Al-Quds Al-Arabi

إطلاق سراح الصحافيين الجزائريين سمار وبودياب بعد 17يوما من الحبس في انتظار البقية!

- الجزائر - «القدس العربي»:

قرر القضــاء الجزائري الإفراج عن الصحافيان عبد الرحمن ســمار ومروان بوديــاب بعد 17 يوما مــن الحبس، وذلــك لاتهامهما بالقذف والتشــهير والابتزاز، وهو الأمــر الذي لم يقنع القاضي على مســتوى محكمة بئر مراد رايس والذي قرر في نهاية محاكمة دامت حتى العاشرة والنصف ليلا إخلاء سبيل الصحافيان واستكمال التحقيق في القضية، وهــو ما اعتبره صحافيون وحقوقيون انتصــارا أولا في انتظار معرفة باقي الصحافيين الموجودين خلف القضبان.

وقــال المحامي مصطفــى بوشاشــي إن القاضي قرر إخلاء ســبيل الصحافيان بعد أن وجد أن الأدلة المتضمنــة في الملف غير كافية لإدانة الصحافيــن، وأن العمل الذي قامت به الضبطية القضائية لم يكن كافيا لإدانة الصحافيين، مبديا تفاؤله بشأن مســتقبل هذه القضية التي من الطبيعي أن يحكم فيها بالبراءة الكاملة.

و اعتبــرت المحاميــة والمعارضة زبيدة عســول أن الحكــم جاء بعد محاكمة شــاقة دامت يوما كاملا، مشــددة على أن الذي يثلج الصدر هو تطوع أكثر من 50 محاميا للدفاع عن الصحافيين، وكذا وقوف العشرات من الصحافيين والحقوقيين أمام مقر المحكمة لمساندة سمار وبوذياب.

وأشــارت عســول إلى أن المحاكمة بينت أن الصحافيان كانا ضحية تصفية حسابات سياســية، وأنهما دفعا الثمن بأن قبعا وراء القضبان لمدة 17 يوما، وأن الإفراج عنهما دليــل على أن القاضي لم يقتنع بالأدلة التي تم تقديمها.

وأكد المحامــي والحقوقي مقــران آيت العربي أن بعض المســؤولي­ن والجهات في الســلطة لا يريدون أن تمارس الصحافة مهمتها في فضح الفســاد، معتبرا أنه قال أمام القاضي إن الأمور تغيرت اليوم وأن هناك صحافيين شــباب يكتبون ويحققــون ويحاربون الفســاد ويقومون بفضحه، وأنه لم يعد ممكنا تكميم الأفواه.

وعلق أنيــس رحماني مدير مجمــع «النهار» الإعلامــي على الحكم الصادر في حــق الصحافيين بالتأكيد علــى أن القاضي لما طلب تحقيقا إضافيا رأى أن الأمر يتجاوز ســمار وبوذياب، وأن هناك شــبكة منظمة هدفها السب والشــتم والتشــهير والابتزاز، معتبرا أنه لا يعرف سمار شــخصيا، وأن بوذياب ليس صحافيا لأنه كان يقدم مسلسلات فكاهية في شهر رمضان سنة 2012.

وأضاف أنيس رحماني أن هناك أشــخاص كثر متورطين في الشبكة، وأن هنــاك من يدفعون مبالغ مالية إلى صاحــب الصفحة التي يقول إنها هاجمته وشــهرت به ) في إشــارة إلى الناشــط أمير بوخرص المعروف باسم أمير دي زاد( كان يتلقى أموالا من طرف أشخاص ومسؤولين حتى لا يتعرض إليهــم، وأن هناك وزير في الحكومة الحاليــة دفع مبلغا ماليا حتى لا يتم التعرض لابنته.

وذهب رحماني إلى حد القول إن هناك مؤسسة تقف وراء شبكة أمير دي زاد، معتبرا أن هذه المؤسســة تعمل داخل كل مؤسسات الدولة من أجل الدفع بالأمور نحو الانهيار، وأن هذه المؤسسة المتغلغلة في دواليب الدولة هي التي تقوم بمد الناشــط أمير دي زاد بالوثائق، متسائلا عن الأسباب التي تجعل هذا الأخير يتعرض لبعض الأشخاص دون غيرهم، وتلك التي تجعله يحذف بعض المنشــورا­ت بعــد فترة من وضعها على صفحته، وأن الســبب، على حد قوله، هو أن هؤلاء يدفعون مبالغ مالية مقابل ذلك، كما اتهم الحقوقيين والنشــطاء الذيــن جاءوا للتضامن مع الصحافيــا­ن بأنهم فئة معروفة وأنها كانــت تدافع عن الإرهابيين خلال تسعينيات القرن الماضي.

جدير بالذكر أن أربعة صحافيين آخرين مازالوا خلف القضبان، ويتعلق الأمر بعدلان ملاح، وعبــد الكريم زغيليش وإلياس حديبي، بالإضافة إلى سعيد شيتور الموجود خلف القضبان منذ أكثر من 500 يوم، والذين ستتم محاكمتهم الأســبوع المقبل، فيما قالت مصادر مطلعة أن هناك أوامر فوقية بالإسراع في الإفراج عن كل الصحافيين الموقوفين.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom