Al-Quds Al-Arabi

هل غادر أمين عام «أنصار الله» مخيم الميّة وميّة بتسهيل من «حزب الله»؟

الجيش نفى خبر اجتماع أمني حزبي في إحدى ثكناته قبل العملية

- بيروت - «القدس العربي» من سعد الياس:

انشــغلت وســائل الاعلام بتتبّــع الاخبار عن عملية خروج الأمــن العام لحركــة «أنصار الله» جمال ســليمان فجر الاربعاء من مخيم الميّة وميّة إلى جهة مجهولة تردّد أنها المزّة في ســوريا برفقة 17 مــن مرافقيه وأفراد عائلته. وأفيد عن تســليم مقرّه إلــى نائبه ماهر عويد، وذلــك تنفيذاً لاتفاق تمّ التوصــل إليه في اعقاب الاشــتباك­ات الأخيرة في المخيم بين حركتي فتح وأنصــار الله، في وقت علــم أنــه تم تخييره بــن مخيم عــن الحلوة او الرشــيدية او الضاحية الجنوبية حســب ما لفتت «وكالة الانباء المركزية» التي أوضحت ان سليمان اختار المغادرة إلى خارج لبنان، ونقلت عن مصادر عسكرية أن سليمان لم يمرّ عبر حواجز الجيش في المخيم.

وأكــدت مصــادر فلســطينية لـ»المركزية» أن «خروج ســليمان تم فــي اطار عملية اســتغرقت ســاعات عدة وفق اتفاق لانهاء حــال التوتر التي يعيشها المخيم منذ اســابيع في اعقاب الاشتباكات العنيفة التي وقعــت بين انصار الله وحركة «فتح» وقوات الامن الوطني الفلســطين­ي، واسفرت عن سقوط أربعة قتلى واكثر من ثلاثين جريحاً، فضلاً عن اضرار مادية كبيرة في الممتلكات».

وأوضحت «ان العملية نفذت إثر اجتماع شارك فيه ممثل عن« حزب الله»»، كاشفة ان «الأشخاص الـ17 الذين غــادروا برفقة ســليمان هم زوجاته الأربع وأولاده الســتة و7 من عناصره، هم: ناصر غضبان، محمود حســنين الملقب بـ «البطل»، عمر غالــي، محمد الخطيب، محمود عبــاس )مرافقه(، فتحي غالي ومحمد غالي».

وقالــت «إن الخطوة التالية ســتكون ســحب مســلحي حركة فتح من الشوارع وعودة النازحين إلى المخيم تمهيداً لاعادة الحياة إلى طبيعتها، علماً أنه سبق خروج ســليمان تسلم حوالى 25 عنصراً من انصار الله مربعه الامني برفقتهم المسؤولان في الحركة ماهر عويد وإبراهيم ابو السمك».

وعمــا اذا ما كانــت إيران الوجهــة المقصودة، أعلنت الأوساط «أن« حزب الله» الذي دعم سليمان وحركته منذ التســعيني­ات رفع الغطــاء عنه بعد الاشــتباك­ات الاخيرة مع حركة فتح التي تســببت في ســقوط قتلى ودمار في المخيم، إلى ان تحصّن سليمان في مربع أمني وفي نفق تحت الأرض».

وفي هذ ا الســياق، ذكر شــهود عيــان انه «تم إحراق عدد من المســتندا­ت الخاصة بســليمان في مربعه الأمني قبل مغادرته بساعات قليلة».

وبُعيــد العمليــة، أشــرف قائد «قــوات الامن الوطني الفلســطين­ي» في لبنان اللواء صبحي ابو عرب على ازالة الدشم من المخيم وجال فيه، يرافقه مسؤول الارتباط العميد سعيد العسوس.

ولاحقــاً، أوضحت قيــادة الجيــش- مديرية منظر عام لمخيم الميّة وميّة التوجيه، في بيان « أن بعض وسائل الإعلام تناقل خبراً مفاده بأن اجتماعاً أمنياً عقد بين مســؤولين أمنيــن وحزبيين فــي ثكنة محمد زغيب ـــصيدا، بهدف التحضير لمغادرة جمال ســليمان مخيم المية ومية.يهمّ قيادة الجيش أن تنفي صحة الخبر جملة وتفصيلًا، وتدعو وسائل الإعلام إلى التأكد من أي معلومات قبل نشرها من مراجعها المختصة».

الى ذلــك، إعتبر رئيــس حركــة التغيير ايلي محفوض في سلســلة تغريدات عبــر «تويتر» ان «هروب ما يســمى بأمين عام «انصــار الله» جمال ســليمان من مخيم الميه وميه مع 17 عنصراً لمنطقة المزّة في ســوريا، يعود ليطرح من جديد أولاً أزمة المخيمات الفلسطينية وضرورة إخضاعها للسلطة اللبنانية دون أي شــريك، وثانيــاً كيفية حصول عمليات الهرب كتلك التي حصلت مع شاكر العبسي من مخيم نهر البارد».

وقــال: «الأهــم أن نعلم من الذي أنشــأ منظمة انصار الله ومن كان وراء نشــاطاتها العســكرية وبطبيعة الحال ليس المدعو جمال ســليمان الذي كان مجــرد أجير ومرتزق عند مشــغليه الذين هم حتماً مــن أمّنوا هروبه من مخيــم الميه وميه، فهل ســتتحرك الدولــة اللبنانية أم كما جــرت العادة ستمارس سياسة التطنيش؟».

وأضاف: «وهكذا تبقى ســوريا الملاذ للمطلوبين من العدالة وهي ليســت المرة الاولــى التي تلعب ســوريا هذا الــدور. كل الذين خربــوا وارتكبوا الجرائم ومارسوا الارهاب أرسلهم النظام السوري إلينا وعند انتهاء مهماتهم يســتعيدهم بواســطة عملائه في لبنان. أما حــان الوقت لوضع حد لهذا النظام ولجم جماعاته عندنا؟».

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom