Al-Quds Al-Arabi

«سايبي» الهولندية تبني للسعودية أول منزل بتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد وشركة اسبانية تساعدها لتوطين العمالة في الصناعة العسكرية البحرية

-

■ الريــاض - وكالات: وضعت هيئة حكومية سعودية اللمســات النهائية على منزل قرب مطار الملــك خالد الدولي في الريــاض، وُصف بأنه أول منزل يبنى بتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط.

وهذا المشــروع هو نتاج للتعاون بين «مبادرة تحفيــز تقنية البنــاء» التابعة لوزارة الإســكان الســعودية وشــركة «ســايبي» الهولنديــ­ة للإنشــاءا­ت، التي تصنع أحــدث طابعة متحركة للخرسانة بتقنية ثلاثي الأبعاد.

ويندرج المشروع في إطار خطة لوزارة الإسكان بتخصيص 18 مليار ريال )4.8 مليار دولار( لخلق بيئة اســتثماري­ة جاذبة لتكنولوجيـ­ـا البناء في المملكة.

وتأتــي المبــادرة فــي أعقــاب خطــة التنمية الرئيســية «رؤية المملكة203­0»، التي تســتهدف بنــاء مليــون منزل فــي غضون خمس ســنوات باســتثمار­ات تزيد على 100 مليــار دولار لمعالجة أزمة إسكان تلوح في الأفق.

وشارك خمسة مهندسين سعوديين مع فريق من الخبراء الهولنديين في بنــاء الوحدة الأولى، مع خطط لتقديم التدريب والدعم للخبرات السعودية المحليــة لتنفيذ مراحــل جديدة من المشــروع في المستقبل القريب.

واســتخدم المطــورون تكنولوجيــ­ا العــزل الحراري للوحدة لتحمل درجات الحرارة المرتفعة والظروف المناخية الصعبة في المملكة. واستغرقت عملية تشــييد الوحدة البالغة مســاحتها 75 مترا مربعا 25 ساعة لإكمالها. وفُتحت أبوابها للزوار.

وقال المهندس مهاب محمد بنتن، المشــرف العام علــى «مبادرة تحفيــز تقنية البناء» فــي برنامج الإســكان في الوزارة «كل هذه الأدوات والتجارب الهدف منها كيف نصل إلى خفض التكلفة.. رفع في الجودة. خلق وظائف.. زيادة في المحتوى المحلي.. المســتقبل يخفي لنا أشــياء جميلة، لكن لا بد إنه يكون لنا سلســلة تجارب لإيصالنا لهذا المستقبل الجميل .»

ولم يتم بعد تحديــد التكلفة الإجمالية للوحدة الواحــدة، حيث يجرى المطــورون خمس تجارب على الأقل لوحدات الطباعة ثلاثية الأبعاد سنوياً.

وقال المهندس إبراهيم الصحن وهو متخصص في التمويل والاستثمار العقاري «التحدي الكبير حقيقة قضيــة التكلفة. هل هذه ســتكون أرخص وأكثر توفيرا من المباني التقليديه أم لا؟ هنا سؤال أعتقد أنه مفترض مع الوقــت ومع تحديد التقنية وتحســينها لا شك أنها ســتكون أكثر توفيرا لأنها أوفر في الوقت وأقل في اليد العاملة.»

وهنــاك حوالي 500 ألف شــخص علــى قائمة انتظار «صنــدوق التنمية العقارية» الســعودي التابع لوزارة الإسكان ويقدم للسعوديين «قروضا حسنة» لشــراء منازل مدعومة من الدولة بتكلفة حوالي 650 ألف ريال.

ويهدف بنــاء المنــازل بتكنولوجيـ­ـا الطباعة ثلاثية الأبعاد إلى توفير تقنية ســريعة ورخيصة لتلبية احتياجات الإسكان العالمية.

وافتتحــت دبي فــي عــام 2016 مــا قالت أنه أول مبنى مكتبي مشــيد بتقنيــة الطباعة ثلاثية الأبعاد في العالم. ويتم ضخ مزيج من الخرســانة والمياه والمواد الأخرى من خــال الطابعة ثلاثية الأبعاد، التي تقوم بعد ذلك بصب مزيج من الملاط الخرساني الذي يزداد صلابة عند طباعته، لتنتج الطبقات اللازمة لإقامة منزل.

