Al-Quds Al-Arabi

الخطيئة والعقاب وأزمة القيم في الشرق

-

فعلى «فرانس «24، يعترف ســامي كليب أن من ارتكــب الجريمة إما أن يكون عبقريا أو غبيا، دون أن يطرح احتمالا ثالثا للجنون، الذي تفصله شــعرة واحدة عن النبوغ، هي: حكمته، فهل اختطف الإخوان المسلمون خاشقجي بعد موته كما يدعي ضيف توفيق مجيد؟ ثم هــل يغدو مجديا أن يعثر الإعلام على جثة القتيل، ما دام الإعلام يثبت مــن جديد أن القتيل لم يكن ضحية حريته، إنما كان شــهيد الصفقة فقط !

ولكــن هل حقا يهتم العربان بالرأي والكلمة والحرية والعدالة وشــرف المهنة وغيرها من المعايير الأخلاقية والإنســان­ية، وهم مــن بين كل الأمم التي خلقها من خلقهم، يعانون منذ قرون من أزمة قيم مزمنة؟

روح شــوف ماذا تقول ميشــيل تويني عن فيلم جمعية «ابعاد» التي تحارب الاغتصاب: «مين الفلتان»؟ ردات فعل مخزية لا تحمل ولا ذرة شــرف أو رحمة في قلوب المتفرجــن على فتاة تمثل دور ضحية مغتصبة، لم تواجه وهي تســتغيث ســوى اتهامات من حولها لها بالتفريط في عفتها! أمة فارطة يا جماعة، قال شو: تريد الثأر لدم خاشــقجي! ممن؟ من فئــران التجارب الإعلاميــ­ة، أو الفضائيين الرُحّل، الذين لا يشهرون بوجه الغزاة ســيوفا في الحرب، وفي الحب لا يقبلون افتداء بغير دماء؟!

أمة تغسل عارها بجريمة شــرف، هل تصدق لوعتها على دم قلم رصاص؟ أمة تنتهك أمــام ناظريها مســاجدها وحرماتها ودور عبادتهــا وأوطانها ومخادعها وغرف القياس في محالها التجارية، والبوابات الخلفية لمحاكمها الشــرعية، لماذا لم تهزها ســوى المشاهد الســرية لجريمة القنصلية! كل يوم يقتل قلم، إما بمقص رقيب أو منشــار ناشــر أو غيرو وغيراتو، ولا يفور عرق الغضب في عقل العرب، فهل حقا، هي صحوة موت خاشقجي، التي توقظ ضمير الأمة من سبات الموتى؟ أم أن فيلم: مين الفلتان، كشف عورة الشرف عند المشاهد المتواطئ في جرائم «أولاد الحومه»! صدق معتز مطر إذن حين صرخ بالموتى مؤنبا: عيب عليكو! لتصر على ما نادينا به هنا منذ عقد: إما المساواة بالعقاب أو المساواة بالخطيئة !

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom