حول اقتراح معهد الأمن القومي الإسرائيلي لحل الصراع
مخطط يؤيد الانفصال السياسي الإقليمي والديمغرافي عن الفلسطينيين في يهودا والسامرة
■ في بداية تشــرين الأول/أكتوبر 2018، أطلق معهد بحــوث الأمن القومي مخططاً اســتراتيجياً للساحة الإســرائيلية ـ الفلسطينية، عرضت فيه توصيات للسياسة الإسرائيلية اللازمة في الوقت الحالي في هذا الســياق. وغاية المخطط هو تثبيت هدف مقصد دولة إسرائيل ـ يهودية، ديمقراطية، آمنــة وأخلاقية، ووقف الانزلاق إلــى واقع الدولة الواحدة الإســرائيلية ـ الفلسطينية، والتقدم في خطوات الانفصال سياسياً، وديمغرافياً، وإقليمياً، عــن الفلســطينيين، وتثبيــت واقــع دولتين في المســتقبل. وقد تم وضع المخطط على أساس بحث معمــق فحصت خلالــه بالتفصيل ســيناريوهات مختلفة بمعانيهــا المتنورة، وبالتعاطي مع البدائل المنافســة. وفي المباحثات التــي أجريت كجزء من البحث، شارك مســؤولون كبار سابقون في جهاز الأمن والخدمة العامة، وكذا شخصيات ذات تجربة شخصية في إدارة منظومة العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين على مدى السنين.
تضمن عرض المخطــط دعوة للجمهور للتعقيب عليه، ولفرحتنا أثار كشفه العلني اهتماماً، ورفعت إلينا العديد من الملاحظات المتنــورة. فإلى جانب العديد مــن الأصوات التــي أبــدت التأييد لأفكار المخطط، تلحــق أيضاً انتقــادات وملاحظات على الاتجاهات التي طرحت في إطاره. ولهذا فقد قررنا التعقيب والإيضاح لمواقفنا في المواضيع والمسائل المختلفة التي ركزت عليها ردود الأفعال. وهاكم مواقفنا من الادعاءات الأساسية: ادعاء: «المخطط هو «فك ارتباط ثان»
هذه المرة عن يهودا والسامرة» بالفعــل، فــي الجانب الفكــري، يؤيد المخطط الانفصال السياســي، الإقليمــي والديمغرافي عن الفلســطينيين في يهودا والســامرة. أمــا عملياً، فالتنفيــذ ســيكون مختلفاً من حيــث الجوهر عن عملية فك الارتباط عن قطاع غزة. فالضعف الأكبر لفك الارتبــاط عن القطــاع كان في تــرك المنطقة للإرهــاب، في ظــل العودة إلى حــدود 4 حزيران 1967 دون أي مقابــل من الطرف الفلســطيني. أما في المخطط الــذي بلوره المعهد، ففضــًا عن أنه لا يتضمن إخلاء للمســتوطنات ونحــن لا نعود إلى «الخــط الأخضر»، ســيبقي الجيش الإســرائيلي في يده حرية العمــل العملياتيــة والمتواصلة في كل المنطقــة والســيطرة الحصرية علــى الرواق الأمني ـ في غــور الأردن والمعابر )بخلاف محور فيلادلفيا( من أجل منع تهريب الوســائل القتالية، وتســلل الإرهابيــن والمحافــل المتطرفــة، ونمو بنية تحتيــة للإرهاب، وكذا لغــرض تنفيذ معركة متواصلة لإحباط الإرهاب. إضافــة إلى ذلك، فإن المخطط سيحفز السلطة الفلسطينية على مواصلة التنســيق والتعاون الأمني مع إسرائيل، ولا سيما ضد الإرهاب بشــكل عام وحماس بشــكل خاص. كما يتضمن المخطط خطة اقتصادية لتحسين البنى التحتية ونســيج حياة الســكان الفلسطينين في يهودا والســامرة، انطلاقاً من الفهم بأن التحسين سيكون عامل استقرار يهدئ المنطقة.
إضافة إلى ذلك، بخــاف فك الارتباط عن غزة، الذي كان خطوة إسرائيلية من طرف واحد، يقترح المخطط توســيع دائــرة التعاون، ليــس فقط مع السلطة الفلســطينية بل وأيضاً مع مصر والأردن وباقي الدول العربية البراغماتية. فالدور الخاص لها في إطار المخطط هو دعم الســلطة الفلسطينية سياســياً والمســاعدة في بنــاء قدرات مســتقلة وناجعة وبالتوازي منح إسرائيل المقابل الذي يجد تعبيره في توثيــق العلاقات والتعاون بينها وبين إسرائيل. فحوصات أجريت في العواصم العربية وفي أوســاط محافل بــارزة في الأســرة الدولية أظهرت بأن هؤلاء وأولئك مستعدون للمساعدة في تنفيذ المخطط، لأنه يفتح إمكانية لتسوية سياسية في المستقبل ويقوم على أساس التقدير العاقل بأن ميل الانفصال ســيخلق الظروف الملائمة والأجواء السياســية الإيجابيــة. وعليــه، فإنــه يفترض بالأطــراف ذات الصلــة أن تكون لهــا مصلحة في تأييده والتعاون معه.
وبالنســبة للخطوات الإســرائيلية المســتقلة ـ تنفيــذ خطــوات المخطــط حتى في ظــل غياب توافق أو تعاون من جانب الســلطة الفلســطينية ـ نعتقد أنه يجب اتخاذ خطــوات تدفع إلى الأمام بالانفصال السياســي والإقليمي والديمغرافي عن الفلســطينيين، ولا يكون فيها خطر أمني، لغرض تخفيض الســيطرة الإســرائيلية المباشــرة على السكان الفلســطينيين. يدور الحديث عن مصلحة إســرائيلية جوهريــة، غايتهــا تعزيز إســرائيل وضمــان أمنها على مــدى الزمــن. وبالتالي، على إســرائيل أن تدفع إلى الأمام بهذه الخطوات حتى بشــكل لا يرتبط باســتعداد الآخرين لتأييدها أو العمــل بموجبها. نشــدد هنا علــى أن مجموعات العمل التي عقدناها مع محافل فلســطينية أفادتنا بأن إبداء التصميم الإســرائيلي على تحقيق واقع الكيانين السياســيين المنفصلين والواضحين، إلى جانب تأييــد عربي ودولي في اتجــاه هذا العمل، سيشــجع الســلطة الفلســطينية على تبني نهج إيجابي نحوه.
ادعاء: «المخطط يتضمن تنازلات إسرائيلية ـ فلسطينية بدون مقابل» مراجعــة شــاملة لجملة واســعة مــن البدائل السياســية للساحة الإســرائيلية ـ الفلسطينية، مقابل السيناريوهات المستقبلية المحتملة، أظهرت بــأن البديــل الوحيد الذي ســينجو مــن معظم الســيناريوهات ويضمن تحقيق الهدف من دولة إســرائيل ـ يهودية، ديمقراطية، وآمنة وأخلاقية ـ هو ذاك الــذي يدفع إلى الأمــام الانفصال لخلق واقع مــن دولتين. في أثنــاء العمــل توصلنا إلى مفاهيم أخرى، منها: «من أجل ضمان أمن إسرائيل على مدى الزمن، ثمة حاجة إلى ســلطة فلسطينية مســتقرة، تؤدي مهامها ومســؤولة. وعليه، فإن المخطط يقترح خطوات يمكنها أن تساعد في تعزيز قدرة الحكم والأداء للســلطة الفلســطينية. فأحد أســباب الجمود المتواصل في الساحة الإسرائيلية ـ الفلسطينية هو الفكرة الســائدة بأنه هناك بين إسرائيل والفلســطينيين «لعبة نتيجتها الصفر،» أي أن ربح طرف ما معناه خســارة طرف آخر. أما عملياً فالوضع معاكس، بمعنى أن خســارة طرف ما هو أيضاً خســارة الطرف الآخر. فضلاً عن ذلك، فإن إســرائيل التي هــي اليوم في موقــع قوة بلا منازع، يمكنهــا أن تعمل على أن تخرج رابحة وكذا الطرف الآخر أيضــاً. في يدها جملــة من الأدوات الغنية والمركبة، ومن خلالهــا يمكنها أن تدفع إلى الأمام بالواقع المرغوب فيه من ناحيتها، كي تضمن مســتقبلها وأمنها وفي نفس الوقت تحسن شروط حياة الفلسطينيين.
إن تبنــي المخطط وتنفيذه، حتــى وإن لم يكن بكامل نطاقه، ســيؤدي إلى تغييــر في الميل القائم وينتج لإســرائيل فضائــل عديدة منهــا: تثبيت الفكرة التأسيســية لدولة يهوديــة ـ ديمقراطية، آمنــة وأخلاقيــة؛ وأخذ المبــادرة لتصميــم واقع سياســي ـ أمنــي محســن، فــي ظل اســتغلال الفضائل الاســتراتيجية لإســرائيل؛ والتقدم إلى الأمام بانفصال سياســي عن الفلسطينيين في ظل تخفيــض العبء الديمغرافي وتقليص الســيطرة على السكان الفلســطينيين؛ ومنح الأمن لمواطني الدولــة؛ وتحســن المكانــة الإقليميــة والدولية لإســرائيل؛ وتحقيــق القــدرة الكامنــة للتعاون مع الــدول العربية البراغماتيــة؛ وفتح إمكانيات سياسية مســتقبلية تتجاوز واقع الدولتين، اللتين تعيشان بسلام وأمان الواحدة إلى جانب الأخرى.
ادعاء: «هذا تجميد للبناء في المستوطنات المنعزلة »
نعم، هذا جزء من الخطــة. يأتي هذا بالتوازي مــع اســتمرار البنــاء في الكتــل الاســتيطانية وتحديدها كأرض حيوية لإســرائيل في كل وضع مســتقبلي. والهدف متداخل؛ عــرض تصميم على التقدم نحــو واقع الانفصــال، وتقليص الاحتكاك والتعقيدات التي مصدرها توســيع الاستيطان في قلب الأراضي الفلسطينية، وهذا في ظل ترك مجال لتواصــل إقليمي فلســطيني. ومع ذلــك، لا يتجه المخطــط لإخلاء مســتوطنات. فالحديث يدور عن مســألة يحتاج البحث فيها إلى شــيء ما، وعندما تجري مفاوضات على تسوية شــاملة مع السلطة الفلسطينية.
ادعاء: «المخطط هو في الواقع «إدارة النزاع»، سيثبت عملياً الوضع المعرف اليوم كمؤقت»
أولاً، يعتقــد المخطــط أن السياســة التي على إســرائيل أن تتبناها هي سياســة تعلن بوضوح بأنهــا تتطلــع لأن تصل فــي المســتقبل إلى حل الدولتــن للشــعبين وتفضل العمل على تســوية شاملة وتسويات انتقالية مع الفلسطينيين، ولكنها ستبدأ بالعمل على تصميم واقع الانفصال حتى إذا رفض الفلسطينيون التعامل مع الخطوات في هذا الاتجاه.
المخطــط يحــرم الفلســطينيين مــن «إمكانية الفيتــو» على ما يجري في ســاحة النــزاع، وإلى جانب ذلك يتحدى فكرة «إما كل شيء أو لا شيء».
ثانياً، الفرضية الأســاس لمؤيــدي إدارة النزاع هي أن الوضــع الحالي، المعرف كـــ «وضع راهن» هــو قابل للثبات ويمكــن الإبقاء عليــه على مدى الزمن. من الســيناريوهات التــي فحصت تبين أن الوضع الحالي ليس وضعاً راهناً )ستاتوس كو(، بل تشــكل انزلاقاً بطيئاً وثابتاً إلــى واقع الدولة الواحــدة. معنى آخــر للوضع الراهــن هو تخلي إسرائيلي عن أخذ المبادرة لأن تصمم لنفسها واقعاً استراتيجياً محسناً، وهي فقط ترد على الخطوات التي تجري في المحيط الفلسطيني والإقليمي.
إذا واصلت إســرائيل المراوحة في المكان، على أســاس التقدير بأن الوضع القائــم أفضل من أي مبادرة وأخــذ الريادة، ففي المســتقبل ـ في ضوء الميول الحالية لتعميق الســيطرة الإسرائيلية على الأرض، وعلى رأسها مبادرات ضم المناطق وإحلال القانون الإســرائيلي في يهودا والســامرة، وكذا التراجع في ثقة الجمهور الإسرائيلي والفلسطيني على حد ســواء بمجرد القدرة علــى تحقيق فكرة الدولتين ـ فإنها ســتعلق في «ورطة» لن تســمح لها بالانفصال عن الفلســطينيين، حتى لو اختارت إســرائيل في المســتقبل عمل ذلك. المعنى سيكون وجود كيان سياســي واحد سيكون بالضرورة إما لا يهودية أو لا ديمقراطية.
وبالتالي، فإن المخطط يقترح سياسة وخطوات هدفهــا تغيير الميل الحالــي، للعودة إلــى الفكرة الصهيونية في المبادرة والسعي الدائم نحو تثبيت الدولة اليهوديــة والديمقراطية، والتحرك باتجاه الانفصــال. المخطــط لا يقتــرح «إدارة النزاع» بل بالعكس، يبادر ويسعى نحو تغيير الواقع.
نحن لا نتجاهل المصاعب المتوقعة على الطريق وللفــوارق فــي المناهــج والمواقف بين إســرائيل والفلســطينيين. العكس هو الصحيح. وبالتالي، فإننا نتبنى التقدم وفقاً للمخطط المقترح بخطوات مدروســة ومراقبة. هكذا مثلاً، فــي الواقع الحالي لا يمكن وقــف حرية العمــل العملياتيــة للجيش الإســرائيلي فــي كل المنطقــة غربي نهــر الأردن ونقل المســؤولية الأمنية إلى أجهزة أمن الســلطة الفلســطينية. وعليه فإن المخطط يتضمن الإبقاء على الســيطرة الأمنية للجيش الإسرائيلي في كل المنطقة، ولكن مــع التطلع إلى تقليــص الاحتكاك بينه وبين السكان الفلسطينيين. بلورنا في المخطط خطوات تستشــرف المســتقبل، ونسعى لأن نضع اليوم الأساسات التي تســمح بالتقدم في الحلول للمسائل القائمة بين الطرفين.
الادعاء: «المخطط يتملص من المسائل الجوهرية للنزاع» بالفعل، المخطط لا يعنى بحل النزاع، بل برســم طريق يســمح لاحقاً بالوصول إلــى توافقات بين الطرفين، بل وإلى علاقات ســام. لا يعالج المخطط مسألة اللاجئين الفلسطينيين، ومع ذلك يعتقد بمنع عودتهم إلى أراضي إسرائيل في المستقبل. وتتشدد فيه المصالــح الأمنية، والإقليمية والاســتيطانية، وحفظها وتثبيتها في إطار تنظيم متجدد للمناطق في الضفــة الغربية. أما لنســبة للقدس، فيتضمن المخطــط خطــوات ســتكون ممكنــة إذا مــا نفذ مستوطنات إسرائيلية بالتعاون مع السلطة الفلســطينية. ثلاث درجات في هذا الســياق: 1. حفظ الوضــع القائم، في ظل تعزيز السيادة الإســرائيلية في الأماكن الحيوية لإسرائيل، ولا سيما في الحوض التاريخي؛
2. نقــل الأحيــاء والقرى التي خــارج الجدار الأمني لإدارة السلطة الفلسطينية؛
3. إقامــة ســلطة بلديــة منفصلــة لمتروبولين شــرق القدس )لا تشــمل البلدة القديمة، ومدينة داوود، وجبل الزيتون، والشيخ جراح، والأحياء اليهودية(، بإدارة ســكان شــرق القــدس، ولكن بســيادة إســرائيل ووزارة الداخلية. هكذا تحدد إســرائيل أن هناك في المســتقبل، وفي إطار اتفاق شــامل الســلطة البلدية الجديدة التي ســتقام ـ ميتروبولين شــرق القدس ـ يمكنها أن تنتقل إلى السلطة الفلسطينية.
ادعاء: «ليس في المخطط ما هو جديد، فهو يطرح أفكاراً وحلولاً سبق أن عرضت في الماضي»
جــزء مــن الأفــكار المركزيــة فــي المخطــط والاســتنتاجات التــي تلخصــه بالفعل ســمعت فــي الماضي. ولكــن الجديد هو في دمج مســارات عمــل مختلفة وعرض مبادئ لخطــة قابلة للتنفيذ بوســعها أن تتحقق، وإلا تبقى فكــرة نظرية. في الســنوات الأخيرة أعرب كبار رجالات جهاز الأمن في الماضي ـ رؤســاء أركان، ورؤســاء الموســاد والألوية العســكريون ـ عن قلق من نشــوء واقع من عدم القدرة للانفصال عن الفلســطينيين. على أســاس تجربتهم كثيرة السنين يؤمنون بأنه ومن أجل ضمان أمن ومستقبل إســرائيل، يجب العمل على الانفصال عن الفلسطينيين.
الجديد الفكــري المركزي الذي فــي المخطط هو أنــه لا يتوجه إلى ذات المســار الذي جــرب المرة تلو الأخــرى دون نجــاح من قبــل المؤيدين لحل النزاع ـ المفاوضات المباشــرة بين الطرفين بهدف الوصول إلى اتفاق شامل في كل المسائل الجوهرية )الترتيبــات الأمنية، القــدس، اللاجئين، الحدود الدائمة، مســتقبل المســتوطنات، نهاية المطالب(. في المســتقبل المنظور لا يمكن الوصــول إلى اتفاق شــامل دفعة واحدة، إذ إن الطرفين ليسا ناضجين والظروف على الأرض لا تسمح بذلك. لهذا السبب، فإن أخذ المبادرة فقــط وتنفيذ خطوات الانفصال، حتى قبــل أن يتحقق اتفاق، ســتضمن طابع دولة إســرائيل وتســمح لها بأن تصمم لنفســها واقعاً مؤيداً لمسيرة سياسية ناجعة في المستقبل.
يدمج المخطط الفضائل التي في مسارات العمل الثلاثة ـ مســار المفاوضات الذي ســيجد تعبيره في التسويات الانتقالية، التي هي اتفاقات جزئية وأحياناً موضعية، تبعــاً للمنطق في أن كل توافق في أثناء المفاوضــات يطبق فوراً )بخلاف الصيغة الفاشلة التي تقول لا يتفق على شيء طالما لم يتفق على كل شــيء(، وأحياناً تكون هذه تفاهمات في إطار التنســيق والتعاون مع السلطة الفلسطينية )خطوات يمكن التســليم بها، ولكن لســنا ملزمين بالتوصل إلــى اتفاق موقع(؛ وبالتــوازي يجري مســار مع الغلاف الإقليمي، يوفر شرعية للطرفين، إلى جانــب إعطاء ضمانــات وتطمينــات للتقدم السياســي ومساعدة الســلطة الفلســطينية في المجالات الاقتصاديــة والصناعية؛ فــي كل حال، ســتبقي إســرائيل في يدها القدرة على التقدم في واقــع الانفصال في مســار الخطــوات الذاتية كي تثبت جديــة نواياها لخلق الظروف التي تســمح لاحقــاً بالتقدم نحــو انفصال متفــق عليه، وذلك في ظل ســحب إمكانيــة الفيتو الفلســطيني على الخطوات التي في نظر إســرائيل تخدم مصالحها السياسية والأمنية الصرفة وبعيدة المدى.