Al-Quds Al-Arabi

بريطانيا: انسحاب شركتي تمويل قصير الأجل وصندوق يمتلك مباني إدارية عالية القيمة في لندن

-

■ لندن - د ب أ:قررت شــركة «ســي.إم.إي غروب» نقل سوقها لخدمات التمويل قصيــر الأجل، وهو أكبر أســواق التمويل قصير الأجــل في المنطقــة، من لندن بســبب رغبتها في ضمان اســتمرار الشــركات الأوروبية في الاســتفاد­ة من خدماتها فــي حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكسِــت» دون التوصل إلى اتفاق بشأن العلاقة المستقبلية بين الجانبين.

اتخذت «ســي.إم.إي غروب» قــرار الخروج مــن بريطانيا قبل اســتحواذه­ا على أنشطة سمســرة تداول المنتجات المالية قصيرة الأجل المعروفة باســم «بروكــر تك» التابعة لشــركة «إن.إي.إكس غروب» في الأســبوع الماضي، وهو أول مثال لخروج شركات مالية أجنبية من بريطانيا بسبب «بريكسِت».

وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء الاقتصادية أنه في حين أسســت شركات التداول الكبرى المسجلة في بريطانيا، فروعا لها في إحدى دول الاتحاد الأوروبي لتجنب التداعيات السلبية لخروج بريطانيا مــن الاتحاد الأوروبي، فإن خروج شــركة «بروكر تك» للسمســرة من بريطانيا يمثل أول خروج لشــركة قائمة من لندن إلى مدينة في الاتحاد الأوروبي حيث ســتنتقل الشــركة إلى العاصمة الهولندية أمســتردام. وقال جون إدواردز، المدير الإداري لشــركة «بروكر تك يوروب»، ان «كل تعاملاتنا في مجال السندات وإعادة شراء الديون المقومة باليورو ستنتقل إلى أمستردام».

يذكــر أن حجم تعاملات القــروض قصيرة الأجــل التي تديرها شــركة «بروكر تك» وصلت خلال الشــهر الماضي إلى 210 مليارات يورو )240 مليار دولار( حسب جون إدواردز المدير الإداري لشركة «بروكر تك يوروب». وســتنتقل هذه النشــاطات من لندن إلى فرع «ســي.إم.إي» في أمستردام. في الوقت نفسه سيظل نشاط الشركة في مجال إعادة شــراء الديون )الريبو( والذي وصل حجمه إلى 59 مليار يورو شهريا في بريطانيا.

في الوقت نفســه ســتنقل «بروكر تك» نشــاط إدارة السندات الحكوميــة الأوروبية والتدفقات النقدية إلــى العاصمة الهولندية. ولم تكشــف الشــركة عن حجم نشــاطها في هذا الســوق خارج الولايات المتحدة.

من جهــة ثانية قالت مصــادر مُطَّلِعــة ان المســتثمر­ين في أحد صناديق الاستثمار العقاري البريطانية التابعة لشركة «شرودرز» والذي يمتلك مجموعة من أغلى المبانــي الإدارية في العاصمة لندن قرروا سحب حوالي 20% من استثماراته­م في الصندوق الذي يبلغ رأسماله 836 مليون جنيه إســترليني )1.09 مليار دولار( مع تزايد المخاوف ذات الصلة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن المصادر القول ان طلب ســحب حوالي 150 مليون جنيه إســترليني من رأسمال الصندوق سيدفع إلى بدء محادثات لإعــادة هيكلة صندوق «ويســت إند أوف لندن بروبيرتي يونيت تراســت» قد تنتهي إلى بيــع الصندوق أو تغيير مديره أو أي خيار آخر.

وكان الصنــدوق قد دفع مــا يعادل 10% من قيمــة أصوله إلى المســتثمر­ين الذين قدموا طلبات اســترداد في كل عام من العامين الماضيين، وهو الحد الأقصى الممكن ســنويا. وسيكون العام الحالي هو الثالث على التوالي الذي تصل فيه طلبات استرداد الأموال إلى هذا الحد الأقصى. وقد اضطر الصندوق إلى بيع بعض المباني لسداد طلبات المستثمرين.

وحسب وكالة بلومبرغ، فإن رغبة المستثمرين في الانسحاب من الصندوق تشــير إلى تراجع الثقة في القطاع العقاري في العاصمة البريطانية لندن رغم أن سوق المباني الإدارية أظهرت مرونة خلال العامين الماضيين، وتجــاوزت بدرجة كبيرة توقعات التباطؤ نتيجة قرار البريطانيـ­ـن الخروج من الاتحــاد الأوروبي في الاســتفتا­ء الشعبي الذي أجري في يونيو/حزيران 2016

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom