في جمعة «مسيراتنا مستمرة» مواجهات محدودة وإصابات قليلة
الفعاليات تشهد هدوءا نسبيا للأسبوع الثاني
ســجلت «مخيمــات العــودة الخمســة» مواجهات بين المتظاهريــن الذين شــاركوا في إحيــاء الجمعة الـــ 33 لـ «مســيرات العودة»، التي حملت اسم «مسيراتنا مستمرة»، أســفرت عن وقوع إصابات قليلة، غير أن حجم المواجهات، كان أهدأ بكثير من تلك الفعاليات التي ســادت خلال الفترة الماضية، وذلك بناء على تفاهمات التهدئة التي أرســيت من خلال وســاطة مصرية، تشــمل تخفيف الحصار في المرحلة الأولى.
ولم يقترب المشــاركون بأعداد كبيرة، في فعاليات الأمس التي شــهدتها الحدود الشــرقية لقطاع غزة، من الســياج الحدودي، في ثاني جمعة من هــذا النوع. وتجمعت الأعداد الكبيرة من أهالي قطاع غزة، في الخيــام المقامة في المناطق الخمس، ورفــع بعضهم أعلامــا فلســطينية ولافتات تؤكد اســتمرار الفعاليات الشــعبية، وذلك وفق التعليمات التي أعطتهــا الهيئــة الوطنية العليا لمســيرات العودة وكســر الحصار.
وبالرغم من «الاحتجاج السلمي» الكامل، على حدود غزة الشرقية، الذي جاء كثمرة لتفاهمات إعادة الهدوء، إلا أن تلك المناطق ســجلت مواجهات محدودة بين الشبان المتظاهرين وقوات الاحتلال، التي أبقت على أفراد القناصة ومعدات قمع المتظاهريــن على طول الحدود، تحســبا لوقوع صدامات أو أي أحداث طارئــة. وأطلقت قوات الاحتلال النار والرصاص المطاطــي وقنابل الغــاز بكثافة تجاه تجمعــات للمواطنين المشاركين في الفعاليات، ما أدى إلى وقوع إصابات.
طائرات استطلاع مجددا في سماء غزة
وذكــرت وزارة الصحــة أن عددا من الشــبان أصيبوا بالرصاص الحي. واستبقت قوات الاحتلال فعاليات أمس بإطلاق طائراتها الاســتطلاعية «بدون طيار» فوق أجواء قطاع غزة، بعد أن كانت قد ســحبتها منذ مطلع الأســبوع، عقب حالة الهدوء التي شــهدتها حدود القطاع الجمعة قبل الماضية، حيث نجحــت وقتها الجهود المصريــة في إعادة العمل باتفاق وقف إطلاق النار.
وأثبتت حالة الهدوء التي شهدها الميدان الشرقي لقطاع غزة خلال الأيــام الماضية، صمود التفاهمــات التي جرت بوســاطة مصرية وطبقت أولى خطواتها يوم الجمعة قبل الماضــي، بعد جولات عــدة أجراها وفد أمنــي مصري بين غزة وتل أبيب. والمتوقع أن تفضي إلى مزيد من التفاهمات وتطبيقها علــى الأرض، بما يقود إلى إنهــاء حصار غزة، وتطوير اتفاق وقــف إطلاق النار الذي يجــري العمل به حاليا، والموقع منذ عام 2014.
يشــار إلى أن ســكان غزة اعتادوا منــذ بداية انطلاق فعاليات «مســيرات العودة» في30 مــارس/ آذار الماضي، على تنظيم فعاليات شعبية كانت بالعادة تشهد مواجهات حامية، باقتراب المتظاهرين من الســياج الفاصل، والعمل علــى قطع أجــزاء منه، مع اســتمرارهم في المشــاركة في «فعاليات مســاندة» لتلك التظاهــرات، تمثلت في إطلاق «الطائرات الورقية والبالونات الحارقة» وتنظيم فعاليات لـــ «وحدات الإرباك الليلي»، التي كانــت تعمل على إرباك جنود الاحتلال والإســرائيليين القاطنين علــى مقربة من الحدود.
ولم يســجل منذ يــوم الجمعــة قبل الماضيــة، إطلاق «البالونــات الحارقة»، التي كانت تحــدث حرائق كثيرة، كما توقف عمل «وحدات الإرباك الليلي»، التي كانت تشكل إزعاجا كبيرا لجنود الاحتلال.
ومن المتوقع أن تدوم حالــة الهدوء على حدود غزة، مع اســتمرار التطبيق الفعلي لاتفاق إعادة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، والتفاهمات الجديدة التي توصل إليها الوفد المصري، خــال الأيام الماضية، وتشــمل تنفيذ مشــاريع إغاثية عاجلة لسكان غزة، ودفع رواتب الموظفين، وتحسين وضع الكهرباء.
وبالرغم من الهدوء المســجل إلا أن قوات الاحتلال قتلت منذ ذلــك الوقت فلســطينيين، لدى اقترابهمــا من منطقة السياج الحدودي الواقع إلى الشرق من وسط قطاع غزة، آخرهم سقط مساء أول من أمس الخميس، فيما قضى الآخر قبل أربعة أيام، ولا تزال سلطات الاحتلال تحتجز جثمانه.
وكانت وزارة الصحة فــي غزة أعلنت في إحصائية قبل انطلاق فعاليات الأمس، أن عدد الشــهداء الذين ســقطوا منذ بدايــة فعاليات «مســيرة العودة» بلغ 220 شــهيدا، يضاف إليهم 11 شــهيدا، لا تزال سلطات الاحتلال تحتجز جثامينهم، بعد استهدافهم قرب الســياج الحدودي، ومن بين العدد الإجمالي هناك أطفال وثلاث نساء.
مسيرات لإكمال النضال
وقال حازم قاسم المتحدث باسم فتح معقبا على استمرار المشــاركة في «مســيرات العودة» «تخرج جماهير شعبنا اليوم )أمس الجمعة( في مسيرات العودة وكسر الحصار، لإكمال نضاله لتحقيق أهداف هذه المســيرات وفي مقدمتها كســر الحصار عن قطاع غزة». وأكــد أن الجماهير تخرج بـ «إرادة أكبر وعزيمة أمضى لتنفذ قرارها الجمعي بكســر الحصار، و الإصرار على العيش بحرية وكرامة مع تمسكها بثوابتها»، مشددا أنها «لن تقبل العيش تحت الحصار بعد الآن».
في الســياق، أكدت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار، في بيان لها على استمرار المسيرات، وأعلنت تمسكها بها كـ «أداة كفاحية بطابعها الجماهيري الســلمي على طريق تحقيــق أهدافنــا وتحقيق كامــل الحقوق الوطنية للشــعب الفلســطيني وفي مقدمتها حــق الحرية والاســتقلال وإقامة الدولة المســتقلة وعاصمتها القدس وحق اللاجئين في العودة إلــى ديارهم التي شــردوا منها».وقالت إن اســتمرار الحراك والمســيرات الجماهيرية بـ «أدواتها الســلمية من أجل تحقيق أهدافنــا، لا ينفصل عــن نضالنا من أجل رفــع الظلم عن أهلنا بكســر الحصار ورفع الإجراءات العقابيــة وتحقيق الوحدة الوطنية».
ودعت سكان القطاع في بيان أصدرته لاستمرار المشاركة في فعاليات «مســيرات العودة»، وأشادت في الوقت ذاته بالجهود التي تبذلها مصر، ومن ضمنها الجهود المبذولة لإنجاح المصالحة الفلسطينية وإعادة اللحمة الوطنية التي تشكل أولى الخطوات في «دحر الاحتلال وزواله عن أرضنا».