وذكرت مصادر عبرية أن المجلس برئاســة بنيامين نتنياهو بقــرر بعد أربع ســاعات من النقــاش إعطاء مهلة حتى نهاية الأسبوع الجاري، لجهود التهدئة التي يقودها رئيس المخابرات المصرية عباس كامل والمبعوث الأممي للشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف.

وجرى الكشــف أيضا عن أن أعضاء المجلس اتفقوا كذلك على نقل رســائل لحركة حماس تحذرها من مغبة أي تصعيد من قبلها على الحدود، وأن صبر إســرائيل «ينفد»، كما ان اســرائيل ســتواصل التصعيد في حال تواصلت المسيرات، وأنها ستنتظر حتى نهاية الأسبوع وبخاصــة يوم الجمعة المقبل لمعرفــة توجهات حماس، ومدى استيعاب رسالة عدم التصعيد على الحدود.

وفي هذا الســياق أيضــا نفت صحيفــة «معاريف» العبرية، قيام المجلــس الوزاري المصغــر باتخاذ قرار يقضي بالعودة إلى سياسة الاغتيالات ضد التنظيمات الفلسطينية في قطاع غزة.

وقالــت الصحيفــة إن مــا تم تداوله علــى مواقع التواصل الاجتماعــ­ي بهذا الخصوص غير صحيح، كما جرى نفي الأخبار التي ترددت عن تمخض الاجتماع عن قرار بقضي باستدعاء جنود من الاحتياط، ما يعني أنه لا يوجد حاليا أي قرار لدى حكومة تل أبيب بشن حرب جديدة ضد غزة.

هذا ولا تــزال التقارير التي تنقل موقف قيادة جيش الاحتلال تشير إلى تأكيد الجيش أن الظروف الحالية لم تتغير بشكل جوهري نحو «عملية عسكرية»، وأن قيادة الجيش طالبــت بمواصلة التأقلم مع الوضع بالشــكل الحالي، خاصة في ظل تدهور الوصع الانســاني بشكل كبير في غزة.

وكان كل من نتنياهو ووزير جيشه أفيغدور ليبرمان، قد هددا بتوجيه «ضربة قاسية» لحركة حماس، في حال استمرت المسيرات.

النخالة يتوعد إسرائيل

وتوعــد الأمين العــام لحركة الجهاد الإســامي زياد النخالة، إســرائيل في حال شنت هجوما على غزة، وقال «إن تهديدات العدو بشــن عملية عسكرية ضد شعبنا في قطاع غزة تعكــس النوايا العدوانيــ­ة لحكومة الإرهاب بمواصلة الحرب على الشــعب الفلسطيني»، لافتا إلى أن المقاومة تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد.

ودعا في بيان أصدره كل نشطاء المقاومة العسكرية إلى «الجاهزيــة التامة حيث انتهينا في معركة التصدي لعدوان 2014»، مبيناً ان قتل المدنيين العزل في مسيرات العودة وعلى حواجز المستوطنين وجنود الاحتلال في الضفة «جرائم لن تغفرها المقاومة».

وجاءت هذه التهديدات عقب استمرار وتصاعد حدة فعاليات «مسيرات العودة» على الحدود، مخالفة بذلك توقعات إســرائيل بتراجعها، بعد دخول وقود لتشغيل محطــة توليــد الكهرباء فــي القطاع، بإشــراف الأمم المتحدة، من أجل زيادة الكميــات للمحاصرين، وكذلك وجود تمويل تشــرف عليه الأمم المتحــدة لدفع رواتب موظفي حماس في غزة.

مــن ناحية اخرى تواصلت الفعاليات الشــعبية في إطار «مسيرات العودة»، وشهد يوم أمس تنظيم «مسير بحري» جديد، شارك فيه حشــد كبير من المتظاهرين، بإســناد جماهيري على ســواحل قطاع غزة الشمالية المتاخمة للحدود مع إسرائيل.

كمــا نظمت «وحدة الإربــاك الليلــي» فعاليات عند أكثر من نقطة حدودية، شملت إشعال النار في إطارات الســيارات، وإطــاق صفــارات الإنذار مــن مكبرات الصــوت، وتفجيــر عبــوات صوتية، ورشــق جنود الاحتلال بالحجارة. وأسفرت تلك المواجهات عن وقوع إصابات فــي صفــوف المتظاهرين، بينهــم من أصيب بالرصــاص الحي، وآخــرون بحالات اختنــاق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.

في الســياق أعلن جيــش الاحتــال أن قواته اعتقلت مواطنين اثنين، بعد أن تمكنا من اجتياز الســياج الفاصل شرق غزة، والدخول إلى منطقة الحدود الإسرائيلي­ة.

 ??  ?? جانب من المواجهات على حدود غزة الشرقية أمس
جانب من المواجهات على حدود غزة الشرقية أمس

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom