الجدل يشتعل حول قرار ترامب حرمان موريتانيا من امتيازات «الإكوا»

لم يهــدأ إلى يوم أمــس الجدل الذي أشــعله قرار الرئيــس الأمريكــي دونالد ترامب القاضــي بحرمان موريتانيا، ابتداء مــن مطلع العام المقبل، من امتيازات المبادرة الأمريكية لتشجيع التجارة مع الدول الإفريقية المعروفة اختصاراً بـ «إكوا»، بسبب استمرار العبودية فيها.

ويتوقــع أن تتضــرر مــن هــذا القرار صــادرات موريتانيا إلى الولايات المتحدة التي تقدر بحوالي 22 مليون دولار.

واســتغربت الخارجية الموريتانية، في بيان صدر في خضم هذه الأزمة، من قرار حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بعدم إدراج موريتانيا، ابتداء من أول يناير/ كانــون الثاني 2019، في قائمة البلدان المســتفيدة من المبادرة.

وأضاف البيــان: «كان من المفاجئ تعليل هذا القرار بعدم كفايــة الترتيبات المتخذة لمحاربــة الرق، مع أن موريتانيا بذلت الســنوات الأخيرة جهوداً كبيرة في القضاء على مخلفات الرق، وحققت، دون شك، نتائج عظيمة، ومن ثم فإن تعليل القرار الأمريكي يستند إلى معلومات مغلوطــة تم جمعها من مصادر منحازة وغير ذات مصداقية».

وشدد التأكيد على «أن موريتانيا عرفت بالفعل عبر التاريخ ظاهرة الرق مثل العديد من البلدان، ولكن هذه الظاهرة زالت من المجتمع الموريتاني، كما أن مخلفاتها في طريقها للــزوال نتيجة لفعالية السياســات التي انتهجتها الحكومة للقضاء عليها».

ودافــع الســفير الأمريكــي في نواكشــوط مايكل دودمان عــن قــرار حرمــان موريتانيا مــن المعاملة التجاريــة التفضيلية، مؤكداً في بيــان توضيحي «أن قرار الرئيس ترامب استند إلى تقييم واسع من جانب حكومــة الولايات المتحدة يأخذ بعــن الاعتبار تقارير ومعلومــات صادرة عــن الحكومــة الموريتانية وعن المنظمــات الدوليــة وأصحاب المصلحــة الآخرين في الولايات المتحدة وموريتانيا».

وفي نبرة جنوح للتهدئة، أوضح الســفير دودمان «أن الولايــات المتحــدة الأمريكيــة تقــر بالإنجازات العديدة التي حققتها موريتانيا في مواجهة التحديات الناجمة عن قرون من العبودية الوراثية»، مضيفاً قوله «إنه كفاح يدركه الأمريكيون جيداً، وهذا أحد الأسباب التــي تجعل القانــون الأمريكي يتطلــب من حكومتي اتخــاذ قرارات صعبــة عندما نعتقد أن بلــداً لا يحقق تقدماً مســتمراً نحو حماية حقوق الإنســان المعترف بهــا دولياً، ويمكن لرئيــس الولايات المتحــدة إعادة أهلية موريتانيا للاســتفادة مــن «الإكوا» في أي وقت بعد التأكد من أن البلد يســتوفي المعايير التي وضعها الكونغرس».

وبعيداً عن الهدوء الدبلوماسي، هاجم سيدي محمد محــم وزير الثقافة الناطق الرســمي باســم الحكومة الموريتانية القــرار الأمريكي قائــاً: «القرار الأمريكي القاضي بمنع بلادنا من مزايا «الإكوا» تافه وفارغ».

وأضــاف الوزير: «نحــن الحكومة التــي حاربت العبودية وبجهودها الذاتية دون أدنى دعم أمريكي، ثم متى كانــت الإدارة الأمريكية مهتمة بمحاربة العبودية حتــى داخل أمريــكا ذاتها؟ وهل كان ترامب ســيتخذ هذا القرار لو كان ينتظر منا صفقة ســاح بـ 110 مليار دولار».

وقال: «ســيادة موريتانيا )...( تفــرض علينا أن يكون الرد على القرار الأمريكي بالمنع من مزايا «الإكوا» علــى قاعدة المعاملــة بالمثل؛ فالقــرار خيانة لعلاقات الصداقة بين البلدين، وتنكر لجهودنا في مجال أنجزنا فيه مالم ينجز الآخرون».