Al-Quds Al-Arabi

الناقد الأردني محمد المشايخ يكشف حكايات ومواقف الأدباء

-

■ «ذكريات داعبت فكري وظني» سلسلة توثيقية طريفة ومهمة. ما الذي دعاك لكتابتها ونشرها؟

□ انتبه بعض الأدباء لنشاطي الاجتماعي على صفحات الفيســبوك، حيث أقوم يوميا بالتعزية بالراحلين من الأدباء والكتاب وأقاربهم، فاتهموني بأنني صرت مندوب عزرائيل في الأرض، وأنني لم أعد كاتبا بقــدر ما أنا مواكب للجنــازات، فرددت عليهم عمليا، وكتبت ونشــرت لهــم مئة حلقة من هذه الذكريات التي رأى بعضهم فيها جنســا أدبيا جديدا.

■ مــن أيــن اســتقيت مــادة هــذه الذكريات؟

□ تمتــاز رابطة الكتــاب بكثرة أعضائهــا وأصدقائهــ­ا، ولهــؤلاء ندواتهــم ومجالســهم، الرســمية والخاصة، ومنها خـَزّنت في ذاكرتي الكثير، هــذا عدا عن الحساســية التي يتمتع بها بعضهم، الأمر الذي يجعلهــم يصرحــون أو يقومــون ببعض المواقف الطريفة التي تصل حد الغرائبيــ­ة والعجائبية أحيانا، وبالنظــر لذكــري لتلــك المواقف والطرائــف فــي جلســات عديدة فقد حفظتها غيبــا وصارت جاهزة للكتابة.

■ ومــن أين تجــد الوقــت الكافي لكل هذا الجهد اليومي طوال مئة يوم، بالإضافة إلى حراكك الثقافي اليومي مشاركا أو حاضرا؟

□ أنــا لا أعمــل، وقــد خصصت مــا بــن 6 و8 ســاعات يوميــا لكتابــة الذكريــات، وللتواصل مع الكـُــتاب، وللــرد علــى تعليقاتهم واستفســار­اتهم، ولأن لديّ إرشيفا ضخما من الصور، فلم أجد صعوبة في تجميع الصور، ولكن الصعوبة تمثلت في قصقصــة الوجوه فقط، ثم حمل الصورة، ولصقها إلى جانب شــقيقاتها، هي عملية تحتاج إلى وقت طويل، كنت أوزعه على مدار الليل والنهار.

■ تكاد تكون مميزا في هذا الأســلوب في الكتابة الطريفــة، كما في كتابك «كشــف الحجاب عن خبايا رابطة الكتاب». بمن تأثرت بهذا الأسلوب؟

□ على ذمة الشــاعر يوســف أبو لــوز، فإنني الوحيــد الذي عمل فــي هيئة ثقافيــة عربية لمدة 40 عامــا، وقام بالتأريخ لهــا، كل الذين عملوا في هيئات ثقافية عربية لم يكونوا أدباء، بل موظفين إداريين، وإن كان بعضهم أديبا، فإن له مشــاغله التي حالــت بينه وبين التأريــخ للهيئة التي عمل فيها. لقد علـّمني أولئك الذين يمسكون الميكرفون ولا يتخلــون عنه إلا بعد أن يجلدوا جمهورهم، أن أكون خفيف الظل، وألا أكون ثقيلا على أحد، علما بأنني لم أتأثر بغيري.

■ شــملت الذكريات عددا كبيرا من الأسماء، فكم عددهم على وجه الدقة؟

□ تمتــاز الســاحة الأدبيــة بأنــّـها كريمة في إنجــاب المبدعين، ذكــرت أربعــة آلاف منهم، ولم تكــن بعض الحلقــات تخلو من ذكــر قياديين في العمل الاجتماعي أو معنيين بالثقافة، مع الإشــارة إلى أن بعض الأســماء كانت تتكرر لكثرة مواقفها وطرائفها التي كنت شاهدا عليها.

■ هل نسيت أحدا من الكتاب والمثقفين؟

□ نعم، أعترف وأنــا الذي كنت أروي الطرائف عن المبدعين النسـّائين بأنني نسيت قليلين، ودائما كنت أقول إن الشمس لا تغطى بغربال، وأن من لم أذكره، سبقني إلى تخليد ذاته وإبداعه.

■ لمــاذا آثــرت أن تتوقف عند الرقــم 100، وعجلة الثقافة وحركة المثقفين لا تهدأ، وطرائفهم لا تنتهي؟

□ بصراحة تعبــت من الجهــد الكبير والوقت الطويل الــذي بذلته خلال المئة يــوم، وأردت أن أســتريح، وأريح من كانت تصلني رسائلهم على الخاص تدعوني للتوقف.

■ أثــارت السلســلة الكثيــر مــن ردود الأفعــال المتباينة، هل يمكن أن تذكر بعضا منها؟

□ من أبرز الإيجابيــ­ات التي كانت تصلني تلك التي تتعلــق بذكري أدباء لــم يذكرهم أحد قبلي، وابتعادي عن الجغرافيا والمعتقد والتوجه الفكري وذكري للجميع وتعاملي معهم بسواســية، ومما وردني على الخاص من الأديبة الدكتوة ســائدة خليل: «أتابع برضى خاطر ما تقدمه من عمل رزين و«دمه خفيف» ويلفتني فيه رفعة ذوقك في إيجاد كرســي مريح للجميع». أما السلبيات فتمثلت في أن بعــض الأدباء يكرهون بعضهــم الآخر، توجد تيارات تتصارع في رابطة الكتاب ولا يريد أي منها للآخر أن يظهر، أو يُذكر.

■ يتهمــك البعــض أنك تميل للمجاملــة، والتركيز على الإيجابيات فقط. فهل هذه تهمة، أم نهج؟

□ الأدباء بحاجة لاهتمام، ظروفهم المعيشــية صعبــة، واحتياجاته­ــم كثيــرة، فــكان لا بد من مجاملتهم وملاطفتهم والتخفيف عنهم وإشعارهم بأهميتهم، نعم هو نهجي.

■ هل تظن أن هذه الذكريات قد كشــفت مســتورا أو أساءت إلى أحد؟

□ كنت أروي بعض الأمور التي أظنها إيجابية عن بعضهم، فكانوا يثورون ويغضبون ويعتقدون أنني أنتقص منهم ومن مكانتهم، أو أســتهزئ بهم، فكنت أشــطب ما كتبته عنهم على الفور، أما كشف المستور فهو كثير.

■ هل تواصلت معك أي جهة لنشر هذه الذكريات في كتاب مطبوع؟

□ الجهة الوحيدة التي تدعم طباعة الكتب هي وزارة الثقافة، التي أعادت كتابي»معجم شــعراء الأردن» بعد أن مكث لديها 10 شهور وهو مجاز من لجنة التحكيم، لعــدم وجود مخصصات مالية، ما دفعني لعدم تكرار التجربة.

■ وما مشاريعك المستقبلية؟

□ أشــتغل الآن على إعــداد معجــم القاصين والروائيين الأردنيين، وأتوقع أن يصدر خلال عام .2019

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom