تعقيبا على رأي «القدس العربي»: بولسونارو البرازيل بعد ترامب أمريكا: السيرك الفاشي يتوسّع! نقد السياسات
موعد إعدام سقراط
من المؤسف حقا أن تتم بلورة البديل عن الديمقراطية «المتعفنة» عبر اللجوء للفاشــية «الجديدة». لقد كان افلاطون محقا عندما أظهر كرهه للمبدأ الديمقراطي الأثيني، والذي جلب إلى سدة الحكم بروثاغوراس، وجورجياس وأتباعهما، مما أدى إلى إعدام أستاذه سقراط عبر مؤامرة حيكــت بليل من طرف هــؤلاء عندما تداخل ما هو شــخصي بما هو في مصلحة الدولة وقتئذ. اليوم يحدث الأمر نفسه تقريبا.
لقد انتشــر عفن الديمقراطية الظالمة على ما يبــدو، والغرب يحاول اســتبدالها بالفاشــية، رغبة منه في إبعاد توجهها عن الدولة الدينية كبديل! فصار ســكان العالم كلهم ســقراطيون ينتظــرون موعد إعدام أحلامهم المشروعة.
الخوف من المستقبل
هل يعني أن العولمة فاشية؟ ما نراه الآن من هجوم سكان الهندوراس على أمريكا بسبب الفقر والجوع وهجوم الأفارقة على أوروبا هو غيض من فيض. المقبل سيكون أتعس فلا حلول ولا برامج للبطالة وللاقتصاد المنهــار في الدول الضعيفة. الفاشــيون ســوف ينصدمون بالمشــكلة الاقتصادية، ولا أدري كيف ســيحلونها فكثيــر من الدول الغنية تعيش على التصدير فلمن سيصدرون؟
مساعدتهم للدول الضعيفة مشروطة بشروط أقسى من قبل مثل قطع الأمريكان المساعدة على الفلسطينيين.
أولئك الفاســدون في دول أوروبية وأمريكا كي يغطوا على فسادهم ركزوا على الإسلام والتخويف من الإسلام والإرهاب الإسلامي فدمروا الاقتصاد وخلقوا قوى فاشــية. دول العالم التي تعيش على المساعدات مثل الدول العربية الفقيرة كتونس ستبقى تحكي وتعيد بدون أن تخرج من الأزمة.
التخلي عــن القدس مرفوض ولكــن العمل والاعتمــاد على النفس للخروج من الأزمة غير مطروح. عبود
رأي «القدس العربي» لا يدعو هنا إلى انقلاب ضد من اختاره الشعب البرازيلــي في انتخابات جــاءت به إلى الحكم، وانمــا يبين خصائص وتوجهات الرجل وينتقدها فيما يخص السياســات التي تؤذينا كعرب ومسلمين.
وكذلــك ســتفعل المعارضة فــي البرازيل والشــعب البرازيلي حين سيتصرف بما يؤذي مصالح البلاد، وتطالبه بتغيير سياساته. ولكن لا أحــد يدعو وزير دفاع البرازيل إلى أن يقــوم بانقلاب ضده ويضعه في السجن بتهم ملفقة !
وكذلــك تفعل «القدس العربي» مع ترامب مثلاً ، توجه إليه نقداً لاذعاً لسياســاته وعنصريته ولم تدع ماتيس وزير دفاعه إلى أن ينقلب عليه أو ستؤيده إن فعل ذلك.
لدينا الكثير من الطغاة فاشية تغزو العالم
د. أثير الشيخلي - العراق
مهما كانت ديكتاتورية وعنصرية ووحشــية طغاة أجانب من أمثال موســوليني في إيطاليا وهتلر فــي ألمانيا وبوتين في روســيا وترامب في أمريكا الشمالية والآن بولســونارو في البرازيل وغيرهم في أمريكا الجنوبية فإنها لا تشــكل بشــدتها وحدتها أكثر من عشــرة في المئة من دكتاتورية وعنصرية وطائفية ووحشية وهمجية طغاة عرب من أمثال حافظ الأسد وابنه بشار في ســوريا والقذافي وحفتر في ليبيا ومبارك والسيسي في مصر وصدام في العراق وسلمان وابنه محمد المنشار في السعودية، والقائمة تطول! آصال أبسال
لا يجب أن يغفل العالم عن فاشــية الســعودية والإمــارات ومصر والبحرين بتزكية من خلال شــعوب تلك الــدول. وعن المجال الحقيقي لتطبيق الفاشــية الصاعدة حيث ســوريا والعراق واليمن. فبانون لم يقتصر مجال تبشــيره علــى الولايات المتحدة وأوروبــا بل تعداه إلى المنطقة العربية وإلى أمريكا اللاتينية والغريب أن شعوبا مطحونة تؤيد وتسكت عن فاشية فتية تنمو لتغزو العالم.
الفاشية الجديدة تمولها الســعودية والإمارات فهما من أتيا بترامب وعرابه بانون الذي ســمح لنفســه أن يكون له موقــع هتلر في الألفية الثالثة مع أن هذا الـ بانون يكره العرب لكن يســتغل أموالهم كما يمقت أمريكا اللاتينية لكنه يؤيد من هم على شاكلته من أمثال بولسونارو.
الدول وأحلام الشعوب
أســقطت حركات شــعبية عبر العالم نخباً ليبرالية حاكمة ســعت لوضع أسس منع تداول السلطة بعد تغلغل في مجتمع واقتصاد وإعلام وقضاء وتعليم. ولكن رغم منحها فرصا متتالية فقد فشلت بتحقيق آمال شعوبها بسبب إفراط بيروقراطيتها وســلوك سبل تضاعف المديونية وتطرد رأس المــال وفرص العمــل وتضعف الأجهــزة الأمنية وتداهن مجرمين ومهربين ومتسللين غير شرعيين على حساب مواطنين عاملين، وترهق طبقة وســطى، وتسحق مؤسســات صغيرة، وتناهض فطرة بشرية وثقافة دين سماوي عظيم، وتسهل إجهاض أجنة وعلاقات غير مشروعة، وتعاطي مخدرات وتنشر فسادا وإفسادا.