Al-Quds Al-Arabi

جنبلاط يتهم بشار الأسد بالسعي للانتقام من «بقايا 14 آذار»: هل المطلوب تمثيل اللواء علي مملوك؟

جدّد التأكيد أنه لن ينهي حياته السياسية بتسوية مذلة ويفضّل الموت مرتاح الضمير

- بيروت – «القدس العربي» من سعد الياس:

اتهم رئيس الحزب التقدمي الاشــتراك­ي النائب الســابق وليد جنبلاط «الرئيس الســوري بشــار الأســد بالســعي إلى الانتقام من الذيــن عارضوه في لبنــان»، وأعاد التأكيــد أنّه «لــن ينهي حياته السياســية بتســوية أخرى مع الأســد، لأنه يريد الموت مرتــاح الضمير ولــن يتورّط فــي المزيد من التســويات المذلّة التي تدمّر تراثــه الوطني وتراث كمال جنبلاط».

وفي حديث إلــى صحيفــة «الجمهورية» لاحظ جنبلاط «انّ النظام السوري اســتعاد جزءاً كبيراً من قوته بفعل الدعم الايراني والروســي، وهو الآن ســيحاول الانتقام من الذين عارضــوه في لبنان، مَدفوعاً من حقده عليهم، وربما سينتهي المطاف إلى إعادة وضع البلد تحت مظلة الوصاية الســورية». وقال « بعد سنتين سنحتفل مع الفرنسيين بالذكرى المئوية لتأسيس لبنان الكبير، ولكن لا أعرف إذا كان سيصبح حينها ولاية ملحقة بطرطوس او باللاذقية )ضاحــكاً)». واضاف الزعيم الدرزي مبتســماً «اذا أحبّ اللبنانيــ­ون، يمكنهم ان يختاروا أين يقيمون، لأنّ قسماً من لبنان سيكون في طرطوس، امّا القسم الآخــر فيمكن ان يكــون في «عبدان» علــى البحر، واللبنانيو­ن يحبّون البحر. صحيح انّ هناك تلوثاً، لكــن ما زالت توجــد بعض الشــواطئ اللطيفة في صور، شكا عمشيت، والبترون».

وتابع «بشّــار لــن يتــرك لبنان ولن ينســاه، والســوري يعود ويريد الانتقام مجــدداً من بقايا 14 آذار، هــذا اذا كان هنــاك بقايــا، والباقي منهم واحد فقط هو فارس ســعيد، وهــؤلاء الجبناء في البريستول يمنعونه من عقد مؤتمر. علماً، والحقيقة تقال، انّ مرحلة «البريستول» هي تراث. فهل يخجل أحد من تراثه؟».

واعتبر «أن الســوري انســحب أصــاً بضغط أمريكي وفرنسي وســعودي ومصري، لكنّ أدواته بقيت وعدّة الشــغل ظلت تعمل. فاستشــهد سمير قصير وجورج حاوي ووليد عيدو وجبران تويني، وحاولوا اغتيال مي شدياق، واستمر المسلسل عدة ســنوات لاحقة...».ورفض جنبلاط «إنهاء حياته السياســية باعتماد الواقعية المقيتة في التعامل مع النظام السوري، على حســاب كرامتنا الشخصية والوطنية»، قائلاً «ســبق لنا ان أجرينا تسوية معه بعد استشــهاد الزعيم كمال جنبــاط، وكذلك بعد استشــهاد الرئيس رفيق الحريري وسقوط شهداء 14 آذار، وأعتقد ان هذا يكفي».

ورأى «انّ الثورة الســورية دفعت ثمن الأخطاء والتآمر»، مشــيراً إلى انه «كان ينبغي دعم الجيش الحر وتوحيد المعارضة الوطنية، ولكن الذي حصل انه جرى دعم مجموعات وتنظيمات إرهابية حَرفت الثورة عن مسارها، ثم وصلت المؤامرة إلى أقصاها مع فتح الحدود امام حشــود «داعش» التي أتت من فرنسا وانكلترا والمانيا وتونس والخليج. وقد نجح بشــار في توظيف هذا العامل المشــبوه ليستمر في السلطة على قاعدة: أنا أو «داعش». وللأسف، دخل العالم في اللعبة ايضاً وصدّقها».

ويشير إلى انه «من المستغرب كيف انّ «داعش» يظهر فجأة ثم يختفي فجأة، إضافة إلى الســماح له بالانتقال عبر الباصات المكيّفة، مُســتنتجاً انّ هناك ســراً كبيراً وراء «داعش» الذي احتــلّ فجأة ثلاثة أرباع ســوريا والعراق «وما حَدا شــافو، وبعدين تبَخّر.. كأنه مثل المغَيّطَة، وهو اليوم يتجدد في دير الزور بعدما تَبخّر... شي غريب».

ولفت إلى «انّ لبنان بات معطلاً بفِعل سياســات بشار الاسد وايران وامريكا»، داعياً «الى الفصل بين ضرورات تشكيل الحكومة لمعالجة هموم اللبنانيين، المتعلقــة بالمياه والكهربــا­ء والنفايات والفســاد، وبين الصراع الاممي الكبير والحســابا­ت الاقليمية والدولية المعقــدة». وفيما أكــد أن «لا عقدة درزية أساســاً»، تمنى « ان يتفهّم حزب اللــه دقة الوضع ويتخلى عن مطلب توزير النواب الســنّة الســتة، وليد جنبلاط خصوصاً انّ وزيــراً بالزائد او بالناقص لا يقدّم ولا يؤخّر بالنسبة إلى الحزب الذي يملك النفوذ الأقوى والقدرات الأكبر»، ومتسائلاً: «هل المطلوب أن يكون هناك تمثيل وزاري للــواء علي المملوك في الحكومة اللبنانية. لاســيما انه يوجد بين هؤلاء النواب من هو مُقرّب جداً إلى المملوك الذي صدرت بحقه أخيراً مذكرة توقيف فرنسية ؟».

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom