فلسطينيو الداخل قلقون من قرار السعودية تقييد حقهم في الحج والعمرة... ويتساءلون عن مراميه

يبــدي فلســطينيو الداخــل قلقهم من تــوارد الأنباء عــن قرار الســعودية باشــتراط أدائهم الحــج والعمرة بحيازتهــم علــى رقم وطنــي دائم لا جواز ســفر أردنيا مؤقتــا، بغيــة أداء الحــج والعمــرة. ويتســاءلون عن الهدف المبيت خلف القرار المذكور.

وبعث نواب الحركة الإسلامية في القائمة المشتركة داخل أراضي 48 رسائل لكل من رئيس الوزراء الأردني عمر الــرّزاز ووزيــر الأوقاف عبــد الناصر أبــو البصل تتعلــق بقرارات الســعودية الأخيرة بمــا يتعلق بالحج والعمرة للفلسطينيين في الداخل.

وجــاء في هذه الرســالة» فوجئنا قبــل أيام بقرار الســعودية بإلــزام الحجــاج والمعتمرين مــن العرب الفلســطينيين في الداخل بالحصول على رقم وطني دائــم ومن الــدول التــي يســكنون ويعيشــون فيها، وكذلك باقي القرارات التي جاءت بالإعلان السعودي حول مجمل قضية الحج والعمرة»، مؤكدين أن القرار يدعو للتســاؤل والاستغراب لأنه خرق للاتفاق الذي كان منــذ عــام 1978 وبموجبه ســمح العاهل الأردني الراحل الملك حســن بن طــال للعرب الفلســطينيين مــن الداخل بالقيام بفريضة الحج والعمرة بواســطة جــواز أردنــي مؤقــت، وكان هذا القــرار بالتنســيق وبموافقــة المملكة العربية الســعودية وقتها. وخلص النــواب العــرب للقول « نطلب مــن حضرتكم تكثيف الاتصالات مع المملكة الســعودية لمعرفة حقيقة الأمر وعمل كل ما يلزم لما فيــه مصلحة الحجاج ومصلحة شعبنا الفلسطيني .»

ويأتــي ذلك بعــد أن قررت الســعودية منــع دخول أراضيهــا بواســطة جوازات ســفر مؤقتة، وبمــا أنه لا توجد علاقات دبلوماســية بين إســرائيل والسعودية، فقــد أدى فلســطينيو الداخــل الحج والعمــرة منذ عام 1978 بواســطة الأردن وجــوازات مؤقتــة منهــا دخلوا فيهــا إلــى الســعودية، ومن ثــم يعيدونها إلــى الأردن بعــد عودتهم مــن أداء المناســك. وفي الأيــام الأخيرة، اكتشــفت لجنة الحج والعمرة، أن قادتها ممنوعون من دخول الســعودية بواســطة جوازات ســفر أردنية من أجل إعداد الزيارة لأولئك الذين تســجلوا لأداء مناسك العمرة.

وقال رئيــس لجنة الحج والعمــرة داخل أراضي 48 ســليم شــاعطة لـ «القدس العربي» إنه تبين من خلال الفحــص مــع وزارة الأوقــاف الأردنيــة أن الســلطات الســعودية قــررت حظــر اســتخدام جــوازات الســفر المؤقتة. وتابع «لم يتم طرح قضية الجواز الإســرائيلي من قبل الســعودية مع الجانب الأردني الذي من خلال مراجعتــه للاستفســار عن أســباب عــدم الموافقة على استصدار تأشيرات لوفد لجنة التنسيق من فلسطينيي 48، فــإن الجواب كان من قنصلية الرياض في عمان أن هنــاك تعليمات مــن جهات عليــا لعدم منح تأشــيرات لدخول الســعودية لمــن لا يحمل رقما وطنيــا أو جوازا مؤقتا.

ونقل عن مســؤولي وزارة الأوقــاف الأردنية قولهم إن القنصلية الســعودية في عمان لم ترد على أســباب عدم السماح لوفد لجنة التنســيق من الداخل وعددهم ثلاثة أشــخاص ممن تقدموا بطلبات تأشــيرة للســفر إلى الســعودية لمعاينة المســاكن والفنادق وإتمام كافة الإجراءات لعمرات الشتاء.

ووفقــا له، فــإن إجــراءات الدخول بواســطة جواز سفر مؤقت قائمة بشــكل مستمر منذ 40 عاما، وتخدم ســنويا حوالي 30,000 من حجاج فلسطينيي الداخل. ويضيــف: «ليــس لدينــا أي تفســير للوضــع، هنــاك الآلاف الذين ســجلوا وقد توجهنــا إلى كل جهة ممكنة للمســاعدة في هــذه القضية، ولكن للأســف لن يتمكن المسجلون من السفر.»

وتوجــه شــاعطة لرئيس لجنــة المتابعــة العليا في الداخل محمد بركة، ولنواب القائمة المشــتركة التوجه السلطات الأردنية وممارسة الضغط على السلطات في السعودية لإلغاء القرار. ونقل عن مسؤولين في وزارة الأوقاف الأردنيــة قولهم أمس إن القضية قيد المعالجة من قبل الجهات العليا في الوزارة، لكنه لم يتم التوصل إلى حل حتى الآن.

ويشــار إلــى أن القــرار يؤثــر، أيضا، على عشــرات آلاف الفلسطينيين الذين يحملون جوازات سفر أردنية مؤقتة، بمن في ذلك ســكان القدس الشــرقية والضفة الغربيــة وقطــاع غزة، ولكــن هؤلاء يمكنهم اســتخدام جواز ســفر فلســطيني. وامتنعت لجنة الحج والعمرة عن انتقاد الســعوديين علنــاً، لكن أوســاطا فيها وفي لجنة المتابعة العليا ترجح أن القرار يهدف إلى دراســة إمكانية دخول المســلمين من إســرائيل إلى الســعودية مباشــرة دون المرور عبر الأردن، كجزء من التقارب بين تل أبيب والرياض.

وردا علــى ســؤال أكــدت مصــادر في لجنــة الحج والعمــرة فــي الداخل أن هــذه الفرضية قــد أثيرت في المحادثات، لكن ليس لديهم معلومات لتأكيدها. وقالوا «نحــن نأمــل بشــدة ألا يصبــح المواطنــون المســلمون فــي أراضــي 48 رهائن بســبب القضايا السياســية.» وأوضــح شــاعطة أنــه وفقا لما أكــده وزيــر الأوقاف الأردنــي عبــد الناصــر أبــو البصــل، للمســؤولين في لجنة التنســيق لشــؤون الحج والعمرة داخل أراضي 48 خــال الاتصــالات الهاتفية أمس فإنــه «لغاية الآن لا يوجد قرار رســمي من الســلطات الســعودية بشأن قضية الجــواز الأردني المؤقت». وقــال إن وفدا أردنيا رفيعا برئاســة وزير الأوقاف الأردني وبمشاركة مدير عــام دائرة الحــج والعمرة، المهندس مجــدي البطوش، المنتدب سيغادر إلى الرياض وينقل مطالب مسلمي 48، بالإبقــاء على الوضع المعمول به باعتماد جواز الســفر الأردنــي. وقال رئيس العلاقــات الخارجية في القائمة المشــتركة النائب المحامي يوســف جباريــن لـ« القدس العربي» إن اشــتراط الرقم الوطني قرار إشــكالي لأن مثل هذا الرقم يعني عادة أن حامله هو مواطن أو ساكن دائــم في الدولة المعنية». وتابــع « هذا إلا إذا تم الاتفاق على ترتيبات خاصة بين الســعودية وبين الأردن حول الموضوع بتفاهم مع الطراف الإسرائيلي .«