من جهــة ثانية، أعلنت الرياض أمس تدشــن مشروع مشترك مع الشــركة الإسبانية «نافانتيا» للصناعات البحرية يســهم بشــكل رئيســي في «توطين صناعــة جميع ما يتعلــق بأنظمة القتال البحرية .»

ووفق وكالة الأنباء الســعودية الرســمية فإن الشركة السعودية للصناعات العسكرية «سامي» والشركة الإسبانية «نافانتيا» للصناعات البحرية أعلنتا تدشين مشروعهما المشترك تحت اسم «ساما نافانتيا إندَستريز .»

وأوضحت أن المشروع يأتي في أعقاب الاتفاقية التي وقعها الطرفــان في أبريل/نيســان الماضي لتصميم وبناء 5 فرقاطات حربية من نوع «أفانتي 2200» لصالح وزارة الدفاع السعودية.

وأجريت في الرياض مراســم توقيع المشــروع المشــترك وإطلاقه رســمياً من قبل رئيس مجلس إدارة الشركة الســعودية للصناعات العسكرية، أحمــد الخطيــب، و غونزالــو ألــكازار الرئيس التنفيــذي للعمليــات فــي شــركة «نافانتيــا» الإســباني­ة، إلى جانب عدد من المسؤولين من كلا الطرفين. وسيعمل المشروع المشترك بشكل رئيسي على توطين صناعة جميع ما يتعلق بأنظمة القتال البحرية، وتركيب وربــط أنظمة القتال وفحصها، وهندســة النظــم وتصميمهــا، وتطويــر العتاد والبرمجيات وفحصهــا، وتطوير أنظمة المحاكاة، بالإضافة إلى تركيــب ودمج الأنظمة القتالية على متن آخر ســفينة في المشروع الإســباني، وكذلك الدعم اللوجســتي وبرامج التدريب، وفق المصدر ذاته.

و»أفانتي 2200» سفينة متعددة المهام، مصممة خصوصا للمراقبــة والتحكم البحــري والبحث والإنقاذ، وتقديم المســاندة إلى الســفن الأخرى وغيرها من المهام.

على صعيد آخر أعلن العاهل الســعودي الملك ســلمان بن عبدالعزيز أمس فــي قصر الوادي في منطقة القصيم عن تدشــن أكثر من 600 مشــروع بقيمة 16 مليار ريال )4.3 مليارات دولار(.

وحســب وكالة الأنباء الســعودية الرســمية )واس(، تنوعت المشــاريع بين تنموية وتعليمية وخدمية وقطاع الإسكان.

وقالت قناة «العربية» الســعودية إن المشاريع شــملت 24 مشــروعا لوزارة الطاقــة والصناعة والثروة المعدنية من خلال إدارة كهرباء القصيم.

وتشمل المشاريع أكثر من 240 مشروعا لوزارة الشؤون البلدية في أمانة وبلديات منطقة القصيم، و8 مشــاريع لوزارة البيئــة والميــاه والزراعة، وآخر للهيئة العامة للســياحة والتراث الوطني، ومشاريع أخرى تعليمية وتدريبية.

وارتفــع الإنفــاق الحكومي للســعودية، أكبر مُصَدِّر للنفط في العالم، خلال التسعة أشهر الأولى من 2018، بنســبة 25 في المئة على أساس سنوي، إلى 712.1 مليار ريــال )189.9 مليار دولار(. جاء ارتفاع الإنفاق عقب انكماش الاقتصاد السعودي، العام الماضــي، نتيجة التقشــف الحكومي جراء تراجع أسعار النفط عن مستوياتها منتصف 2014.

وكانت الســعودية قد أقــرت ميزانيتها للعام الجاري في ديسمبر/كانون أول 2017، بنفقات 978 مليار ريــال )260.8 مليــار دولار(، وإيرادات 783 مليار ريــال )208.8 مليــارات دولار( وعجز مقدر بـ52 مليار دولار.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom