الأمريكيون ينتخبون كونغرس منقسما وترامب ينادي بـ«النجاح»
فوز عدد كبير من النساء والأقليات
■ واشــنطن ـأ ف ب:حقق الديمقراطيون انتصارا كبيرا مســاء الثلاثاء في الانتخابات التشــريعية الأمريكيــة في منتصــف الولاية الرئاســية بانتزاعهم الســيطرة على مجلس النــواب، لقــاء تراجــع أقليتهم فــي مجلس الشــيوخ، ما شكل مشــهدا سياســيا متباينا اغتنمــه الرئيــس دونالــد ترامــب لينــادي بـ «النجاح».
وبعد عامين من إحداث ترامب مفاجأة مدوية بفوزه بالرئاسة من دون أن تكون له أي خبرة سياســة أو دبلوماســية، لم تحصــل «الموجة الزرقاء » المرتقبة ضده.
ويتجه الديمقراطيون نحو كســب 27 مقعدا إضافيا في مجلس النواب بعدما كانوا بحاجة إلــى 23 مقعدا للســيطرة على المجلــس، فيما يوســع الجمهوريون غالبيتهــم الضئيلة في مجلس الشيوخ بكســب ثلاثة أو أربعة مقاعد مــن الديمقراطيين، حســب توقعات وســائل الإعلام الأمريكية.
وبذلك يكون الأمريكيون انتخبوا كونغرس منقســما، ما يهدد ببلبلة النصــف المتبقي من ولاية ترامب في البيت الأبيض.
وســارع الرئيس إلى الإعــان عن «نجاح هائــل»، بعدما القــى بثقله فــي الحملة دعما للمرشــحين الجمهوريــن لمجلس الشــيوخ، فواصل حتى اللحظــة الأخيرة عقد التجمعات الانتخابية تحت شــعار «لنجعل أمريكا عظيمة من جديــد»، مبررا إحجامه عن التدخل لصالح المرشحين لمجلس الشيوخ بعدم توافر الوقت.
وغالبــا مــا تكــون انتخابــات منتصــف الولاية الرئاســية لغير صالح حزب الرئيس، لكن خســارة مجلس النواب علــى الرغم من المؤشرات الاقتصادية الممتازة تشكل انتكاسة شــخصية لترامب بعدما جعل من هذا الاقتراع استفتاء حقيقيا على شخصه.
واتصــل ترامــب برئيــس الجمهوريين في مجلس الشــيوخ ميتش ماكونيل ليهنئه «على التقدم التاريخي» في هــذا المجلس حيث عزز الجمهوريــون غالبيتهم، بحســب مــا أفادت المتحدثة باسمه ساره ساندرز.
كانــت الخريطــة الانتخابيــة القائمة هذه الســنة لصالح الجمهوريين، إذ أن ثلث مقاعد مجلس الشــيوخ المطروحــة للتجديد تتعلق بولايات ذات غالبية محافظة.
ولا يمكن الحصول على أرقام دقيقة لنســبة الإقبال لعــدم وجود هيئــة انتخابية موحدة تجمع المعطيــات بصــورة مركزيــة، لكن في ولايات تكســاس ونيويورك وماريلاند، أبدى الناخبون والمراقبون دهشــتهم لكثافة الإقبال على التصويت.
وشــهدت جامعة إيرفين على مسافة 60 كلم إلى جنــوب لوس أنجليــس، تهافت الناخبين بأعداد غفيرة.
وقال جون سافاريز الطالب في علم النفس البالغ من العمر 26 عاما والذي نشــأ في مدينة فولرتون المحافظة، إنــه صوت للديمقراطيين. وأوضح أن والديه جمهوريان متشــددان، لكن خطيبتــه فتاة مــن أصل مكســيكي ولدت في الولايات المتحدة، مضيفا «حين أرى الصعوبات التــي تعانيها عائلتها في الوقــت الحاضر، لم يكن بإمكاني سوى أن أصوت.»
أما نيكي ديفيدســون )20 عاما( الطالبة في علم الأحياء، فقالت إنهــا صوتت للجمهوريين التزاما بـ«معتقداتها المسيحية». وأوضحت أن دونالد ترامــب «يقوم بالأمور بصورة مغايرة، وهذا ما نحتاج إليه.»
وبعدمــا أطلــق حملتــه الانتخابيــة قبل ســت ســنوات ناعتا المهاجرين المكســيكيين بـ «المغتصبــن »، اختار ترامــب من جديد هذه السنة رسالة تقوم على التهويل التخويف من مخاطر الهجــرة، ولم يتردد حتى في إرســال آلاف العسكريين إلى الحدود مع المكسيك..
وإن كانــت الحملــة شــهدت أعمــال عنف بلبلتهــا، إلا أنها طبعت أيضا بموجة حماســة عارمة. وتميز الســباق بفوز عدد غير مسبوق من النســاء والنســاء المتحدرات من أقليات، وخصوصــا في الجانــب الديمقراطــي الذي أعطته مشــاعر الغضب حيال ترامب اندفاعة سياسية جديدة.
فأصبحت الديمقراطيتان إلهام عمر ورشيدة طليب أول مسلمتين تدخلان مجلس النواب عن مينيسوتا وميشيغان على التوالي.
كما فازت الديمقراطيتان شــاريس ديفيدز وديب هالاند بمقعدين في مجلس النواب على التوالي عن ولايتي كنســاس ونيومكســيكو لتصبحــا أول امرأتين من الســكان الأصليين تدخلان الكونغرس.
وفي كولــورادو )غــرب(، أصبــح جاريد بوليس أول حاكم ولاية يجاهر بمثليته.
أما في تكساس، لم يتمكن الديمقراطي بيتو أورورك من إحداث مفاجأة كان حزبه يأمل بها، وفاز الســيناتور المنتهية ولايته تيد كروز بعد سباق شهد منافســة محتدمة، وقد حصل على دعم من ترامب.