Al-Quds Al-Arabi

132 قتيلا في معارك الحديدة... وفرار نحو نصف مليون يمني من المدينة

الجيش يحاصر مئات الحوثيين في صعدة... والنرويج تجمّد تراخيص معدّات عسكرية إلى السعودية

- صنعاء ـ «القدس العربي» من أحمد الأغبري ووكالات:

أعلنت قوات الجيش الوطني الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي، أمــس الجمعة، «فرض حصــار محكم على المئات من عناصر ميليشــيا الحوثــي في مواقــع تمركزهم فــي جبهة مران غربي محافظة صعدة شمالي البلاد».

ونقل موقع الجيش «ســبتمر نت» عن مصدر ميدانــي في اللــواء الثالث عروبــة قوله: «إن قــوات اللواء نفذت خلال الأيــام الماضية، أكبر عملية التفاف ناجحة على مواقع ومناطق تمركز ميليشيا في منطقة مران».

وأفاد المصدر بأن العملية «أســفرت عن مقتل وإصابــة أكثر مــن 200 من عناصر الميليشــي­ا، فيما يحاصر الجيش المئــات من الانقلابيي­ن في مواقع تمركزهم». كما اشتدت حدة المعارك أمس الجمعة في مدينة الحديدة، التي هاجمتها قوات الحكومة اليمنية من الشرق والجنوب، مدعومة بطلعــات جوية مــن قوات التحالــف العربي، لاســتعادت­ها مــن ســيطرة الحوثيين، وســط تحذيرات دوليــة وقلق أممــي. وقالت مصادر يمنية فــي تصريحات لـ«القــدس العربي» إن القوات الحكومية «سيطرت اليوم )أمس( على مستشــفى 22 مايو الذي اعتلى سطحه قناصة حوثيون قبل يومين».

وأعلنت النرويج أمس الجمعــة أنّها جمّدت إصدار تراخيص جديدة لتصدير معدّات دفاعية إلى السعودية، وذلك على خلفية الحرب الدائرة في اليمن و«التطوّرات الأخيرة» في المملكة.

وتحدث المجلس النرويجي للاجئين في بيان أمــس )الجمعة( عن المخاطر المحدقة بالســكان فــي مدينة الحديدة/ غربي اليمن، التي تشــهد تصعيــدا قتالياً منذ مســتهل تشــرين الثاني/ نوفمبــر الجاري بين قوات الحكومة الشــرعية مســنودة بتحالــف بقيادة الســعودية، وبين قوات جماعة «أنصار الله» (الحوثيين(.

وحصدت المعارك الدائرة في مدينة الحديدة في غــرب اليمن بين القــوات الموالية للحكومة والمتمرّديــن الحوثيين، الذيــن يحاولون وقف تقدّمها، 132 قتيلاً خلال 24 ساعة، غالبيتهم من الحوثيين، في مؤشّر على اشتداد ضراوة القتال في المدينة الساحلية.

إلى ذلك، عبرت المفوضية الســامية لشؤون اللاجئــن عــن قلقها بشــأن مصير عــدد غير معلوم من الســكان حاصرهم القتال الأخير في الحديدة. وقالت المتحدثة باسم المفوضية شابيا مانتو في إفادة صحافية «في مؤشــر على مدى صعوبة الوضع اضطر نحو 445 ألف شــخص من محافظة الحديدة للفرار منذ يونيو /حزيران وفقا لبيانات الأمم المتحدة.»

حذر عدد من المنظمات الدولية من تداعيات الوضع الإنساني الحرج الذي يعيشه الناس في اليمن جراء الحرب المســتعرة هناك منذ أكثر من ثلاث ســنوات. وتحدث المجلس النرويجي للاجئــن في بيان أمس )الجمعة( عــن المخاطر المحدقة بالســكان في مدينة الحديدة/ غربي اليمن، التي تشهد تصعيد قتالياً منذ مستهل تشــرين الثاني /نوفمبر بين قوات الحكومة الشرعية مســنودة بتحالف بقيادة السعودية وبين قوات جماعة «أنصار الله» (الحوثيين(.

وقال محمــد عبدي، المدير القطــري للمجلس في اليمن إن «الحديدة عُرضة لخطر الطمس. لقد حذرنا المجتمع الدولي من أن الهجوم على المدينة قادم، وقد حدث ذلك. لقد حذرنا من أن العنف سيؤدي إلى فرار نصف مليون شــخص آخر من ديارهم». وتابع «إننا نحذر الآن من أنه من خلال الســماح باستمرار ذلك، فإن أطــراف النزاع وداعميهم الدوليين ســيكونون مســؤولين عن وفــاة وإصابة ومعانــاة الملايين من الناس.

وأوضح «إن التكلفة الإنسانية لهذه الحرب تبلغ حوالي 3 مليارات دولار هذا العام وحده، لكن التكلفة التي تتحملها البشرية لا تقدر بثمن.

وقال «الهجمات على المدنيين لا معنى لها، والدليل على ذلك وجود ســكان جائعين، ونداءات يائسة من الشهود في المجال الإنساني لم تفعل سوى القليل من التعازي من مجتمــع دولي كان من الممكن أن يتجاوز المعوقــات منذ فترة طويلة، كمــا أن عدم التحرك من جانب الولايــات المتحدة والمملكة المتحدة، على وجه الخصوص، أمــر غير معقول على الإطلاق، على حدد تعبير البيان.

وأشار بيان المجلس إلى «أنه بعد مرور ثمانية أيام من تجدد الهجوم على مدينة الحديدة، يقوم المدنيون بالإبلاغ عن غــارات جوية لا هــوادة فيها وتحليق منخفض لطائــرات هليكوبتــر من طراز أباتشــي وإطلاق قذائف هاون وصواريخ على مشارف البلدة وعلى بُعد 5 كيلومترات من الميناء الرئيس للبلاد.

وذكر البيــان «أنه قُتل مــا لا يقل عــن 18 مدنياً وجــرح 17 آخرين جراء القصف الجــوي والمدفعي والألغام الأرضية في محافظتي الحديدة وحجة يوم الأربعاء المنصرم، بعد عدة أيام من الضربات المكثفة والقصف على المزارع والمصانع والشاحنات والمنازل والأسواق في عدد من المحافظات»..

في السياق قالت منظمة مساعدة المسنين الدولية «إن حيــاة كبار الســن المعرضين لخطــر الحرب في اليمــن تجعلهم يكافحــون للحصول علــى الطعام والدخل والأدوية».

وقالت المنظمة، في بيان أمس )الجمعة(، إنه «على مدى السنوات الثلاث الماضية أوقعت الحرب الأهلية مئات الآلاف من الضحايا المدنيين ودمرت الكثير في مقــدرات البلاد، وهي الآن واحدة مــن أكبر الأزمات الإنســاني­ة في العالم حيث يعتمد 14 مليون شخص في اليمن بالكامل على المســاعدا­ت من أجل بقائهم». وحســب البيان، فإن حجم الكارثــة يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان حصــول جميع المتضررين لحقوقهم في المســاعدة الإنسانية والحماية ويشمل ذلك كبــار الســن، «الذين يمكن أن يكونــوا من بين أكثر الفئات ضعفا خلال الصراعات إذا لم يتم تقديم الدعم المناســب». وأكــدت المنظمة «ان كبار الســن والأشــخاص ذوي الإعاقات هم أكثر عرضة للتخلف عن الركــب عندما يفرون من النزاع وأن أولئك الذين يهربون من المحتمل أن يواجهوا عقبات في الوصول إلى المعلومات والخدمات، وغالباً ما يتم تجاهلها من قبل الحكومة والخدمات الإنسانية .»

وحددت عــدداً من التحديــات العاجلة من خلال تقييــم لوضع كبار الســن في محافظــة حضرموت شــرقي اليمــن، حيث أن 95 فــي المائة من النســاء والرجال الأكبر ســناً لا يســتطيعون الحصول على أي دخــل؛ و2 ٪ مــن النســاء و3 ٪ مــن الرجال يستطيعون شــراء الأدوية التي تمس الحاجة إليها، و50٪ من النساء المسنات و60٪ من الرجال الأكبر سناً الذين شملهم المسح لم يتمكنوا من الوصول إلى الرعاية الصحية.

وقدرت المنظمة أن 1.65 مليون مســن معرضون للخطر ويحتاجون إلى المساعدة الإنسانية هناك.

وأكدت أن الحل السياســي الشــامل الذي يؤدى إلى ســام دائــم في اليمن هــو أمر حاســم. داعية المتورطــن في النــزاع والذين يؤثــرون عليهم إلى الالتــزام بالقانون الإنســاني الدولــي، مما يضمن عدم وقــوع هجمات ضد المدنيــن أو البنية التحتية الأساسية مثل المستشفيات.

 ??  ?? حشود موالية للحكومة اليمنية في الضواحي الشرقية للحديدة أمس
حشود موالية للحكومة اليمنية في الضواحي الشرقية للحديدة أمس
 ??  ?? مقاتلون مؤيدون للحكومة اليمنية شرق الحديدة
مقاتلون مؤيدون للحكومة اليمنية شرق الحديدة

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom