«نيويورك تايمز»: فوز الديمقراطيين فرصة مهمة ومسؤولية كبيرة لتغيير مسار السياسة الأمريكية
علقــت صحيفــة «نيويــورك تايمــز» علــى فــوز الحــزب الديمقراطــي فــي الإنتخابات النصفية بالتســاؤل عن الخطوة التالية. وقالت إن ســيطرتهم على مجلس النواب في العامين المقبلين ستقدم للأمريكيين نموذجاً بديلاً للحكم غير تخفيــض الضرائب عن الأثرياء وتعريض النظــام الصحي للخطر. وقد يضطر قادة جمهوريون الآن وغداً للعب بورقة الدســتور وبقوة. وســيكونون قادرين على عمل هــذا بطريقة بناءة أكثر من زعيم الغالبية الســابق ميتشــل ماكونيل وفريقه الذين سيطروا على الكونغرس منذ عام 2014.
ووضعت الصحيفة عدداً من الخطوات لتجنب الديمقراطيين إحباط الهزيمة التــي حققوهــا. ونصحتهم أولاً باختيار السياســة بطريقة حكيمــة. فقد تبنى الديمقراطيــون فــي حملتهــم الانتخابية سياســة ثلاثيــة الأهــداف تقوم على تخفيــض ثمــن العنايــة الصحية وخلــق فرص عمل مــن خلال الاســتثمار في البنــى التحتية وتنظيف السياســة عبر رزمة شــاملة تقوم علــى تقوية قوانين الأخــاق وتعزيــز النظــام الانتخابي. وتعلــق الصحيفة بأن هــذه هي أهداف جذابــة للحزبين ودعا إليها الرئيس إما حقيقةً أو تظاهراً. ومن خلال الدفع بها فســتكون بمثابة امتحان للرئيس ونيته في تحقيق هذه الأهداف أو انها مجرد أداة لشن حرب حزبية وتعبير عن نفاق الرئيس.
وتقــول إن عمليــة الإصــاح هــي علــى رأس أولويــات الديمقراطيــن وكذا «الحالمــن» حيث جــاء حوالــي 700.000 مهاجر كأطفال إلــى الولايات المتحدة بطريقة غير شــرعية وقدمت لهم إدارة باراك أوباما حماية من الترحيل. وتدعم الغالبية العظمى من الأمريكيين السماح لهم بالبقاء. والحصول على تسوية مع الرئيس ســتكون سياسة جيدة وعملاً سياسياً جيداً. ويستطيع الديمقراطيون مواصلــة أهدافهــم حتى لو أراد ترامــب تحقيق انتصــارات حزبية لأن مجلس الشــيوخ لن يلعب لعبته. ويســتطيع الديمقراطيون وضع الأجندة السياســية ولكــن عليهم القبــول بمجلس الشــيوخ الذي ســيحاول عرقلة بعــض بنودها مــن أجل المكاســب الحزبية. ومــن هنا فــإدارة التوقعات مهمة مــع أن تحقيق انتصارات يحتاج إلى العثور على نقاط الضغط الصحيحة. وحذرت الصحيفة من أن محاكمة الرئيس ليســت أمــراً عملياً لبدء عمل الكونغرس. وســيعترض الأمريكيــون الذيــن يكرهون ترامب عــن أية محاولــة لخلع رئيـــس أثناء فترة حكمـه.
وتكشف الاستطلاعات أن الدعم لمحاكمة الرئيس يتراوح ما بين .%40 30 وتشير لمحاولات نيويت غينغريتش خلع الرئيس بيل كلينتون عام 1998 والتي قــادت إلى كارثة انتخابيــة للجمهوريين عام 1998 وقادت إلــى عزله عن قيادة الكونغرس. ويجب على الديمقراطيين الإنتظار حتى يعلن موللر عن تحقيقه وإن كانت هناك جريمــة ومخالفات وبعدها يتم البحث عن طريق حقيقي لمحاكمته. كما حذرت الديمقراطيين من المبالغة في القضايا القضائية خاصة ملف ترامب الضريبي. فقد رفض متابعة أســافه والكشــف عن سجله الضريبي. ورأت ان تسلم نانســي بيلوسي رئاســة مجلس النواب من جديد أمر جيد حتى لو كان لمرحلــة انتقالية. وبعــد 16 عاماً في الكونغرس فهناك حاجــة إلى تغيير جيلي. وبناء على السجل المخزي لترامب فلدى الديمقراطيين فرصة وعليهم مسؤولية كبيرة. وإعادة نوع من العقلانية للسياسة الأمريكية وهدف للحكم الأمريكي.