Al-Quds Al-Arabi

السيسي: «عاوزين تبنوا بلادكم ونبقى دولة ذات قيمة ولا هندور على البطاطس؟» والمواطن يطالب بمحاربة الاحتكار لا فرق بين من يروج للتكفير ومن يحمل السلاح

مخاوف من حدوث حرب عالمية كروية تاسعة بين الأهلي والترجي ووزارة التعليم تُسوّف في صرف مستحقات المدرسين

- القاهرة ـ «القدس العربي» من حسنين كروم:

اســتمرت الصحف المصرية الصادرة أمس الأربعاء 7 نوفمبر/تشــرين الثاني في تخصيص معظم مســاحاتها لوقائع مؤتمر شــرم الشيخ، وتدخلات الرئيس السيسي ومناقشاته ومعظم المقالات كانت عن المؤتمر الرئيسي، بينما تواصل الاهتمام الكبير بالتعليق على العملية الإرهابية التي تعرض لها أشقاؤنا الأقباط عليهم رحمة الله.

فيما انصرف اهتمام الأغلبية إلى المباراة التي ســتتم غدا الجمعة في تونس بين فريق الأهلي المصري والترجي التونســي على بطولة إفريقيا، وســط مخاوف شــديدة من تعرض أعضاء الفريق والمشــجعي­ن للاعتداءات. ولم يعد للاغلبية أي اهتمام بقضية أخرى ســوى الصراخ المستمر من ارتفاع اسعار السلع والخدمات. وإلى ما عندنا من أخبار..

«يتقمــص البعــض في مناســبات عديــدة أدوار المحلل السياســي، والباحث المطلع، والخبير الواثق، ويدلون بآراء حول الأحداث الجارية، ويتناقلونه­ا عبر الفضاء الإلكتروني... آخرها الآراء التي أحاطت بحادث الاعتداء على مواطنين فــي طريق دير الأنبا صموئيل فــي المنيا. لا بأس من التفكير فيما يحدث، ومحاولة تفســيره، ولكــن يجب أن لا يكون ذلك على حســاب الحقيقة ذاتها. حســب رأي ســامح فوزي في «الشــروق» الذي يواصل كلامه في مقاله هذا قائلا، أول التفســيرا­ت أن الحادث جاء لإجهاض المنتدى العالمي للشــباب. بالطبع دفع تزامن الأمرين إلى الربط بينهمــا، ولكن هل الأحداث الإرهابية التي طالــت الأقباط قبل ذلك ومنها حادث مشابه في الطريق إلى الدير نفســه العام الماضي كان يرتبط بأي مناســبة أخرى، وهل كثير من الأحداث التي وقعت في كنائس لها ارتباط بأحداث عامــة؟ ثاني التفســيرا­ت أن الحادث يأتي لإجهاض البشــائر الإيجابية للموســم الســياحي، وهو كلام عام فضفاض، لأن الإرهاب من منشــئه في مصر يهدف إلى تجفيف مواردها من خلال ضرب الســياحة، وكل الأحداث الإرهابية تؤثر ســلبا على الســياحة، وشــهدنا في عقود ســابقة أحداثا طالت الســياح أنفســهم. إذا كان هذان التفسيران يمكن طرحهمــا للنقاش، فإن البعض اتجه لإطلاق قنابــل دخان حول الحادث المؤلم. مثل القول بأن إجمالى الأقباط الذين قتلوا في أحداث إرهابية 146 شــخصا بينما عدد المسلمين الذين قتلوا في حادث مسجد الروضة وحده يصل إلى ما يقرب من 300 شــخص. إلى هذا الحــد يفكر البعض بمنطق المحاصصة في كل شــيء بما في ذلــك الدماء، وهل مواطــن راح ضحية الإرهاب، مســلما أو مسيحيا، أمر لا يستحق الأســف والحزن؟ لا أجادل في صحــة الأرقام لأنني أرفض المنطلق ذاتــه، لأن غاية الكلام أن يصمت المجتمع على جرائم الاعتداء على مواطنــن بدعوى أن مصابهم أقل عددا من مواطنين آخرين يواجهون المصير نفســه، فضلا عن أن الإرهابي الذي فجر نفســه في كنيسة أو أطلق الرصاص على أتوبيس كان يريد أن يوقع أكبر عدد من الضحايا، ولم يكن يحســبها بمنطق النسبة العددية. قنبلة دخان أخرى يلقيها البعض فــي كل الأحداث الإرهابية مفادها أن الصعيد المهمش، الواقع الاجتماعي سيئ، وهؤلاء الإرهابيون محبطون، إلى آخر هذا الحديث المكرر الذي يهدف إلى إيجاد مبرر مســتتر للإرهاب. الحديث عــن ربط الإرهــاب بالاقتصاد ضعيــف، لأن كثيرا من قيــادات الإرهاب متعلمون وموســرون، ومــن قال إن جريمــة في الصعيــد مرتكبيها من وجه قبلي، وهل الإســكندر­ية وطنطا والقاهرة من الصعيد، التي شهدت كنائســها أحداثا إرهابية جلــا؟ وهل العريش مــن الصعيد الذي واجه المصلون الإرهاب أثناء صلاتهم في مســجد الروضــة؟ وهل قتل النائب العام الســابق المستشار هشــام بركات نتيجة التهميش؟ بصراحة هناك من يريد أن يوجــد العذر والمبرر للإرهاب، ويحيــل الأحداث التي تطول حياة مواطنين أبرياء إلى مبررات بعيدة عن السبب الحقيقى وهو انتشار خطابات دينية تقوم على تكفير المختلفين، وتســترخص دماءهم، وتدعو إلى قتلهم. هذه الآراء لا تزال تقال عيانا جهارا، وهناك أشــخاص معروفة ترددهــا على الملأ دون أن يردعها أحد. والتنظيمات الإرهابية تقول لك في بياناتها، ولا فرق بالنســبة لي بين من يروج للتكفير ومن يحمل السلاح، كلاهما يتشاركان في الأهداف، ويسعيان نحو الغاية نفسها».

«الآخر»

أما أحمد الصــاوي رئيس تحريــر جريدة «صوت الأزهــر» فردّ على الذين حمّلوا الأزهر وشيخه المسؤولية عن تفشي فكر داعش والمتطرفين، ووجه اتهاما غير مباشر لكنه صريح وواضح للرئيس الأسبق محمد أنور السادات بانه الســبب وراء تفشي هذا الفكر ومساندته وقال: «الحوادث الأخيــرة كانت التجلى الأوضــح لعملية تحويل المســيحيي­ن إلى»آخر»، لم يحدث ذلك بين يوم وليلة وإنما تســرب المفهــوم من تحت عين الدولة وبرعايتها أو بتغاضيها وسماحها بتمدد الفقه المقبل من صحراء لم تعرف التنوع ولم تحتك بالآخر ســوى احتكاك حرب لا احتــكاك حياة. فتحت الدولــة ذراعيها للإيمان الجديــد وظهر الفقه الجديد، هــل أقدم التهنئة إلى جاري المســيحي في عيده؟ هــل آكل طعامه؟ هل أقبل رئاســته؟ هل يصلح لمنصب قيادي يتحكم فيه في أرزاق المســلمين؟ هل أتركه يصلي في منزله؟ هل سأنال أجرًا إذا ما منعته من بناء كنيسة؟ هل من الواجب عليّ التبرع لبناء مســجد أكبر وأكثر ارتفاعا من كنيســة الحي؟ تركت الدولة بعض مواطنيها يتحولون إلى «آخر» عندما ســمحت بخلق كيانات دينية موازية لمؤسســتها الرسمية الوســطية، وعززت التيارات الإسلامية هذا المفهوم، وكلاهما الكيانات الدينية الموازية وتيارات الإســام السياســي خلقتها السياســات وليس الفتاوى. التفاهمات مع الأنظمة وليس المناهج الصفقات والتمويل من الخارج والمنابر المســتباح­ة والمساحات الواسعة للحركة، بعلم من حاولوا الاســتفاد­ة من هذا الخطاب في الســبعيني­ات، ومــن روجوا لمفهــوم الجهاد برعايــة أمريكية ثم تركوا بــذرة ما زرعوه ينمو ويكبر حتى توحش وبات يهــدد الحياة، إبحثوا عنه وتعاملوا معه بوضوح بدلا من تشــتيت الطاقة في رطان يضع الأجراس في غير الرقاب التي تســتحق، ويبتعد عن الهدف المفترض بتلفيقات سياسية وإعلامية بحق الأزهر الشريف وإمامه».

ما المطلوب من البابا تواضروس؟

ومن الرد على مهاجمي الأزهر وتحميله المسؤولية إلى الرد على الذين هاجموا البابا تواضروس الثاني من المســيحيي­ن واتهموه بالمســؤول­ية ورد عليهم حمدي رزق بقوله في «الأخبار»: «الهجمة الشرســة المتجددة من نفر من المســيحيي­ن على قداسة البابا، عقب استشهاد إخوتنا في مدق دير الأنبا صموئيل محزنة، هجمة ظالمة لا ترعوي لدين ولا لتعاليم، وكأن البابا ينقصه إســاءات المسيحيين وهو يعاني ويلات الإخوان والسلفيين والتابعــن. البابا في التحليــل الأخير رجل دين يصلي بالناس يمســك صليبا، وادعا مســالما يمشــي بين الناس بالمحبة ويطلبها للوطن، وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة ما هو المطلوب من البابا بالضبط، أيعتزل الناس حزنا ويعتصم في الدير غضبــا؟ أيترك الثكالى والأرامل والأيتام في آلامهم ألا يمســح دموعهم؟ متى كان البابا منسحبا وهو كمن فقد ولده صالبــا طوله، يتلقى العــزاء؟ هل مطلوب من البابــا أن يبغض أعداءكم ويلعن لاعنيكم؟ أخشــى أن تكون فتنة وقودهــا الناس والحجارة، قلبي معه البابا تواضروس لم يفرط في شــيء ولم يدخر وســعا في الوقوف وسط شعبه ممسكا عصاه داعما داعيا محتسبا الشهداء في حب الوطن. الغاضبــون يطلبون من البابا ما لا يقدر عليــه ويكلف كثيرا، والرجل في محنته المســتدام­ة تمر به سحابة الشــهداء حبلى بدموع الأحباب يوازن ويوائم ويطبطــب ويربت ويمســح الأحزان ويصلي بالشــعب ويدعو لســامة الوطن، لا يملك الكثير وما يملكه صلاة وتسبيحة واتباع تعاليم المسيح في «عظة الجبل.»

حرية الديانات والعقائد

ومــن الضروري الإشــارة إلى أن هــذه الهجمات لم يتم نشــرها في الصحف وإنما في وســائل التواصــل الاجتماعي وفــي «الأخبار» أيضا اســتغلت عبلة الرويني فرصة قول الرئيس بأنه لا بد من عدم التمييز بين أصحاب الديانات والعقائد لتطالب بحق البهائيين وغيرهم في ممارســة شــعائرهم وقالــت: «كلام الرئيس السيســي بالغ الأهميــة والوضوح وتتضاعف أهميته من صدوره مباشــرة من أعلى ســلطة في البلاد، بما يمنحه قوة وضمانة، لكن الواقع يســير للأســف عكس خطاب الرئيس وتصوراته، فلا توجد فعليا حريــة مكفولة للعقائد المختلفة، إلى حد المنع من الصلاة وإنكار بعض العقائد تماما، وعــدم الاعتراف بها، كالبهائية. وهناك تمييز بين المواطنين على أســاس الدين والجنس في كل مؤسسات الدولة وأجهزتها، ولا يحق للمســيحيي­ن شغل وظائف قيادية عديدة، ولا يحق لهم دخــول بعض الجامعات وبعض المــدارس، وهناك تعليم ديني مستقل بمناهجه، وقانون ازدراء للأديان، ولعل خانة الديانة في الأوراق الرســمية أحد أشــكال التمييز بين المواطنين، التي يجب بداية شــطبها والتخلي عنها، ثم تدخل الأزهر في كافة أمور الدولة من الخطاب الديني، إلى ترشــيد اســتهلاك المياه إلى الموازنة العامة والصحة، وحتى مباراة الأهلي والترجي التونســي حين أشــار أمين الفتوى بــدار الإفتاء «حول المباراة» أن التعصب يقلب المقاصد الحسنة إلى سلوك مشين.»

أحاديث الرئيس

وإلى أبرز ما نشــر من أحاديث للرئيس السيســي وكذلك ردوده على أسئلة القضية الفلســطين­ية وصفقة القرن التي يعد لها الرئيس الأمريكي ترامب، نقلا عن محمد الجالي في «اليوم الســابع»: «في ما يخص القضية الفلســطين­ية وصفقة القرن قال السيســي، إنه لا يعلــم تفاصيل عن تلك الصفقة التي تتردد فى وســائل الإعلام، مؤكدًا على أن مصر لديها ثوابت واضحة في ما يخص القضية الفلسطينية بإقامة الدولة جنبا إلى جنب مع إسرائيل. وشدد السيســي على ضرورة إعطاء الأمل للشعب الفلسطيني بعد فترة طويلة من عدم حل الأزمة، لافتًا إلى استعداده في دعم أي قوات عربية أو دولية أو قوات حفظ ســام، مشــيرًا إلى أن مصر لا تقبل أن يتم فرض حل على الشــعب الفلســطين­ي، وقال الرئيس إن مصر مع استقرار دول المنطقــة بما فيها دولة قطر تجنبا لضيــاع دول أخرى في المنطقة. أما عن إمكانية تدخل مصر عســكريا فقد حصرها الرئيس في الدفاع عن دول الخليج العربي اذا تعرضت للتهديد أو الاعتــداء وقال نصا: «نريد المزيد من الاستقرار والقوة وإذا تعرض أمن الخليج للخطر فإن الشعب المصري يقبل بتحريك قواته لمؤازرة أشــقائه لحماية أراضينــا وأمننا القومي،» مؤكــدا أهمية أن تدرك الشــعوب العربية «المخاطر التــي تمر بنا في هذه المرحلة أكثر مــن أي وقت آخر وتكون ظهيرا وســندا لحكامها». نحن في حالة تحالف طبيعي مع أشقائنا العرب والخليجيين ويمكننا معا أن نؤمن أمننا القومي بفضل توحيد الجهود والمسار، لتجاوز الأزمات، لافتا إلى أن هناك فرصة لتحقيق التضامن وميثاق الجامعة العربية فيه اتفاقات منها، الدفاع المشــترك وهي التزامات في علاقاتنا مع الدول العربية نحتاج إلى أن نكون مع بعض أكثر وأن تكون الشعوب سندا لأمن واستقرار بلادها.»

لا نطلب أكل الكافيار

ونظل مــع الرئيس وقوله إن وســائل الإعلام تناولت منــذ عدة أيام ارتفاع أســعار بعــض المحاصيل ولــم يتنــاول الإعلام حجــم الإنتاج والتصدير وحجــم الرقعة الزراعية في مصر، وقد ســارع محمد أمين في «المصــري اليوم» بالــرد عليه قائلا تحــت عنوان «نبنــي الوطن ونأكل بطاطس»: «لا مانع أن نبني الوطن وأن نأكل بطاطس، ولا يعني أن نسأل عــن البطاطس ألا نكون وطنيين، لا يوجد أي خــاف بين الأمرين إطلاقاً، نحن نحب الوطن ونحــب البطاطس، ونحب الرئيس ونحب البطاطس، نحــن لا نطلــب اللحوم ولا الأســماك كان من المفتــرض أن تهتم حكومة الرئيس السيسي بدراسة المشــكلة هل السبب هو الزراعة أم التصدير أم مافيــا الاحتكار؟ فقد تكلم الرئيس عن البطاطــس فى معرض حديثه عن بناء الوطن وقال إن «البطاطس بـ11 جنيهــا و12 جنيها و13 جنيها» ثم قال كلمته الشــهيرة «خلوا بالكم من بلادكم البلاد مش بتتبنى كده البلاد بتتبنى بالمعاناة والأســية». وأتفق معه أن البلاد تبنــى بالدم والدموع ولكن البطاطس هي أقل شــيء يأكله الإنســان، وكنت أتصور أن «نزرع كل الأرض بطاطس»، وكنا نريد أن نســمع كلمــة طمأنة من الرئيس وكنا نريد أن نســمع تصريحات عن مواجهة الاحتكار وزيادة الأرض المنزرعة من البطاطس، نحن نملك أن نجعلها بأقل من خمسة جنيهات، الأمر ممكن ليس لتعويم الجنيه أي دخل في القضيــة فقد مضى عامان على التعويم، ولم تتأثر البطاطس كنا نشــتري الثلاثة بعشرة جنيهات فكيف نشترى الكيلو الآن بدولار؟ وأتوقف هنا أمام كلمة الرئيس «عاوزين تبنوا بلادكم ونبقى دولة ذات قيمة ولا هندور على البطاطس؟» وأقول للرئيس «هنبني بلدنــا وهناكل بطاطس» فلا يتعارض بناء الأوطــان وأكل البطاطس ولا توجد هنا مشــكلة عويصة ليس هناك أي تدخل أجنبي فى الموضوع نحن لا نطلب أكل الكافيار أكل البطاطــس لا يُعرض الوطن للخطر في أي حال من الأحوال .»

المعلم المنسي

«من بين مئات الرسائل من أولياء أمور وخبراء في التعليم تلقى عمرو الشوبكي في «المصري اليوم»، رسالة من أحد المعلمين عن مشاكل منظومة التعليم في مصر جاء فيها: أنا أعمل «مدرس ثانوي» في إحدى محافظات شمال الصعيد، واسمح لي أن أشاركك ببعض الأمور: أولا: لا أحد يسمعنا أو يطلب رأينا نهائيا، ولــم نتناقش في عملية التطوير الجارية، رغم أننا الجنود الذين سينفذونها. ثانيا: لا يعلم الوزير الكثير من الأمور الجارية تحت السطح في المدارس، التي ســتنفجر في وجهه عند التطبيق، ومنها الحرب التي سيشــنها المعلمــون خفية ضد عملية التطويــر، ولهم مئات الأسباب التي إن لم يحلها الوزير )وهو بالفعل غير قادر على حلها( لأنها أمور تتعلق بأن الوزارة وزارة خدمية وليســت سيادية. منها على سبيل المثال: مرتبات المعلمين متوقفة عند أساســي 2015 وهي مشكلة لم يستطع الوزيــر حلها ولن يســتطيع، وبالتالي فمرتبات المعلمــن وكذلك مكافأة الامتحانات تتناقص كل عام بســبب ربط ميزانية الوزارة عند أساســي 2015/6/30. الإحســاس العام بين كل معلمي مصــر، وأنا منهم، بأننا فئة مكروهة ونعمل بمهنة غير لائقــة، ومرتباتنا في الحضيض. هل تصدق يا سيدي أن مستحقاتنا عن مراقبة وتقدير درجات الثانوية العامة دور أول 2018- وهي بالمناسبة فتات- لم نصرفها حتى الآن. معلمون انتدبوا إلى أقاصي الصعيد ولجان في أماكن مجهولة- في عز الحر والصيف الملتهب والصيــام - ومع ذلــك الوزارة تُســوّف في صرف مســتحقاته­م. العمل داخل المدارس يتم بنظام الأوامر ولا شــيء غير ذلك وفوق رأســك آلاف من الرؤســاء، من المحافظ إلى السكرتير العام إلى رئيس الوحدة المحلية إلى وكيل وزارة إلى مدير إدارة إلى مدير مرحلة إلى رئيس قسم إلى مدير مدرسة إلى وكيل مدرسة إلى مدرس مشرف، في هذا الجو الكئيب أصبحنا نعمل بلا هدف ولا روح ولا رغبة في العمل، ولا رغبة حتى في الاســتمرا­ر. فــي هذا الجو مطلوب منا أن نواكب التطور ونعمل بأجهزة تابلت حديثة. أتعلم ســيدي ماذا يقول المعلمون في غرفهم الخاصة «ســوف نفشــله، وســوف نحول النظام الجديد إلى نقمــة». كنت في البدايــة من أنصار الوزير حتى رأيت أنه لا يتحمل النقد، ولا يريد أن يســمع لأي صوت غير صوته، فأيقنت أنه لا فائدة من كل هذا. ســيدى أنا لم أحدثك عن الفســاد داخل المديريات التعليمية والمدارس، إنما فقط أخرجت ما في صدري لعل وعســى أن ينصت أحد قبل أن تهدر الملايين على الأرض البور. ختاما: أنا تعيين 1994، معلم خبير، كم تتخيل مرتبي؟ 2560.. ولا تعليق.»

كثافة الفصول الدراسية

«وقف عباس الطرابيلي في «الوفد طويلاً أمام ما ســمعه ـ وهو يتابع جلسات منتدى الشباب العالمي ـ أمام رقم أذهله.. هو أننا نحتاج إلى 250 ألف فصل مدرسي لكي نخفف من كثافة الفصول، في مدارسنا، رغم أنه لا أحد يعرف هل هذه الفصول للمرحلة الابتدائية أم الاعدادية، أم الثانوية؟ وهل نحتاج ذلك لكي نخفف الكثافة فــي الفصل من 120 تلميذًا إلى 80 أو حتــى 70 تلميذًا. ولكن ماذا يكون العدد لو طلبنــا تخفيفها إلى 50 تلميذًا في الفصل، كما في التجارب التعليمية الناجحة، ســواء في اليابان التي نحاول الآن تجربة نظامها التعليمي عندنا، أو في دول شمال غرب أوروبا المتقدمة مثل الســويد والدنمارك. وبلا شــك أن جيلي ـ مثــا ـ كان عدد تلاميذ الفصــل لا يصل إلى 40 تلميذًا أبدًا، فــي المرحلة الابتدائية، أما في الثانوية فكان العدد يقف عند 35 تلميذًا، وأعلم اننا كشــعب أكثر إنتاجنا يوجد في «إنتاج الأطفال» هنا نقول إن عدم السيطرة على هذه المواليد هو المسؤول الأول لوصول الكثافة في بعض الفصول إلى 120 تلميذًا.. فكيف يتعلــم الطالب هنا؟ وكيف ينجح المدرس في توصيــل علمه ومعلوماته، بل وعلاقاته الإنسانية بالطلبة، وســط هذا العدد؟ وشعب بهذه الزيادة الســكانية ـ مع انخفاض معدلات العمل والإنتاج يعاني ـ وسيظل يعاني ـ من كل الخدمــات: الصحية والغذائية والتعليميـ­ـة، بل نجد الأب يعجز أحيانًا عن توفير الطعام لأسرته، لأن متوسط عدد أولاده يقفز إلى خمسة وربما ســتة أطفال.. ويقابل ذلك انخفاض في إنتاج ما نحتاجه من طعام، والدليل أننا نحتل المركز الأول عالميًا في عالم اســتيراد القمح.. ونستورد 95٪ مما نســتهلك من زيوت للطعام ونستورد 60٪ من فول التدميس والعدس اللازم لطبق الكشــري، والدليل الأكيد هو أننا نستورد بحوالي ثلاثــة أمثال ما نصدر.. وهــذه هي الكارثة الأولى علــى الميزان التجاري مع الدول، وإنه حتى إن نجحنا فــي بناء 250 ألف فصل، ولو خلال ثلاث ســنوات فماذا تتكلف أعباء العملية التعليمية نفسها من وسائل التعليم الحديثــة إلى إعداد العدد الهائل من المدرســن.. وماذا تتكلف مثلاً وجبة غذائية جافة هي ضرورية للتلميذ.. خصوصًا مع استمرار انخفاض دخل الأســر.. وبالتالي تصبح هذه الوجبة أساسية.. وهنا أترحم على العصر الذي تعلمت فيه عندما كانت المدرسة الابتدائية والمدرسة الثانوية تقدمان لنا وجبات غذائية ساخنة على مدى الأســبوع، أما في المدارس الأولية ـ وكانت تســبق المدرسة الابتدائية ـ كانت الدولة تقدم وجبة جافة أو طبقًا من الفول المدمس والخبز وكمية من التمــور. هذا فقط في قطاع واحد هو التعليــم.. فماذا عن الخدمة الصحية وماذا عن توفير الأساســيا­ت، وهل يكفي مثلاً أن تنفذ الدولة ما نص عليه الدســتور من زيادة سنوية دورية لما تنفقه الدولة على التعليم.. ولو تمسكنا بهذه النصوص فسوف نحتاج إلى عشرات الســنين لكي ننفذ ونوفر 250 ألف فصل مدرسي بهدف واحد هو تخفيف كثافة الفصــول هنا نعرف أي أعباء رهيبــة تقع على الدولة الآن .»

أطعمة الأثرياء

وعــن أطعمة الأثرياء يقول أســامة غريب في «المصــري اليوم»: « في الصغر كان التفاح بالنســبة لنا يعتبر فاكهة بعيــدة المنال، وقد عرفنا أن التربة المصرية ليست مناســبة تماماً لزراعته، وبالتالي يُستورد بالعملة الصعبة فيكون مرتفع الســعر. فيما بعد عندما أصبح التفاح في المتناول وجدتني أفضّل الخيار عليه، ومازلت أبتسم في سعادة عندما أتذكر طعم الفواكه التي انقرضت ولم يعد لها وجود، التي كنا نشــتريها من على باب المدرســة، وهي النبق والتوت والجميز، وكانت تفوق التفاح حلاوة. من الممكن أن أفهم أن عاملي الندرة والوفرة لهما أثر في تحديد الأســعار، ومع ذلك مازالت هناك ألغاز عصية على الفهم بالنســبة لي.. على سبيل المثال إذا نظرنا إلى الجمبري والإســتاك­وزا لوجدناهما مــن المأكولات مرتفعة السعر في كل بلاد ربنا، بصرف النظر عما إذا كان المطروح منهما مستورداً أم محلياً، بمعنى أنك في الشــرق والغرب والشمال والجنوب، لا تستطيع أن تدخل مطعماً في أي دولة وتطلب وجبة من الإســتاكو­زا ثم تدفع مبلغاً قليلاً.. هذا غير ممكن، وأكرر أن عامل الوفرة لا علاقة له بالأمر، فقد يكون الصيد وفيراً جداً في بلد ما، ومع ذلك لا يســتطيع حتى الصياد الذي أتى بالإســتاك­وزا والجمبري الجامبو أن يأكلها لأنه سيفضل توريدها وبيعها ليتمكــن من الوفاء باحتياجاته الحياتية. حيرنــي هذا الأمر خلال تنقلي بين بلاد العالم وبعضها كانت ســواحله تمــوج بالمأكولات البحرية، ومع ذلك لا يساهم هذا في انخفاض أسعار اللوبستر والروبيان، فيظل تناولها دائمــاً حكراً على الأغنياء. بمرور الوقت توصلــت إلى تصور أن الأغنياء وقد شــاهدوا العالم يتغير ورأوا الطبقات الوســطى تتضخم، وأفرادها يشــاركونه­م الســفر وعمل الرحلات الســياحية وارتياد المتاحف ودور الأوبرا، بعد أن كان هذا مقصوراً في السابق على المليونيرا­ت فقط.. أقول إن الأثرياء عقــدوا اتفاقاً غير مكتوب تدعمه الحكومــات القوية وتنفذه الحكومات العميلــة، بحيث تظل بعــض المأكولات حكراً علــى الطبقات الموســرة ولا تصل لمن دونهم، والهدف أن يشــعر الغني أن ثراءه يحمل له قــدراً من التميز في الطعام والشــراب، وإلا فما جدوى التعب والتوتر وإثقال الضمير بالآثام في رحلة اكتساب الملايين».

طعام الفقراء الشعبي

الدكتور عمرو عبد الســميع في «الأهرام» يقول: «فــي كل بلد من بلاد العالم يوجد طعام شــعبي رخيــص الثمن هو الضامــن لأن يعتمد عليه المواطن فيعيش بشــكل ما دون أن يتضور جوعا، وهو الضامن بالنسبة للمجتمع ألا يواجه نوعــا من الاحتكاك الاجتماعــ­ي أو الطبقي بين من لا يجدون ما يســدون به رمقهم والذين أتخموا من الشبع وبشموا من كثرة الطعام.. فنحن نرى في بريطانيا وجبة الســمك والبطاطس المحمرة، كما ســاندوتش الفول أو الطعمية في مصر، وعادة لا يتغير سعر تلك الوجبة كثيــرا إلا في المعدلات الطبيعيــة التي يمكن للمواطــن تحملها، ولكن إذا تأملت ما صار إليه سعر ساندوتش الفول بالطحينة في مصر الآن )أربعة إلى خمســة جنيهات( ندرك عدة ألوان من الخلــل ومن الخطر أيضا، فلم تعد المقولة المشــهورة في وصف ســاندوتش الفول «صامــدة في وجه المتغيرات»، فهو لم يصر بســعر مثل وجبة الســمك والبطاطس المحمرة، يمكــن الاعتماد عليه مع زجاجة مرطبات وجريــدة والجلوس في حديقة عامــة، وركوب إحدى حافلات المواصلات، بحيث يســمح لمواطن بقضاء يوم ممتع بتكلفة عشرة جنيهات مثلا، أما في مصر ـ مع اختلاف مستويات الدخل طبعا ـ فلم يعد هذا ممكنا لأن ســاندوتش الفول بالطحينة أصبح بأربعة أو خمسة جنيهات، فإذا تناول المواطن ساندوتشين فسوف تتدمر فرصــه في قضاء يوم هــادئ أو ممتع.. ولقد أغرقنا أثريــاء هذا البلد في مقولات تســخر من الدولة المصرية، لأنها يجب ألا تفتح متاجر لبيع الفول والطعمية، وكان ذلك ضمن هجومهم على عصر الزعيم جمال عبدالناصر، ولكن الحقيقة أن المصريين يحتاجــون أن تفتح الدولة متاجر لبيع الفول والطعمية، لأن الزيادة الطبيعية في الأسعار لا تبرر ما وصلت إليه أثمان هذه الســلعة الحيوية والخطيرة. نحن نريد أن تتدخل الدولة، للحفاظ على سعر ساندوتش الفول في مستوى طبيعي ومنطقي، مثلما فعلت في أســعار البطاطس والطماطم حين باعتها بخمسة جنيهات للكيلو بدلا من 14 جنيها للكيلو فاختصرت كل نتائج جشــع التجار ورفعهم العشــوائي للأسعار، هناك سلع غير مسموح بترك أســعارها نهبا لنزاعات ونزوات التجار لأنها تؤثر على الأمن الاجتماعي في البلد، وعلى رأس تلك الســلع ساندوتش الفول، طعام الفقراء الشعبي.»

لماذا تأخير المعاشات؟

«لماذا تصرف الحكومة المعاشــات يوم 10 في الشــهر؟ لماذا لم تصرفها مع المرتبات يوم 25 أو 28 من الشــهر؟ هذا الســؤال تلقاه علاء عريبي في «الوفد»، في رســالة الأســتاذ محمد علي، متقاعد منذ عدة سنوات، يقول الكاتب، أظن أنه من الأسئلة الوجيهة التي تحتاج إلى إجابة من الحكومة. المؤكــد أن وزيرة التأمينات ورثت التركة بمواعيدهــ­ا، وربما يعود لها أو لمن ســبقوها فضل صرف المعاش على ثلاثة مواعيد، أول الشــهر، ويوم الخامس منه، ويوم العاشــر منه لأصحاب الحســابات البنكية. الأستاذ محمد يطالب بتوحيد يوم الصرف، وأن يصرف المعاش قبل بداية الشهر. الحكومة، حسب قوله في الرســالة، تصرف المرتبات للعاملين في الدولة ابتداءً من يوم 25 من كل شــهر، فما الحكمة من تأخير صرف المعاشــات. المتقاعد مثل الموظف، مع بداية كل شهر مطالب بتسديد فواتير: الكهرباء، والغاز، والمياه، وإيجار الشــقة، وغيرها من الالتزامات، وابتداء من يوم واحد في الشــهر يدق جرس الباب المحصل، يمد يــده بالفاتورة، وعليك رد يده بقيمتها. الصرّاف لا يعرف ظروف الأســرة، وليست لديه معلومة بمن تقاعد ومن مازال في العمل، والشــركة التي ترسله لا تعرف أن محمد عبدالعال الذي يســكن في المعادي، شــارع كذا، عمارة رقم كذا، شقة كذا، تقاعد أو مازال في العمل، الشــركة تتعامل مع عداد، أكان العداد في منزل متقاعد أو على المعاش أو مريض أو متوف أو مســافر، الشــركة لها قيمة الاســتهلا­ك، هذه القيمة تبدأ تحصيلها مع بداية كل شــهر، على الجانب الآخر الحكومة، التي تملك الشركات ويعمل عندها المحصل، تقوم بصرف المعاشات بعد بداية الشهر، فكيف يسدد المواطن فواتيره؟ الأستاذ محمد يتمنى أن يعرف الحكمة من تأخير المعاشــات، إذا كانــت أموالها متوفرة فــي خزينة الدولة، فلماذا تؤخر صرفها، كما أنه يطالب الحكومة بالتفكير بشــكل جاد في صرفها قبل بداية الشــهر مثل المرتبــات، لكي يتمكن هو ومن تقاعدوا من تســديد إيجار الشــقة وفواتير الكهرباء، الغاز، المياه، لأنها بتأخير المعاشــات تضعهــم في مواقف محرجة جــدا مع المحصلين، يدق جرس الباب، ويمد يــده بالفاتورة، وفى خجل تعتذر له: للأســف لم يصرف المعاش بعــد. المؤكد أنني أتفق مع الأســتاذ محمد، لأن مطلبه يعد مشــروعا، فقد رتب حياته طوال 30 أو 35 سنة خدمة بالحكومة على بداية الشــهر، ومن قبل كانت حياته في ظل والده مرتبطة بأول الشــهر، والمفترض أن تظل حياته تســير في الدورة نفســها وتبدأ من أول الشهر، لهذا نقترح على الحكومة أن تفكر بالفعل في صرف المعاشــات قبل بداية الشــهر، أو أنها تؤخر تحصيل قيمة الفواتير إلى منتصف الشهر، الرحمة برضه حلوة .»

بطولة إفريقيا

ومــن أكثر الموضوعات التي تســتحوذ على الاهتمام هــو مباراة يوم الجمعة علــى ملعب رادس فــي تونس بين فريقـــــي الأهلــي المصري والترجي التونســي على لقب بطولة إفريقـــــ­يا والمخــاوف من تعرض لاعبي الأهلي ومشجعـــــ­يه إلــى الاعتداء من جانــب جماهير الترجي للدرجة التي كان عنوان مقال المعلـــــ­ق الرياضــي في «الجمهـــور­ية» رضـــــوان الزياتي هو «الحرب العالمية الكروية التاســعة» وقـــــوله فيه: «إنني متأكد أن السلطات التونســــ­ـية والاتحـــا­د الإفريقي ونادي الترجي لن يسمحوا بالخروج عن النص في مبـــــارا­ة الإياب الحاسمة بــن الأهلي والترجي الجمعــة المقبل على لقب دوري أبطال إفريقـــــ­يا، وأن يسحمـــــو­ا بتكـــرار ما شهدناه من أحداث مؤسفة في ملعب رادس خلال مــــباراة أول أغسطس/آب بين الأنجولي والترجي في إياب نصف نهائي البطولة، فما حدث في تلك الليلة لم نشــهده إلا أيام ثورات الربيع العربــي في مصر وتونس، التي كانت تشــهد كل يــوم أحداثا دموية من بعض المارقين والمجرمين، نحن لا نريدها حربا كروية عالمية تاسعة نريدها مواجهة كروية يقدم فيها لاعبو الفريقــن عرضا فنيا يليق بنهائي دوري أبطال إفريقيا .»

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom