Al-Quds Al-Arabi

«واشنطن بوست»: عقوبات ترامب على إيران لن تقلب نظام خامنئي ولن تجبر حرسه الثوري على مغادرة الشرق الأوسط

- لندن - «القدس العربي» من إبراهيم درويش:

يعول دونالد ترامب بإعــادة فرض العقوبات من جديد على إيــران والتي وصفها بأنها الأشــد منــذ خروجه من الاتفاقيــ­ة النوويــة الموقعة عام 2015 علــى تغيير النظام في طهران. وترى «واشــنطن بوســت» في افتتاحيتها أن العقوبات قــد تكون مبــررة إلا أن حظها مــن النجاح في إحداث تغيير في بنية النظام الحاكم قليل.

فمنذ توقيع الاتفاقية النووية شــددت إيران من حملتها العدوانيــ­ة، حيث قدمــت للمتمردين الحوثيــن في اليمن الصواريخ لكي يضربوا فيها السعودية وهربتها إلى لبنان عبر ســوريا كي تســتخدم في وقت لاحق ضد إســرائيل. واتهمت مرتين في الأشهر الأربعة الأخيرة بأنها تحاول قتل المعارضين في أوروبا.

وتعلق الصحيفــة قائلة إن آمال بــاراك اوباما بتغيير النظام الإيراني واعتدال مواقفه كانت مجرد وهم. وبعدما خرح ترامــب من الإتفاقية، وكان قراره غير حكيم حســب الصحيفــة فإنه يعتقد أن إعادة فرض العقوبات المشــددة ســيؤدي إلى تركيع نظام آية الله علي خامنئي. وتشــكك الصحيفة بإنجاز ترامب ما يريد.

وتضيف أن الإجراءات الجديدة ســتؤدي إلى تخفيض النفط الإيراني إلى الثلث من ذروة الإنتاج الحالي وهي 2.8 مليون برميل نفط في اليوم وهو ما ســيؤثرعلى ميزانيتها ويقود إلى الركــود الإقتصــاد­ي إلا أن الحصارالجد­يد لن يكون فعالاً كذلك الذي جلــب إيران إلى طاولة المفاوضات. وســتواصل روســيا والصين والهند وتركيا شراء النفط الإيراني.

وقد تواجه إيران صعوبات في العثور على المليارات لكي تنفقها على ميليشــيات­ها الشيعية في الشرق الأوسط. لكن الحرس الثوري الإيراني لن ينســحب من العراق والمشرق حتى لو كان الثمن يؤدي إلى معاناة جديدة وشــعب قلق. وتمضي الصحيفة للقول إن المســؤولي­ن البارزين في إدارة ترامب يأملــون أن تؤدي العقوبــات الإقتصادية الجديدة لإحداث تغيير النظام. لكن الولايــات المتحدة تنتظر عبثاً حدوث هذه الثورة المضادة ومنذ عام 1979.

وتعتقد الصحيفة أن أي مكافــآت تأتي من الضغط على الجمهورية الإســامية لن تكون بدون ثمن. فقد تســتأنف إيران الهجمات على القوات الأمريكية في العراق وســوريا أو قد تقوم بتحدي الأســطول الإمريكي الذي يتناقص في منطقة الخليج. وربما عادت واستأنفت مشروعها النووي، هو ما ســيترك الولايات المتحدة بخيارات قليلة. ولو كانت النتيجة هذه فســيرتد قرار ترامب الخــروج من الإتفاقية التي يقوم المفتشون الدوليون إن إيران التزمت بها بمردود عكســي. ويقــول ترامب إنه يريــد التفاوض مــع الملالي حول اتفاقية جديدة تغطــي موضوعات أبعد من البرنامج النــووي. ولو كان جاداً في هذا فعليــه تغيير مدخله. ولن ترضى إيران التخلي عن مكاســبها في العراق أو أي مكان آخر في الشرق الأوسط.

ومن هنــا فالمفتاح للصفقــة الكبرى ســيكون الموازاة العقلانيــ­ة لمصالحهــا ومصالــح الســعودية وحلفائهــا الســنة. وهذا يقتضي من إدارة ترامب التراجع عن تبنيها الكامل لنظام الرياض والذي يحتــاج مثل إيران للحد من عدوانيـته.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom