Al-Quds Al-Arabi

زخم التسوية يتعزز

إسرائيل تبحث عن سبيل لإدخال المال إلى غزة مع تزايد احتمالات وقف إطلاق النار

- عاموس هرئيل هآرتس 2018/11/7

■ ظهرت في الشــبكات الاجتماعيـ­ـة مؤخراً صور فريدة من قطاع غزة؛ مواطنون فلسطينيون يتحدثون بدرجــة معينة من الانفعال عن التغيير في روتين الحيــاة عندما يقفز تزويد الكهرباء إلى 12 ـ 16 ساعة يومياً.

هذا هو متوسط تزويد الكهرباء الأعلى للقطاع منذ عملية «الجرف الصامد»، وهو أكثر من ضعف وضع شــبكة الكهرباء في الســنة الأخيرة، منذ بدأت عقوبات الســلطة الفلسطينية ضد حماس. هذا التغيير تحقق بفضل الإدخال المستمر للوقود بتمويــل من قطر إلــى القطاع، الــذي تأخر عدة مرات على خلفية صعوبات في المفاوضات، وبعد ذلك كخطوات عقابية إسرائيلية بسبب استمرار التظاهرات العنيفة على الجدار. الهدوء النســبي الذي تم الحفــاظ عليه في حدود القطاع في نهاية الأســبوع الأخير يســمح الآن بانتقال شاحنات الوقود بصورة يومية عبر معبر كرم أبو سالم.

في يوم الأحد الماضي بحث الكابنت الوضع في القطاع، وعناوين النقاش احتلت الشــجار شبه المعتاد بين وزير الدفاع افيغدور ليبرمان وبعض زملائه. في هذه الأثناء بادر وزير التعليم نفتالي بينيت إلى هجوم ضد ليبرمان بذريعة أن الأخير ضعيف ضد الإرهاب ويجب استبداله.

ولكن بينيــت يتجاهل ـ لاعتبارات سياســية ـ العمليــة الحقيقية التي تجــري، والتي حظيت بالتعزيز أيضاً في جلســة الكابنت: إســرائيل، كجــزء من سياســة واضحة لرئيــس الحكومة، تبحث عن تســوية طويلة المــدى مع حماس. هي تنوي الســماح بخطــوات أخرى مــن قبل قطر ومصر، ومنها نقــل أموال نقدية أخرى للقطاع من أجل تمويــل رواتب موظفي الحكومــة. العنوان إسرائيل تسمح بإدخال وقود لغزة في إطار جهود التهدئة المسؤول عن ذلك هو نتنياهو وليس ليبرمان الذي أعلن عن معارضته )مع ذلك بقي في منصبه(.

رغم تسريبات من الســلطة الفلسطينية التي طرحت ادعاءات معاكسة، فإنهم في أجهزة الأمن الإســرائي­لية يقــدرون أن مصر ســتصادق على خطة تحويل الرواتــب. الزخم الإيجابي من أجل التوصل إلى تســوية مرة أخرى يقود إلى تفاؤل معين فــي التقديرات، وللمــرة الأولى منذ بضعة أســابيع. فقد تنــاول النقاش تفاصيــل النظام، وأمس قالت مصادر في حماس إن الطرفين قريبان من الاتفــاق. الخطــر مثلما في الســابق، هو أن حدوث حادثة محلية سيؤثر على جهود التسوية وسيســتدعي من جديد دائرة الدماء رغم الرغبة الظاهرة لإســرائيل وحماس في وقف إطلاق نار طويل المدى.

المحادثــا­ت غيــر المباشــرة بــن الطرفــن تســتمر في بضع قنوات من خلال تدخل شــديد لمبعوث الســكرتير العام للأمم المتحدة نيكولاي ميلادينوف. وفي إســرائيل، رئيس مجلس الأمن القومي «مئير بن شــبات» هو الذي يتولى «ملف غزة» بتفويض من رئيــس الحكومة، وهو الذي يقود خــط «الاحتــواء» والبحث عن تســوية، رغم روحيــة ليبرمــان وبينيت، وبــدون صلة بالشجارات السياسية بينهما.

رئيس الشــباك نداف ارغمان قــال، أمس، في جلســة لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست إن الوضع في الســاحة الفلسطينية غير مستقر، وإن قطاع غزة يتــراوح بــن احتمالية مواجهة عســكرية وإيجاد حل يعمل علــى تخفيف الأزمة الإنسانية. مع ذلك، خصص ارغمان معظم أقواله الافتتاحية في القسم الأول من الجلسة التي كانت مفتوحة أمام وسائل الإعلام للتحذير من «الهدوء المضلل» فــي الضفة الغربية واحتمــال الانفجار هناك وليس في قطاع غزة.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom