Al-Quds Al-Arabi

الديمقراطي­ون يسعون لكبح جماح ترامب بعد السيطرة على مجلس النواب

يمكنهم إجراء تحقيقات حول تدخل روسيا في الانتخابات السابقة

-

■ واشنطن ـ رويترز: يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قيودا أكبر على رئاسته بعد سيطرة الديمقراطي­ين علــى مجلــس النــواب وتعهدهــم بمحاســبة الرئيس الجمهوري بعد عامين صاخبين في البيت الأبيض.

ووســع ترامب وزملاؤه الجمهوريون سيطرتهم على مجلس الشــيوخ في انتخابات التجديد النصفي الثلاثاء بعد حملة دعائية انقسمت فيها الآراء بشدة وشهدت جدلا عنيفا بشأن العنصرية والهجرة.

لكنهم خسروا الأغلبية في مجلس النواب، في انتكاسة لترامب بعد حملة أصبحت بمثابة استفتاء على قيادته.

وكان من شــأن فوز الديمقراطي­ين بأغلبية في مجلس الشيوخ أن يسمح لهم بعرقلة جدول أعمال سياسة ترامب بشــكل أكبر ويمنحهم القدرة على وقف أي ترشــيحات للمحكمة العليا في المستقبل.

لكــن الديمقراطي­ين سيرأســون الآن لجــان مجلس النــواب القــادرة على التحقيــق في عائــدات ضرائب الرئيس وتضارب المصالــح المحتمل وصلات محتملة بين حملته الانتخابية في 2016 وروسيا.

ويمكنهــم أيضــا أن يجبــروا ترامب علــى الحد من طموحاتــه التشــريعي­ة، ربمــا بالقضاء علــى تعهداته بتمويل جدار حدودي مع المكســيك أو تمرير حزمة كبيرة ثانية لخفض الضرائب أو تنفيذ سياســاته الصارمة فيما يخص التجــارة. وقالت زعيمــة الديمقراطي­ين بمجلس النواب نانســي بيلوســي لأنصار الحزب خلال احتفال بالفوز «اليوم لا يتعلق فقط بالديمقراط­يين والجمهوريي­ن وإنما بإعادة الضوابط والموازين التي يتضمنها الدستور إلى إدارة ترامب». وكثيرا ما يخســر الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس مقاعد مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي. وتكبد الديمقراطي­ون في عهد الرئيس الســابق باراك أوباما ما وصفوه بأنــه هزيمة كاملة في انتخابات الكونغرس في عام 2010.

جمود؟

مع قيادة مقسمة في الكونغرس ورئيس يتبنى وجهة نظر موســعة للســلطة التنفيذية، قد تصبح واشــنطن فــي حالة أعمق مــن الاســتقطا­ب السياســي والجمود التشــريعي. وســتختبر خســارة مجلس النواب قدرة ترامب على المســاومة وهو أمر لم يبــد اهتماما كبيرا به خــال العامين الماضيين مــع ســيطرة الجمهوريين على مجلسي الكونغرس.

وقد تســنح فرصة للعمل مع الديمقراطي­ين على قضايا تحظى بدعم الحزبين مثل العمل على حزمة تحسين للبنية التحتية أو إجراءات للحماية من ارتفاع أســعار الأدوية التي تباع بوصفة طبية.

ومن المتوقع أن يحاول النواب الديمقراطي­ون بمجلس النــواب تشــديد السياســة الأمريكية إزاء الســعودية وروسيا وكوريا الشــمالية، والحفاظ على الوضع القائم في قضايا مثل الصين وإيران.

وقال الكرملين أمس الأربعاء إنه لا يرى آفاقا لتحســن العلاقات مع الولايات المتحدة بعد الانتخابات.

وقال ديمتــري بيســكوف المتحدث باســم الكرملين «يمكننــا القول بدرجــة كبيرة من الثقة إنــه لا تلوح في الأفق بالتأكيد آفاق مشــرقة لتطبيع العلاقات الروســية الأمريكية .»

وســعى ترامب إلى علاقــات أفضل مع روســيا، لكن البلدين على خلاف فيما يتعلق بالحرب الأهلية بســوريا ومعاهدة للأسلحة النووية والاتهامات الأمريكية المتعلقة بالتدخل في الانتخابات.

تحقيقات الديمقراطي­ين

جرى الاقتراع يوم الثلاثــاء على جميع مقاعد مجلس النواب. وحظي الجمهوريون بأفضلية في السباقات على مقاعد مجلس الشيوخ بسبب إجراء الانتخابات على 35 مقعدا فقط من إجمالي مقاعد المجلس المؤلف من مئة مقعد، وكثير منها في ولايات تميل للجمهوريين.

وبنى الجمهوريون على أغلبيتهم البسيطة في مجلس الشيوخ بالفوز بعدة مقاعد، وأطاحوا بأربعة ديمقراطيين من مقاعدهم هم بيل نيلسون في فلوريدا وجوي دونيلي في إنديانــا وهايدي هايتكامب في نــورث داكوتا وكلير مكاسكيل في ميزوري.

وفــي التصويت على 36 من مناصــب حكام الولايات، فــاز الديمقراطي­ون في ولايات أيدت ترامب في انتخابات 2016، لكنهم خســروا في سباقين مهمين بولايتي فلوريدا وأوهايو.

ويمكن للديمقراطي­ين أن يجعلــوا حياة ترامب صعبة ببدء تحقيــق آخر فــي الكونغرس في اتهامــات تدخل روسيا لصالحه في انتخابات الرئاسة عام 2016. وهناك تحقيق اتحــادي يجريه المحقق الأمريكي الخاص روبرت مولر بشأن دور روسيا في تلك الانتخابات. وتنفي موسكو التدخل وينفي ترامب أي تواطؤ معها. وســتكون الأغلبيــة بمجلس النــواب كافيــة لعزل ترامــب إذا ظهرت أدلــة على تواطؤ حملتــه الانتخابية أو علــى أن الرئيس عرقــل التحقيق الاتحــادي. لكن لا يمكن للكونغرس الإطاحة به مــن منصبه دون تأييد من غالبية الثلثين في مجلس الشــيوخ الذي يســيطر عليه الجمهوريون وهو سيناريو غير مرجح.

اللاتينيون يدعمون المكاسب

أظهر اســتطلاع أجري في يوم الاقتراع أن الناخبين من النســاء والشــبان وأصحاب الأصــول اللاتينية دعموا مكاســب الديمقراطي­ين. وقالــت 55 في المئة من النســاء إنهن دعمن مرشــحا ديمقراطيا لشغل مقعد بمجلــس النــواب هذا العــام، مقابل 49 فــي المئة في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس لعام 2014.

وخاض عدد قياسي من النســاء هذه الانتخابات، والكثير منهــن ديمقراطيــ­ات. وفاز الحــزب بمقاعد في شــتى أنحــاء البلاد لكــن بعضا من أبــرز نجوم الديمقراطي­ين خسروا السباق.

فقد خســر العضو الليبرالي بمجلس النواب بيتو أورورك، الذي خــاض الانتخابات على مقعد بمجلس الشــيوخ عن ولايــة تكســاس، بفارق بســيط أمام الجمهوري الذي يشغل المقعد تيد كروز. وخسر آندرو جيلام أمام الجمهوري رون دي ســانتيس في مسعاه لأن يصبح أول حاكم أسود لفلوريدا.

وفي جورجيا، حيث تســعى الديمقراطي­ة ستيسي ابرامــز لأن تصبح أول امرأة ســوداء البشــرة تفوز بمنصب حاكم ولاية أمريكية، ما زال من الصعب تحديد الفائز.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom