Al-Quds Al-Arabi

حكومة ضد الشعب؟

-

بخلاف طلاقة مــريم أمجون في اللســان، لكونهــا تتحدث على سجيتها ووفق طفولتها البريئة، لوحظ أن رئيس الحكومة المغربية، ســعد الدين العثمانــي، كان مرتبكا وهو يجيب على بعض أســئلة محاوريه فــي برنامج تلفزيونــي خاص بثته القنــاة الأولى وقناة «ميدي 1 تي في» الأســبوع الماضي، ومن ضمن تلك الأســئلة سؤال حول قرار الحكومــة المغربية اعتماد التوقيــت الصيفي طيبة العام، وذلك بإضافة ساعة عن توقيت غرينتش.

والواقع أن الارتباك والارتجال هو ســمة العمل الحكومي ككل في المغرب. وجاء موضوع الساعة الإضافية مجرد مثال صارخ على ذلك. فطيلة أســبوع، كانت القنوات التلفزيوني­ة تبث إعلانا بعودة المغرب إلى توقيت غرينتش. وفجأة، انقلبت الأمور رأسا على عقب، وعقدت الحكومة اجتماعا اســتثنائي­ا لإقرار نقطة فريدة: عدم العودة نهائيا إلى التوقيت المعمول به انطلاقا من يوم الأحد الأخير من شهر تشرين الأول )أكتوبر(. ورغم أن رئيس الحكومــة علل ذلك القرار بموضوع الحفاظ على الطاقــة الكهربائية، فإن الرأي العــام المحلي لم يصدق هذا التبرير، واعتبر أن القرار جاء تكريســا لتبعية الاقتصاد المغربي للشركات الفرنسية التي يتعامل معها.

ومثلمــا هو الأمر بالنســبة لرئيس الحكومة المغربيــة، فإن وزير التعليم بدا محرجا وهو ينصت إلى تدخلات البرلمانيي­ن الذين أسهبوا في إبراز تأثير الســاعة الإضافية على الأســر وعلــى أبنائها الذين يتابعون تعليمهم في المدارس والثانويات. وقالت مستشارة برلمانية في الجلســة التي نقلها التلفزيون على الهــواء، إن الحكومة تتصور أن دورها هو أن «تتحكم في الشــعب»، إذ لا تستشــيره في القرارات التي تهمه. بيد أن ما ســكتت عنه المستشــار­ة أنها كات تتحدث إلى «محكومــة» لا إلى «حكومة»، فالقرار ليس بيدهــا، وإنما يُملى عليها إملاء. ولم يســلم وزير إصــاح الإدارة، هو الآخر، مــن التقريع في قبة البرلمان، حيث كشــف له أحد النواب تخبّط الحكومة في موضوع الساعة الإضافية، مستغربًا السرعة القياسية التي جرى الاتفاق فيها على القرار ونشره في الجريدة الرسمية خلال يوم عطلة، وهو ما لم يحصل مع القضايا التي تهم المواطنين في معيشهم اليومي!

لم يقتصر الاســتياء من الســاعة الإضافية على جلسات البرلمان، بل انتقــل إلى العديد من الســاحات العمومية وفضــاءات المدارس والثانويات، ولكــن الحكومة تعتبر ذلك «حالات معزولة» وليســت عامة، منتشية بقرارها التاريخي الذي يُرضي «ماما فرنسا» ويغضب الشعب!

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom