Al-Quds Al-Arabi

معارضون: إطلاق سراح مختطفي السويداء الـ19 وليس «تحريرهم» من سجون «داعش – فرع الأسد»

- دمشق – «القدس العربي» من هبة محمد:

ذكرت وكالة «سانا» الرسمية لدى النظام السوري أن «القوات العسكرية قامت بعملية نوعية أســفرت عن تحرير جميع مختطفات محافظة السويداء البالغ عددهن 19 سيـــدة في أيدي تنظـــيم «الدولة». وأفادت «سانا» ان مجموعة من القوات العســكرية اشتبكت في منطقة حميمة شمال شرقي تدمر بشكل مباشــر مع «مجموعــة من تنظيــم «داعش» الــذي اختطف نســاءً وأطفالاً مــن محافظة السويداء قبل أسابيع، وبعد معركة طاحنة اســتطاعوا تحرير جميع المختطفين الـ 19… وقتل الإرهابيين المختطِفين».

مدير شــبكة أخبــار الســويداء 24، ريان المعروفي أكــد توجه المختطفين إلى محافظة الســويداء حيــث ينتظرهــم تجمــع أهلــي حاشــد، ونقل لـ»القدس العربي» عن مصدر مقــرب من «رئيــس الهيئة الروحيــة لطائفة المســلمين الموحدين سماحة الشيخ «حكمت الهجــري» أن قــوات النظــام حــررت بقيــة مختطفي الســويداء لدى تنظيــم داعش من الأطفال والنساء».

ويــرى معارضــون ســوريون أن صفقــة غير معلنة البنود، أبرمــت بين تنظيم الدولة والنظام الســوري برعاية روسية، وأفضت إلى اخراج مختطفي الســويداء، بعد اسرهم خلال هجوم بري شــنه تنظيــم الدولة على ريــف الســويداء الشــرقي فــي الخامــس والعشرين من تموز/يوليو الفائت.

من جانبه تساءل المعارض السوري ماهر شرف الدين عن جثث عناصر تنظيم «الدولة الذيــن قتلــوا خــال المعركــة حســب رواية النظــام الســوري، الذي اعتــاد على تصوير نتائج المعارك التي يخوضها، وقال شــرف الدين لـ»القدس العربي»: يقول إعلام النظام إنــه قضى علــى كل عناصــر داعــش الذين كانوا يحتجزون المختطفين. والســؤال: أين هي جثث هــؤلاء الدواعش؟ وكيــف لم ينجُ منهم أي عنصر في «المعركة الطاحنة» بينما نجا جميع المخطوفين» بنــاءً على ذلك يجب أن نقول: )إطلاق ســراح المختطفين( وليس )تحرير المختطفين(، لأنهم كانوا في سجون – )داعش فرعالأسد(.

الاحــداث المتســارع­ة فــي محافظــة الســويداء تأتي بــرأي مراقبــن معارضين للنظام في ضمن اطار سياسية التلميع التي اعتمدها بعد سلســلة مسرحيات وصفوها بالهزلية وباتت مكشوفة للجميع، وفي هذا الصدد قال المحلل السياســي «امير ســري الديــن» لـ «القدس العربــي» انه بعد الهجوم الارهابــي علــى محافظة الســويداء من قبل «داعش فرع ســوريا» والــذي ذهب ضحيته ما يقارب الثلاثمائة شــهيد ومئات الجرحى والمختطفين من النســاء والاطفال اســتطاع النظام اســتعادة موطئ قدمه في السويداء عبر مســرحية زجاج مبنى المحافظــة، ليبدأ العمــل على إعــان المكرمة المقدمــة من قبله لشــبان المحافظــة عبــر العفو عــن الممتنعين عــن الالتحــاق بالخدمــة الالزاميــ­ة مقابــل التحاقهــم بصفوفــه، وترافــق مــع اطــاق سراح خمسة من المختطفين المقربين من احد اعضاء القيادة القطريــة ومقابل فدية مالية كبيرة اســتفادت منها اطراف عدة وابرزها متعهــدة نقــل عناصــر التنظيم مــن الحجر الاسود ومخيم اليرموك إلى شرق المحافظة و»عرابة المصالحــا­ت» كنانة حويجة، لتبدأ مرحلة التمييع بالملف مجدداً ثم تعود اليوم المســرحية لتســلك طريقهــا إلــى العلن من جديد .»

وأضــاف، «مــن آخــر فصول المســرحية الداميــة إعلان النظام عن اســتهداف مواقع تنظيم الدولة في منطقة حميمة شمال تدمر وتحرير باقــي المختطفات لاختتــام اللوحة واعــادة القبضــة الامنية علــى المحافظة من جديــد»، مؤكــداً أن المختطفــن كانــوا لدى «دواعــش النظــام وليس داعــش البغدادي الرسمي».

إعــان النظــام الســوري عــن تحريــر مختطفي الســويداء بعمليه عســكرية تعود حقيقته حســب الخبير الأمني سليم حذيفة إلــى نقلهم «مــن زنازين فــرع البادية للامن العســكري إلــى فــرع الســويداء بمعركــة تمثيليــة»، ليصــار إلــى اخــاء ســبيلهم، وأضاف المتحدث الــذي يتحدر من محافظة السويداء ان النظام «يحاول بذلك استعادة هيبته في السويداء من خلال هذه المسرحية الســمجة والتي ســتجد من يســوق لها من الشبيحة و المرتزقة».

أما عــن توقيــت العملية فقــال المعارض السوري، انها جاءت لشعور النظام بخروج محافظة السويداء عن السيطرة، الأمر الذي كاد ان يفضــي لمواجهــة بينــه وبــن المكون الــدرزي وبالتالي ســقوط ورقــة الأقليات، فأصبحت قضية المخطوفين عبئاً عليه وعلى الروس، ما أجبره علــى الإفراج عنهم مدعياً أنه أطلقهم بعملية عسكرية.

 ??  ?? مختطفات السويداء اللاتي حررن أمس
مختطفات السويداء اللاتي حررن أمس

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom