Al-Quds Al-Arabi

حرب الطرابيش والقبعات الفضائية

-

إعلام ترامب، يلعب تســالي، بالشــماغ والكوفيــة، دون أن يطيح بالقبعات والطرابيش والأعمة، في حفلة تبادل الرؤوس بين «فوكس نيوز» وقناة «الشرق» وقناة «الميادين»، فهل صدق معتز حين اعتبر أن تصريحات الأخوين خاشــقجي لـ»سي أن أن»، هي الأقوى على الإطلاق، طالما أن ما أخفياه بين السطور ظهر جليا أكثر مما صرحا به؟

كاتبة الشــؤون الخارجية في موقع «واشــنطن بوســت» الالكتروني «أماندا إيريكسون» كان لها رأي آخر، فثقة صلاح بالملك سلمان تؤكد فقدان ثقته بالحكومة التركية، ومجريــات التحقيق! وهو ما يدلها على إدانته الصريحة للقاتل، هذا هو الإعلام الغربي، لا يتعامل ســوى مع الماديات لا الروحانيات، يجنح إلى الملموس أكثر من المحســوس، الاســتنتا­ج قائم في عرفه على الإنتاج، والنظرية تبرهنها المنطقية، والهدف ليس المصداقية الإعلامية، إنما المقاصد اللا إعلامية، وإلا لماذا لم تجد في الغرب من يوجه سؤالا واحدا للسفارة الأمريكية في الرياض، عن حماية مواطن مجنس، ومحتجز في جزيرة العرب؟ لماذا سكتت الولايات المتحدة عن هذا التجاوز والتجرؤ على قوانينها الوطنية العظمى؟

لو أنك تابعت برنامج «الرأي الحر» مع صالح الأزرق، وأصغيت إلى اســتنكار المتصل الســعودي، لكل ما يتــم تداوله بعبثية مطلقة دون تأملــه، أو محاكمته، متسائلا عن الوعي الفطري: كيف تحتجز الرياض مواطنا أمريكيا؟ كيف تريدون منا أن نصدق أخباركم؟ بصراحة، رب رمية من غير رام، فســؤاله يصب في خانة فضــح التواطؤ الإعلامــي الغربي مع الجريمة، منــذ بداياتها، فــي «الريتز»، ثم التجاهل التام لجنسية صلاح خاشقجي، وإشهارها في الوقت المناسب للفضيحة، وهو ما حدا بصالح الأزرق للصمت أمام سؤال المتصل، والاعتراف بالحيرة التامة !

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom