Al-Quds Al-Arabi

غزة تشهد تطبيق أولى مراحل «إعادة الهدوء وتخفيف الحصار»... البدء بصرف رواتب الموظفين وتشغيل العاطلين عن العمل ومساعدة الفقراء

الفصائل أرجعت المشاريع لـ «نجاح مسيرات العودة»... والسفير العمادي يعود لتنفيذ «رزمة جديدة»

- غزة ـ «القدس العربي» من أشرف الهور:

في ترجمة حقيقية لتفاهمات المرحلة الأولى من إعادة الهدوء إلى قطاع غزة، حسب الوســاطة المصرية والتدخلات الدوليــة، التي تشــمل تحفيــف حدة الحصار بتنفيذ مشــاريع إغاثة عاجلة للســكان المحاصرين، تلقــى الموظفون العاملون في الســلك الحكومي رواتبهم الشــهرية بقيمة وصلت إلى 60 %، وهي الأعلى منذ ســنوات، فيما تنتظر أســر الشهداء والجرحى وعوائل فقيرة تلقي مســاعدات ماليــة أخرى خــال الأيام المقبلة، من ضمنها مساعدات ستقدم من خلال دولة قطر.

وشــرعت وزارة الماليــة فــي غــزة بصرف هذه النســبة الأكبر من رواتب الموظفين منذ سنوات، عبر بنوك البريد وبنكين آخرين يعملان فــي قطاع غزة، ولا يرتبطان بسلطة النقد الفلسطينية.

ومن شــأن هذه الخطــوة أن تحدث انفراجة في وضــع موظفي غزة المادي، خاصــة وأنهــم يعانــون مــن ظروف اقتصادية قاســية، حيث اعتــادوا منذ أكثر من ست ســنوات على تلقي نسب قليلة من رواتبهم كانت تصل إلى 40 ،% وبشكل غير منتظم، جراء الأزمة المالية التي تمر بها غزة.

ويترقب هؤلاء الحصول على الراتب كاملا خلال الفتــرة المقبلة، ضمن منحة قطرية من المقرر أن تســتمر لستة أشهر، بإشراف من الأمم المتحدة.

وجاءت عملية صرف رواتب موظفي غزة وعددهــم يفوق الـ 40 ألف موظف، بعد عمليــة تأخير دامت لأكثــر من 40 يوما، ومــن المتوقــع أيضا أن تشــرع الــوزارات المختصــة في غــزة، بتنفيذ مشاريع أخرى تشمل توزيع مساعدات مالية على أســر فقيرة، وكذلــك البدء مطلــع الأســبوع المقبل بتشــغيل آلاف العمال في برامج البطالة المؤقتة.

يأتي ذلك ضمــن الترتيبات التي بدأ تطبيقها على الأرض منــذ يوم الجمعة الماضي، وتشمل إعادة الهدوء إلى قطاع غــزة، ووقــف التصعيد بــن الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، برعاية مصرية وأممية، حيث تشــمل المرحلة الأولى من الاتفاق تنفيذ مشاريع إغاثة عاجلة.

ويــوم أمس وصــل إلى غــزة نائب المبعــوث الدولي لعملية الســام، وهو أحد أعضاء الفريق الأممي، الذي يشرف وفــق تفاهمات إعادة الهــدوء وتثبيت التهدئة، على تنفيذ المشــاريع الإغاثية التي تشــمل تشــغيل البطالــة وتنفيذ عمليات إعمار، حيث عقد اجتماعات مع مسؤولين من حماس.

وأكــد مســؤولون فــي الفصائــل الفلســطين­ية في غزة أن مــا جرى يعد ثمرة للإنجازات التي حققتها «مسيرات العــودة»، وقال عبد اللطيــف القانوع المتحدث باسم حركة حماس في تصريح صحافي إن «مــا جري من مشــاورات وتفاهمات مع أطراف عدة أحرزت تقدماً في إطار كسر الحصار عن غزة وتثبيت حالة من الهدوء على قاعدة اتفاق 2014 ودون أي ثمن سياسي.»

وأشــار إلــى أن حصار قطــاع غزة «بدأ يترنح أمام صمود شــعبنا وإرادته وبفعل مســيرات العــودة المتواصلة،» مضيفــا «فكفكــة أزمــات غــزة وحلها كالكهرباء وتوســيع مســاحة الصيد وفتح المعابر والمنحة القطرية للموظفين وتشغيل الخريجين ومشــاريع البنية التحتية وغير ذلك أولى الخطوات على ذلك .»

وأكــد فــي الوقــت ذاته اســتمرار «مســيرات العودة وكســر الحصار،» وقــال إنها باتــت «أقرب مــن أي وقت مضــى لتحقيــق كامــل أهدافهــا بعد خضوع الاحتلال ونزولــه عند مطالب شعبنا الفلسطيني، وفي مقدمتها إنهاء الحصار عن قطاع غزة.»

البطش يؤكد استمرار المسيرات

كذلك أكد خالد البطش عضو المكتب السياســي لحركة الجهاد الإسلامي، على اســتمرار «مســيرات العودة،» وقال «ما يتحقق من بعض التسهيلات هــو بفضل تضحيــات شــعبنا، ودم الشــهداء وآهات الجرحــى ومعاناة الشبان ومســيرات العودة،» وشدد على أن المطلوب هو استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام بين حركتي فتح وحماس.

من جانبــه قال ماهــر مزهر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشــعبية «إن الجهــد الكبير الذي بُــذل خلال الأيام الماضية، بدأ يقدم رزمة من التخفيفات الإنســاني­ة كمقدمة للخطــوات التي سنلمســها لاحقًــا وصولًا إلى كســر الحصار كاملًا عن قطاعنا.»

وكان ثلاثة مسؤولين حكوميين في غزة، قــد أعلنوا مســاء أول من أمس الثلاثاء عــن بدء صرف مســاعدات عاجلــة لغــزة، مــن خــال «رزمــة مشــاريع»، تمثلت في دفع مــا قيمته 80% مــن رواتب الموظفــن، وصرف مســاعدات مالية بقيمة 700 شــيكل، نحو 200 دولار، لخمســة آلاف أسرة من ذوي شــهداء «مســيرة العودة،» والجرحى، إضافة إلى صرف مساعدة مالية بقيمة 100 دولار لـ50 ألف أسرة فقيرة، وإطلاق برنامج تشغيل مؤقت لـ 10 آلاف عامــل وخريج خلال الأيام المقبلة.

وعقــب ذلــك أعلن الســفير محمد العمــادي، رئيــس اللجنــة القطرية لإعمار غــزة، عن صرف مســاعدات نقدية عاجلة لـ 50 ألف أسرة من سكان قطاع غزة بقيمة 100 دولار لكل أسرة. وحســب بيان للجنة الإعمار القطرية تلقت «القدس العربي» نســخة منه، فإن عملية الصرف ستتم خلال الأيام القليلة المقبلة بإجمالي خمسة ملايين دولار أمريكي، عبر فــروع بنك البريد في محافظــات القطاع، لكافة الأســر التي تمت عمليــة اختيارها بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية في غزة وضمن معايير دقيقة.

وقالــت اللجنة إن هذه المســاعدة لسكان قطاع غزة تأتي في ظل الأوضاع الإنســاني­ة المتدهورة وبعــد أيام من تقديم المنحــة القطرية التــي تقدر بـ 10 ملايين دولار شــهرياً لتزويد قطاع غزة بالوقود لحل مشــكلة الكهرباء، في الوقت الذي شــهد فيه سكان غزة تحسناً ملحوظاً في جداول الكهرباء، بعد التزام دولة قطر بدفع ثمن الوقود الذي يتم تزويد محطة توليد الكهرباء به بالتنسيق مع الأمم المتحدة.

العمادي يعود الى غزة

وأعلــن الســفير العمــادي كذلك أنه ســيزور المنطقة خلال أيام، للإعلان عن تنفيذ رزمة أخرى من المشاريع الإنسانية في كافة القطاعات والبرامج الإنســاني­ة المختلفة «في إطار الدور الإنساني المستمر الذي تقوم به دولة قطر لدعم صمود قطاع غزة»، مؤكــدا أن تلك المســاعدا­ت تأتي بتوجيهات من أمير دولة قطر الشيخ تميم بــن حمد آل ثاني. وطالــب كذلك المجتمع الدولي والمؤسســا­ت الدوليــة بالتدخل العاجل لحل المشــاكل الإنسانية لسكان القطــاع، محذرا من «التدهــور الخطير» الذي تشــهده كافة القطاعات خصوصاً قطــاع الإغاثــة والصحــة والقطاعات الخدماتية.

ومن شــأن تنفيذ هذه المشاريع وكذلك زيادة نســبة صرف رواتــب الموظفين، أن تســاهم في انتعاش اقتصــادي في غزة، التي تعاني أســواقها من ركــود حاد منذ أكثر من عام ونصف، بعدما قلصت السلطة الفلســطين­ية رواتــب موظفيها، بنســبة 50٪، على غرار موظفي حماس بغزة.

ودفــع ذلــك الكثيــر مــن المصانــع والمؤسســا­ت الاقتصاديـ­ـة إمــا لإغلاق أبوابها، أو تقليص نشــاطها الاقتصادي بشكل كبير، جراء فقدان السيولة المالية من الأسواق، وانخفاض نسب البيع لأكثر من 50 .٪

 ??  ?? خالد البطش
خالد البطش

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom