Al-Quds Al-Arabi

مصدر: مصر تقود خطة تهدئة بين إسرائيل وحماس من ثلاث مراحل

- الناصرة ـ «القدس العربي»:

قالت مصــادر في تل ابيب أمس إن خطة تهدئة مع غزة قيــد الإعداد في القاهرة، تمتد على ثلاث مراحل، يحتاج نجاحها لتخطي عدة ألغام بسلام.

المحلــل العســكري فــي صحيفــة «يديعــوت أحرونوت»، أليكس فيشــمان، المقرب من المؤسســة الأمنيــة قال إن هنــاك « اتفاق وقف إطــاق نار غير موقع مــع حماس، إلى جانب تفاهمات بشــأن عملية من ثلاث مراحل لإعادة إعمار القطاع وعودة السلطة الفلسطينية إلى إدارة شؤون غزة، مما يعني العودة أربع ســنوات إلى الوراء». موضحــا أن كافة المبادئ الثمانية لوثيقة التفاهمات التي أنجزت بين إسرائيل ومصر وحماس، في آب/ أغسطس 2014، تظهر بهذه الصــورة أو تلك فــي الخطة التي يســتعرضها الآن الوسطاء المصريون أمام إسرائيل وحماس والسلطة الفلســطين­ية، وذلك علــى أمل ســريان التهدئة عند السياج الأمني المحيط بالقطاع.

ويســتعرض فيشــمان فــي تقريــره الروايــة الإســرائي­لية للمحادثات حول التهدئة، بين إسرائيل وحماس، بوســاطة مصر والمبعوث الأممي، نيكولاي ميلادينوف، وقطــر ودول أوروبيــة. ويقول «يبدو أن إســرائيل أدركــت أنها لــن تجني أيــة فائدة من عدوانيتها تجاه القطاع. ففي يوم 27 تشــرين الأول/ أكتوبر الفائت، بعد إطــاق 37 قذيفة صاروخية من غزة باتجاه البلدات الإســرائي­لية المحيطة بالقطاع، اجتمع الطاقم الإسرائيلي الذي يقود المفاوضات حول التهدئة في مكتب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في مقــر وزارة الأمن في تل أبيب». ويضم هذا الطاقم كلا من نتنياهو ورئيس مجلــس الأمن القومي، مئير بن شبات، ورئيس الشاباك، نداف أرغمان ولا يوجد تمثيل دائم لوزارة الأمن فــي هذا الطاقم، الذي يطّلع على كافة الرســائل المتبادلة، وهو الذي يقرر، عمليا، سياســة إســرائيل تجاه القطاع. موضحا أنه خلال هذا الاجتماع أوصى بن شــبات وأرغمان بعدم شــن حرب ضد القطاع وشــارك فيه وزير الأمن، أفيغدور ليبرمــان، ورئيس أركان الجيش، غــادي آيزنكوت، الذي تمسك بموقفه القائل إن حماس لا تريد الحرب، وإنه لا مبرر لشــنها. في المقابل، اعتبــر ليبرمان أنه يجب شن حرب وتوجيه ضربة شديدة للقطاع وأيده وزراء أعضاء في المجلس الوزاري المصغر للشــؤون السياسية والأمنية )الكابينيت(، لكن نتنياهو امتنع عن عقده، وتبنى موقف قادة الأجهزة الأمنية بقصف مبان وعدم التسبب بمقتل فلسطينيين. إحدى علامات التهدئة: خفض العنف على الحدود وحســب الرواية الإســرائي­لية، فــإن العلامات الأولــى في الطريق نحــو وقف إطلاق نــار وُضعت يوم الجمعة الماضــي، بعدما «تعهدت حماس بخفض مســتوى العنف عند الســياج». في المقابل، وسّعت إســرائيل مساحة الصيد إلى تســعة أميال، واستمر إدخال الوقود، بتمويل قطري، الذي يســمح بتزويد الكهرباء للقطاع لمدة 16 ســاعة يوميا بالمعدل، وبقي معبر كرم أبو ســالم مفتوحا لإدخال بضائع. وفتحت مصر معبر رفح لدخــول وخروج الأفــراد. بعد ذلك وافقت إسرائيل، رغم معارضة السلطة الفلسطينية، على إدخال أموال قطرية، بمبلغ 15 مليون دولار نقدا، إلى القطاع لتسديد جزء من رواتب الموظفين المدنيين وتعويض الجرحــى الذين أصيبوا خلال مســيرات العودة، بدءا من أمس. وطبقا للرواية الإســرائي­لية، فإن مصر هي التي قادت مفاوضات التهدئة، كوسيطة بين أطرافها. ويرأس الطاقم المصري مدير المخابرات، عباس كامل، كممثل شــخصي للرئيــس عبد الفتاح السيسي.

ويقول فيشــمان إنه «عندما يجلــس كامل قبالة نتنياهو، فإنه بالنسبة لرئيس الحكومة كأن الرئيس المصري يجلس قبالتــه». والطاقم المصري مؤلف من ضباط مخابــرات، أبرزهم أحمد عبــد الخالق، الذي يتنقل بين القطاع وإسرائيل، ويجتمع مع أرغمان وبن شــبات، لينقل رســائل مصرية ويبحث معهما أفكارا متنوعة. وحســب فيشــمان يضع عبــد الخالق أمام الإسرائيلي­ين «رسائل مباشــرة» من قائد حماس في القطاع، يحيى السنوار، وينقل إليه «رسائل مباشرة » من إسرائيل. ويضيف «عندما تكون هناك أمور مهمة، فإن كامــل يتوجه إلى القطاع ورام الله وإســرائيل. وعندمــا تحدث تطــورات حقيقية فــي المفاوضات، يسافر السنوار إلى القاهرة .»

وتشدد الرواية الإســرائي­لية على أن أداء حماس جماعي وليس فرديا. والســنوار يتوجه إلى القاهرة بعد تنسيق الموقف مع قائد الذراع العسكرية لحماس، محمد ضيف، ورئيس المكتب السياســي، إســماعيل هنية. وفي كل مرة يتوجه فيها الســنوار إلى القاهرة يرافقــه قائد حماس في الخــارج، صالح العاروري، «الذي يتوجه بعد كل لقاء كهذا، كما يبدو، إلى طهران من أجل اطلاع الإيرانيين» حسب هذه الرواية.

وتضيف الرواية الإسرائيلي­ة أن مصر تبذل جهودا للتهدئــة وللمصالحــ­ة بين حماس والســلطة خدمة لمصلحتها وتهدف لفصل حماس عن الإخوان المسلمين وداعــش في ســيناء. ويتابع «المصريــون خائفون من أن مواجهة عســكرية في غزة ستتســبب بهروب مقاتلي حماس المسلحين إلى سيناء وسينضمون إلى داعش. والمصريون يحاولون جلب حماس والسلطة الفلســطين­ية إلى تفاهــم يقود إلى وقــف العقوبات الاقتصادية للســلطة على غزة، وهي السبب المباشر للتصعيد ضد إسرائيل عند السياج.»

ويزعم فيشمان أيضا أن «المصريين أثاروا مشاكل في بداية وســاطتهم. وعلى ســبيل المثــال، رفضوا وجــود القطريين في الصــورة، لكنهــم اضطروا أن يوافقوا على التدخل المالي والسياســي في التسوية فقط بعد أن اتضح لهم أن الســعوديي­ن ودول الخليج ليسوا متحمسين للتبرع بمبالغ طائلة لحماس».

وتشــمل الخطة المصرية ثلاث مراحــل، «المرحلة الأولى: وقــف إطلاق نار مســتقر. والمرحلة الثانية: إعمــار القطــاع. والمرحلــة الثالثة: إعادة الســلطة الفلسطينية إلى غزة. وبين المرحلتين الأولى والثانية يجــب تنفيــذ مرحلــة مهمة أخــرى: إعــادة جثتي الجنديين الإســرائي­ليين المحتجزين هــدار غولدين وأورون شاؤول، والمواطنين الإسرائيلي­ين المحتجزين لدى حمــاس، ومن دون هذا الجزء لن تُنفذ المرحلتان التاليتــا­ن». ويقول إنه يوجد في هــذه النقطة أيضا دور لمصر، التي تعتقل ناشطين من حماس، والسنوار يصر على إعادتهم إلى غزة، وليس مســتبعدا أن يتم التوصل إلى رزمة تبادل تندمج مصر فيها، الأمر الذي من شأنه أن يخفف من الثمن الذي تطالب به حماس من إسرائيل.

وحســب الرواية الإســرائي­لية أيضا، فإن «وقف عقوبات السلطة ضد غزة هو شرط ضروري وضعته حماس من أجل وقف المظاهرات عند الســياج. كذلك تزعم هذه الروايــة أنه من أجل تمكــن ضخ الوقود والرواتــب إلى غزة، تعــن إقناع الرئيــس محمود عباس )أبو مازن( بأنه إذا لم يوقف العقوبات، عليه ألا يعرقل )جهود التهدئة( على الأقل. وأبلغه الرئيس المصري بذلك عندما دعاه إلى لقاء في شــرم الشيخ، قبــل أســبوعين. وخلص فيشــمان للقــول «أوضح السيســي لأبو مــازن إنــه نتجه إلى وقــف إطلاق نار، معــه أو بدونه. والنتيجــة: خلافا للتصريحات الســابقة، لم يقرر المجلس المركــزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي اجتمع الأســبوع الماضي، تشديد العقوبات على القطاع «.

هي الدفعة الثانية من الرواتب التي تصرف لهم خلال أسبوع واحد

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom