Al-Quds Al-Arabi

موظفو غزة يتلقون رواتبهم كاملة ضمن تفاهمات التهدئة والسكان يترقبون باقي مساعدات تحسين الأوضاع

- غزة ـ «القدس العربي»:

انتظم موظفو غزة المدنيون المعينون من قبل حركة حماس، في طوابير طويلة أمام فروع «بنك البريد»، المنتشــرة في كافة مناطق قطاع غزة، حتى ســاعات مساء أمس، لســحب رواتبهم المتأخرة بنســبة وصلت إلى كثير منهم لـ 100 بعد وصول أموال المنحة القطرية المخصصة لهذا الغرض، والمتوقع أن تســتمر لمدة ستة أشهر، وهو ما من شــأنه أن يخفف كثيرا من أعبائهم الاقتصادية، وأن يســاهم في تحريك عجلة اقتصاد غزة المتوقفة، خاصة مع انتظار تنفيذ مشــاريع إغاثية أخرى خــال الأيام المقبلة، ضمن التفاهمات التي أجريت أخيرا لإقرار التهدئة في غزة.

وتوافــد الموظفون بالآلاف منــذ صباح أمس الى فــروع «بنك البريد»، التابع لوزارة الاتصالات في غزة، بعد أن أودعت فيها أموال المنحة القطرية التي دخلت القطاع وقيمتها لهذا الشهر تبلغ 15 مليون دولار.

وجــرى فتح هــذه الفروع لصــرف رواتــب الموظفين، رغــم الإجازة الأسبوعية للمؤسســات الحكومية يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، وستستمر العملية طول هذا اليوم أيضا.

وخصصت عملية صرف الرواتب للموظفين العاملين في الشــق المدني، الذين جرى تعيينهم عقب ســيطرة حركة حماس علــى قطاع غزة قبل 11 عاما، فيما ســتقوم وزارة المالية في غزة، بصرف رواتب الموظفين العاملين في الشق العسكري في وقت لاحق، من أموال الجباية.

وكانــت الوزارة قد أعلنت في وقت متأخر مــن أول من أمس الخميس، عن تفاصيل صرف المنحة، وقالت إن الموظفين الذين لم يستلموا دفعة راتب شهر يوليو/ تموز الماضي، سيتم الصرف لهم بما يعادل 100 من الراتب، على أن يتم الصرف لهم بواقع 50 في الأشهر الخمسة التالية. وقالت إن الموظفين المستفيدين من المنحة وصرفوا دفعة راتب من الشهر ذاته، سيتم استكمال صرف الراتب لهم بواقع 40 على أن يتم صرف الأشهر الخمسة التالية بما يوازي 50 من الراتب.

وأشــارت إلى أن الموظفين غير المستفيدين من المنحة سيتم الصرف لهم بواقع 60 على مدار الســتة شهور من الإيراد المحلي، وقد وضعت رابطا إلكترونيا للاستعلام عن المنحة.

وجرى استثناء عدد من الموظفين العاملين في الشق المدني من الحصول على هذه المنحة، بناء على اعتراضات من الجانب الإســرائي­لي، الذي اطلع بموجب اتفاق إدخال الأموال على كشوفات الأسماء الخاصة بالمستفيدي­ن.

وعبر الموظفــون الذين تلقوا رواتبهم عن ســعادتهم وارتياحهم كثيرا بالحصــول على هذا المبلع، الذي بلغ 100 مــن قيمة الراتب، وهو أمر لم يصــرف لهم منذ ســنوات، وبدا ذلك واضحا على ملامــح وجوههم لحظة خروجهم من فروع «بنك البريد .»

وهــذه هي المــرة الثانية خلال أســبوع التي يتلقى فيهــا موظفو غزة المعينون من قبل حركة حماس، جزءا من رواتبهم، خاصة وان لديهم الكثير من المتأخرات.

وبلغ مجموع ما تلقوه هذا الأســبوع، بعد الحصــول على قيمة الراتب كاملة من المنحة التي تبرعــت بها دولة قطر، بعد حصولهم قبل يومين على 60 من قيمة الراتب، 160 بعد أن اعتادوا منذ أكثر من ســت سنوات على تلقي ما قيمته 40 من الراتب، كانت تدفع على فترات متباعدة.

وتتم عملية صرف هــذه الرواتب ضمن التفاهمــا­ت التي جرت أخيرا بين الفصائل الفلســطين­ية وإسرائيل، بوساطة فريق أمني مصري، لإعادة الهدوء إلــى قطاع غزة، بعد أشــهر من التوتر والتصعيــد، الذي صاحب انطلاق فعاليات «مســيرات العودة »، ويشمل الاتفاق تنفيذ مشاريع إغاثة عاجلة في القطاع، للمساهمة في تحسين وضع السكان وتشغيل البطالة.

وقد جرى إدخال الأموال أول من أمس، بعد موافقة إســرائيل. ويتردد أنها دخلــت بآلية وطريقــة خاصة، بإشــراف من الأمم المتحــدة، وذلك بالترافق مع وصول السفير القطري محمد العمادي، رئيس اللجنة القطرية لإعمار غزة.

وكان السفير العمادي الذي وصل قطاع غزة أول من أمس الخميس، عقد عدة لقاءات. وذكرت مصادر مطلعــة أن أحد اللقاءات كان مع قيادة حركة حماس، برئاسة إســماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة، وجرى خلال اللقاء بحث تحسين الأوضاع الحياتية للمواطنين في غزة.

وكان العمــادي قد أعلن قبــل أيام عن زيارة لــه للمنطقة، للإعلان عن تنفيذ رزمة أخرى من المشــاريع الإنســاني­ة في جميع القطاعات والبرامج الإنســاني­ة المختلفة، وأعلن عن صرف مســاعدات نقدية عاجلة لـ 50 ألف أسرة من سكان قطاع غزة بقيمة 100دولار لكل عائلة.

وكانــت قطر التي نفذت مشــاريع إعمار كبيرة في غــزة فاقت النصف رجل أمن فلسطيني يعبر عن سعادته باستلام راتبه كاملا في غزة مليار دولار، شــرعت منذ أســابيع في مد القطاع بوقود لتشــغيل محطة توليــد الكهرباء في غزة، ما ســاهم في تخفيض كمية عجــز الطاقة ورفع معدل ساعات وصل التيار للســكان، وذلك بعد إعلان الدوحة بتوجيهات من الأمير تميم بــن حمد آل ثاني، عن تقديم دعم بقيمــة 150 مليون دولار كمساعدات إنسانية عاجلة للتخفيف من تفاقم المأساة الإنسانية في غزة.

ومن المتوقع أن يتم الإعلان خلال اليومين المقبلين على أسماء دفعات من العاطلين والخريجين، للعمل في وظائف مؤقتة، في مسعى للحد من نسب الفقر والبطالة في القطاع.

وربط مســؤولون في فصائل فلســطينية، ما يجري حاليا في غزة من إدخال تحسينات على حياة السكان، بنتائج «مسيرات العودة.»

وقال الناطق باســم حركة حماس عبد اللطيف القانوع، مع بداية تنفيذ المشاريع الإنسانية في غزة «إن عقوبات السلطة فشلت في تحقيق أهدافها ومنها دفع شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة للخروج ضد مشروع المقاومة » وتابــع «آن الأوان لرفعها وشــعبنا العظيم لن يســمح لأحد باســتهداف صموده وتهديد وحدته الوطنية .»

ومن شــأن هذه العملية أن تحســن من وضع الموظفين وأسرهم المادية، وأن تساهم في انتعاش الاقتصاد المتعثر في قطاع غزة الذي يواجه تحديات كبيرة، أبرزها انخفاض القوة الشــرائية، حيــث يترقب التجار وأصحاب المحال التجارية، التي أبقت على أبوابها مفتوحة حتى ســاعات متأخرة من الليل، على غير العادة، بأن تســاهم عملية إدخال الأموال وصرف الرواتب في تحريك عجلة الاقتصاد وزيادة نسب البيع.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom