Al-Quds Al-Arabi

الصبر له آخر والفقر يولد الانفجار والسلطة تسير على هواها والجماهير تراوغها

المواطن يشكك في الواقع الاقتصادي الذي تظهره الأرقام لعدم انعكاسه على الواقع المعيشي الذي يحياه

- القاهرة ـ «القدس العربي» من حسام عبد البصير:

عمار علي حسن وضع أمس النقاط على الحروف: «مع اتساع الهوة بين النخب الحاكمة والجماهير العريضة، بعد أن وأدت السلطة أغلب الوســائط السياسية الحقيقية، من مؤسســات حزبية ونقابية ورموز سياســيين ووجهاء اجتماعيين، لم يبق أمام الجماهير من طريق سوى التعامل الملتوي مع السلطة». أما أنور الهواري فكان أكثر عقلانية متخلياً عن أحلامه مؤقتاً: «الطريق طويل جداً، العسكري هو الحل الوحيد والديني هو البديل الوحيد». فيما لخص نور فرحات أصل المأساه في: «يبدأ مرض الزهايمر عندما تنسى كثيرا وتنسى أنك نســيت، هناك شــعوب تصاب بالزهايمر وحكام أيضا.. لاحظوا أنفســكم والآخرين، من أكثر المتشائمين». أما الاقتصادي محمود وهبة فقال: «تقترض مصر لســد عجز الميزانية، وكلما ارتفع حجم الاقتراض ارتفع حجم الفوائد، وكلما ارتفع حجم الفوائد ارتفع عجز الميزانية، وارتفع حجم الاقتراض، وتصبح حلقه حلزونية إلى الظلام».

وقال المستشــار نجيب جبرائيل، رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنســان، إن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي عن حرية بناء دور العبادة، وعدم التمييز على الأســاس الديني، يضع من خلالهــا مفاهيم جديدة لمصر الحديثة. واعتبر جبرائيل، تصريحات الرئيس بأنها ثورة حقيقية على كل شــكل من أشــكال التمييز العنصري، وتعد تأسيسًــا لدولة المساواة. أما عبد القادر محمد علي فاكتشف أن الأجهزة الرقابية ضبطت خلال أسبوع واحد 85 ألف كيلوغرام لحوما فاسدة لدى التجار في 18 محافظة، وأثار انتباهه عدم اتخاذ أي إجراء ضد التجار في محافظات الجمهورية التسع الباقية، الذين خرجوا عن المألوف وباعوا لحوماً سليمة.

وتناولــت الصحف المصريــة الصادرة أمس الجمعــة 9 نوفمبر/تشــرين الثاني عددًا من الأخبــار والقضايا علــى الصعيدين المحلي والدولي، وكان من أبرزها: «ثلاثية» ســد النهضة تختتم أعمالها في أديس أبابا. مميش: لا خوف على قناة السويس من الطرق البديلة. مصر تدرس «التجربة السويدية» للحد من حوادث الطرق. رئيس معلومات مجلس الوزراء: 1.2 مليون شكوى تلقتها المنظومة الحكومية وتم الرد على 82٪. سفير الاتحاد الأوروبي في القاهرة: قمة أوروبية ـ عربية في شرم الشيخ فبراير/شباط المقبل. «التعليم» تنتهي من حصر العجز والزيادة في المدرســن. نائبة قانون «حظر النقاب» تتراجع: تســبب في انقسام. مفتي طاجيكستان لـ«الأهرام»: نخوض ومصر حربا ضروسا ضد التنظيمات الإرهابية. انتهاء مباحثات إنشاء المنطقة الصناعية الروسية.

لماذا ننتحر؟

«تشــهد مصر تزايدًا غير معتاد في حالات الانتحــار، لم تذكر أي جهة رسمية أرقامًا حقيقية عنه حتى الآن! لكن الكابوس المفزع في تصور إيمان عبد المؤمن، كما أشــارت في «البوابة نيوز»، هو انتحار المصريين معنويًا؛ ســيادة الهلس والتفاهة والسخافة، الشــعور باللامبالا­ة وباللاجدوى واللافائــ­دة، الفرار مــن مراقبة الــذات وانتقادها وتغييرهــا، التخاذل والخمول والانكفــا­ء، الانغماس في دوامة يومية رتيبــة، مكررة وباهتة ومتهالكــة، الغرق في أفكار مُضلِّلة وأفعال ومشــاعر زائفة، فارغة من أي قيمة أو معان صادقة، تغلغل سموم الفوضى والسوقية والنمطية المهلكة! هل أصبح الملاذ الأخير أن يساق المصريون إلى الموت روحًا وعقلًا وجسدًا؟ بعد تردي الأوضاع الاقتصادية، تعثر الحياة السياسية، انتكاس الأنظمة التعليمية، الهزيمة النفسية والاجتماعي­ة، الانحطاط الثقافي والأخلاقي، الخواء الذي يســكن أفرادًا معطلة، بلا مشــروع أو حلم أو هدف، توحش أسئلة متراكمة، لا تجد لها أجوبة ناجزة. هل أعلن المصريون الرحيل؟ هل عجزت مصر عن حماية أبنائها مــن مخالب الاكتئاب والإحباط واليأس؟ هــل عجزت عن تحقيق الحد الأدنى من أمنياتهــم المتواضعة؟ هل تصاعد حد العنف إلى درجة العنــف الموجه إلى الذات؟ هل صار المجتمع عجوزًا، تطرد تجاعيده صفاء شبابه؟ هل أغلق كل أبواب الحياة في وجوههم، فلم يجدوا سوى باب واحد مفتوح هو «الانسحاب من الحياة»؟ المدهش رغم كل شيء هو شعاع «الأمل» الذي ألمحه في عيون كل البسطاء، وهذا الطفل الصغير، مهترئ الرداء! الذي يجلس على رصيف المحطة، يعانق كراسه، بجانبه كتبه وأقلامه وأكوام متراصــة من المناديل! لم يلتفت إلى ضجيج المارة! لم يتحسر على بؤس حاله ورغد عيشهم! لم يكسره الفقر أو الجوع أو التعب .»

الفلاح المنسي

«أين توجــد قضايا الفلاح المصــري على أجندة مؤسســات الدولة.. الســؤال لفاروق جويدة في «الأهرام»، إن الفلاح غائب تماما كانت هناك مؤسســات كثيرة في الدولة ترعى شــؤون الفلاح، فــي مقدمتها وزارة الزراعــة، وهي من أقدم وأعــرق الوزارات، وكانت تضــم عددا كبيرا من المؤسســات التابعة لها في الأبحاث والدراســا­ت والمحاصيل وكان هناك بنك خاص للائتمــان الزراعي، وكانت هناك مؤسســة خاصة بمحصول القطــن، وكانت لــه بورصة خاصة لها ســمعتها الدوليــة، وكانت هناك أقســام للإرشــاد الزراعي والتوعية، والمحاصيل والبذور، والأســمدة والمبيدات، والإصلاح الزراعي والثروة الســمكية والجمعيات التعاونية، وعشــرات الفروع في الوزارة العتيقة التي كانت ترعى شــؤون الفلاح، كان القطــن أول الضحايا حين فرطت الدولة فيه في المســاحة أولاً، وفي البذور ثانياً، وفي التســويق والبيع. والقطن الأحمر والأخضر والمشكل، وانتهت أســطورة أول المحاصيل المصرية ومعهــا أغلقت صناعات عريقة أبوابها، ومنها صناعة الغزل والنســيج. وهنا ســقطت أسطورة القطن كمورد في صــادرات مصر ومورد أهم في ميزانيــة الفلاح المصري، وكان القطن عرسه السنوي أن يتزوج منه الأبناء ويسدد الفلاح ديونه، انتهى العصر الذهبي للقطن وتراجعت مســاحاته ولم تعد الدولة حريصة على هذا المحصــول، ودخل صفحات التاريخ، والآن تركــت الدولة القطن وما بقي منه حائرا بين التجار، وكثيرا ما رفضت تســلمه من الفلاح الذي كان ينتظره كل عام ولا أحد يشتريه، وكان الأغرب أن تستورد الحكومة القطن مــن الهند وإســرائيل ودول أخرى، خاصة أن غيــاب القطن المصري عن الأسواق العالمية شــجع دولاً أخرى على زراعته وإنتاجه. كانت الحكومة توزع تقاوى القمح في مناطق مثل العريش والســاحل الشمالي وسيناء والصحراء الغربية بلا مقابل، من أجل زيادة الإنتاج وتوفير احتياجاتنا من الغــذاء، ولكن الحكومة الآن تتاجر في المحاصيل وتبيع البذور للفلاح بأضعاف ثمنها .»

الحمار وصاحبه

حكمة مهمة آثر أن يهديها عمار علي حســن للقراء عبر «المصري اليوم» والمعنى في قلب الشاعر بالتأكيد: «تستطيع أن تعلم جاهلا، وتنبه غافلا، وتحذر مندفعا، وتعيد شاردا، وتهدي ضالا، وتستجيب بحكمة وموعظة حسنة إلى من يســعى إلى نصيحة شــافية كافية، لكن ليس بوسعك أن تقنع صنفين من البشــر: المجنون والأحمق. فــالأول يعجبه عقله حتى لو كان يهذي ويهذر، ويرغي ويفجــر. والثاني لا دواء له، مهما حاولنا، وإلا امتد إلينا المرض. وصدق الشــاعر حين قال: «لكل داء دواء يســتطب به، إلا الحماقــة أعيت مــن يداويها». نظر الحمار إلــى صاحبه الذي يمتطيه وقال له: يا سيدي إنزل ســأركب، فأنا جاهل بسيط، وأنت جاهل مركب. فالجاهل البســيط هو الجاهل الذي يعرف أنه جاهل. وأما الجاهل المركب فهــو الجاهل الــذي لا يعرف أنه جاهــل. نتحدث عن الرصيــد اللغوي، والثروة اللغوية، والكلام المفيد ذي القيمــة، والآخر الضار عديم القيمة، فتبدو الكلمة في مقــام العملة، والعمليات الحســابية في مقام العمليات البلاغيــة، والمعاني في تشــابه مع القدرة الشــرائية. وندرك كيف كانت الفصاحة في العصــور القديمة مهمة لأمور الدولة مثلما هي الأمور المالية، ولا يزال شــيء من هذا قائما إلى يومنا هذا، كما لا يزال بوسع كثيرين أن يروا أن تغير معنى الكلمات في لغة ما يســاوى تغير قيمة النقود في دولة ما، ويمكن لكليهما أن يتبادلا المواضع والمواقع، فتتجســد اللغة، وتتجرد النقود».

وعود في الهواء

من معارك أمس الجمعة الهجوم الذي شنه أكرم القصاص ضد الأثرياء في «اليوم الســابع»: «عندما تحدث الرئيس السيسي أمام منتدى شباب العالم حول إصلاح التعليم، أشار بشــكل واضح إلى إصرار الدولة على السير في إصلاح التعليم، بوصفه الخطوة الأهم المتفق عليها في الالتحاق بالعصر، بعد سنوات تعرض فيها التعليم لإهمال وتجاهل وظلت مطالب النخب والخبراء والمثقفين تتركز حول المطالبة بمشــروع قومي للتعليم، ومع هذا عندمــا تكون هناك دعاوى جادة لتنفيــذ هذه الخطوة، نجد أن البعض يتوقف عنــد تفاصيل أخرى لــم يقل أحد أن يتحمــل الموظفون مســؤولية بناء الفصول، لكن يتحمل المجتمع كله هذه المســؤولي­ة، ليس فقط لبناء فصول لكن أيضا لتحســن مستوى المعلمين المادي والتدريبي. وتم الإعلان عن المشــروع بتفاصيله، وظلت مشــكلة الكثافة في الفصول والــدروس الخصوصية هي العائق أمام الســير قدما في إصلاح شــامل التعليــم، ومن أجل خفــض الكثافة فــإن التعليم بحاجة إلــى 250 ألف فصل، بالإضافة إلى فصول لاســتيعاب 600 ألف تلميذ ينضمون ســنويا للتعليم. تحدث الرئيس السيســي بصراحة وعرض القضية، وأعلن أننا طالما مصرون على إصلاح التعليم كأســاس لبنــاء البلد، فعلينا أن نفعل ذلــك بتضحيات، لكن كالعــادة توقف البعض عند نقطــة وترك القضية الرئيســية. ومخاوف من أن يتم تحميل الموظفين قيمة بناء هذه الفصول، وهــو أمر لم يكن واردا وإنمــا مجرد مثال، بأن يتحمــل المجتمع كله هذه المسؤولية. الأهم في ما طرحه الرئيس أنه كان تذكيرا للمجتمع بأن هناك قضية تستحق الالتفاف حولها، والرســالة تبدو واضحة لرجال الأعمال والمجتمع الأهلي بأن يتحمل جزءا من مســؤولية بنــاء الفصول، ولدينا أمثلة لرجال أعمال أعلنوا قبل سنوات أنهم سيشاركون في بناء مدارس، لكنهم لم يفوا بالوعود التي انطلقت في الهواء.»

هل يفعلها الوزير؟

تقدم عادل نعمان في «الوطن» بمقترح عاجل لوزير الداخلية: «إنشاء شــرطة متخصصة للأطفال منذ الولادة إلى بلوغ ســن الرشد ليس غير، وذلك من الشــرطة النســائية، الضال منهم والتائهون وأطفال الشوارع ومَن في صحبة المتســولي­ن، ومشاكل الرؤية والحضانة والنفقة، وجرائم التحــرش والاغتصاب والتعذيب وعمالة الأطفــال وغيره كثير. ولماذا يا سيدي الوزير من الشرطة النسائية؟ هن أكثر خلق الله تجاوباً مع مشاعر وأحاســيس من أصابتهــم محنة الفقــد والضياع، وما تواجهه النســاء المطلقات من مشاكل النفقة والحضانة والرؤية، وهي حقوق أصيلة للطفل، والبعد النفسي من جراء التحرش والاغتصاب، وهن أمهات يعرفن الوجع من نظراته، والألم من آهاته، ويعرفن شكوى المظلوم وبكاء المقهور وأنين المحــروم، ويعرفن أيضا بكاء النوائح المســتجير­ات، حين لا يدخل البكاء إلى القلب، خبيرات بشؤون النساء، وكل ما يمت بصلة بمشاكل الطفولة وروافدها، وهذا يفتح المجال لضم كل التخصصات المطلوبة من خريجات الجامعة إلى العمل في هذا الجهاز، على أن تنتشــر في أنحاء الجمهورية، ويفضــل أن تكون فــي وحــدات بعيدة عن المراكز والأقســام مســتقلة بمشــكلاته­ا وأوجاعها وآلامهــا، ولا يختلط الطفل ومشــاكله بالمجرمين. ودعنــي أتجول معكم في أحد فروعها، وهو هــذا الكم المخيف من الأطفال الصغار بصحبة المتســولي­ن. وهم إما مخطوفون أو مستأجرون للتسول بهم، حتى يرقق مشــاعر الناس عليهم، ومنهم من هم من أصلابهم، وعلى كلٍّ، فنحن أمام جريمة بشــعة، فهي جريمة باقيــة بقاء الطفل حتى يكبر، والأبوين حتى موتهما، ترتكب اليوم ويظل أثرها لأعمار وسنوات مقبلة، ولست هنا في مجال ذكر الآثار المدمرة على النشء والطفولة، أو ما يصيب الأسر من ألم ومحنة ضياع أو خطف طفلها، وانضمامه لقبيلة المتسولين أو البلطجية والحرامية».

سواد حالك

لدى الســعيد الخميسي الأســباب التي تدفعه لليأس كما أوجزها في «الشبكة العربية»: «الأمة اليوم تعيش أحلك فتراتها سوادا وأكثرها ترديا ورجعية. تعيش الأمة حالــة الضياع بين كيد الأعداء وجهل الأبناء والكل يأكل من لحم الأمة الحي، ويشرب دماءها، وكأنه ماء عذب فرات، ويسحب من رصيدها الحضاري حتى وقفت الأمة عارية كالشجرة الحمقاء الجرداء التي ذبلت أوراقها وانكســرت فروعها وزلزلــت الأرض من تحت جذعها. تجردت الأمة من كل ما يسترها كشجرة عصفت بها الريح في يوم عاصف. ســرقت ثرواتها، وتاه شــبابها، واغتصبت حدودهــا، ونهبت خيراتها ومددت عنقها طواعية ليســحبها رعاة البقر إلى الوجهة التي يريدونها، وانحنت وركعت أمام أراذل الأمم، تتســول كالأرامــل والثكالى واليتامى على رصيف الحضارة، وتمد يدها لأراذل الأمم أعطوها أم منعوها. ضربت الأمة في مقتل وفي ســويداء قلبها ليس من أعدائها فقط، ولكن من أبنائها الذين تبنوا نظرية التدين المغشوش الناقص، حيث قدموا الجزئيات على الكليات، والفروع على الأصول، والمهم على الأهم، والشكل والصورة على الجوهر والمضمون. إنها محنة كئيبة ســوداء لم يمر بها المسلمون الأوائل في عصر الجاهلية الأولى. صار لدينا مشايخ الفضائيات، ودعاة القنوات يحللون ما حــرم الله، ويحرمون ما أحل الله. الدين بالنســبة لهم ليس عقيدة ولا رســالة تنويــر للمجتمع، بقدر ما هو مصدر للاســترزا­ق، فهم ليســوا أكثر من أبواق لا يملكون على المنابر غير الحناجر، مجرد ظاهرة صوتية فارغة كالطبل الأجوف. بضاعتهم رديئة وثقافتهم دنيئة وخطبهم في كل مــا يرضى الله بريئة مــن أي موقف جاد لنصــرة الحق ودحض الباطل. أليس ذلك تدينا مغشوشــا كسراب بقيعة يحســبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا؟».

مطلب شعبي

يصر الدكتور محمد بسيوني على ضرورة إحراز مطلب عاجل لإصلاح أحوال الناس كما يشــير في «الوطن»: «في العــام الثاني لتعويم الجنيه المصــري أمام العمــات الأجنبية، تبــدو قيمته ضعيفــة وقوته تتراجع باســتمرار داخلياً، أمام ارتفاع أسعار السلع الأساسية من طعام وشراب وملابس وخدمــات يومية، كالمواصلات واحتياجــا­ت الكهرباء والوقود والعلاج والتعليم وغيرها، وترتفع الأســعار بلا أســباب وبدون مراعاة لمســتوى الدخول، فأصبحنا نتحســر على الجنيه الذي لا يشتري شيئاً ولا يسد عجزاً ولا يلبي مطلباً. والغريب أن الجنيه - طوال عامين- حقق درجة عالية من الاســتقرا­ر والصمود والقوة أمــام العملات الأجنبية في البيع والشــراء، فلم تنهر قوته ولا ضعفت قيمته، بل تحسنت قيمته أمام بعض العملات الأجنبية. وهذا الوضع الملتبــس أصبح محيراً للمواطن، فكيف يكــون الجنيه ضعيفاً محلياً وقوياً عالميــاً؟ وكيف نحقق إنجازات وأرقاماً غير مســبوقة ومبهجة في رصيدنا من العمــات الأجنبية، وفى معدلات النمــو الاقتصــاد­ي المالي والمشــروع­ات العملاقة، ويتحســن تصنيفنا المالي عالمياً، وفي الوقت ذاته يعجز الجنيه عن تلبية احتياجات المواطن المحلية اليومية؟ إن خبراء الاقتصاد والســادة الوزراء ورئيس البنك المركزي وقيادات البنوك، يجب أن يجدوا حلاً لهذه الحالة الملتبسة التي تؤدي إلى التشكك في الواقع الاقتصادي الذي تظهره الأرقام، وعدم انعكاسه على الواقع المعيشــي الذي يحياه المواطن، خاصة أن المواطنين ليســوا خبراء في الاقتصاد وإنمــا تحركهم الاحتياجــ­ات والإمكانيا­ت، واســتمرار حالة الالتباس والحيرة لدى المواطن تلقي ظلالا ســلبية على معنوياته وآماله، ما يؤثر ســلباً على إنتاجيته وربما تدفعه الحاجة التي انتهاج سلوكيات ضارة بالعمل والمجتمع، ومنها التكاسل أو الاستغلال أو الســرقة وغيرها، ولا بد من تقييم متكامل لآثار تعويم الجنيه. إن معاناة أصحاب المعاشات والفقراء في توفير الاحتياجات اليومية امتدت لتشمل غالبية المواطنين نتيجة ضعف الجنيه.»

لهم الله

يتعاطــف علاء عريبي مع الفقراء هذا الأســبوع فــي «الوفد»: «الذي يتقاضى 500 جنيه أو 2000 جنيه شهريا، كيف يسدد قيمة فواتير المرافق التي تتراوح، في أدنى مســتوياته­ا، بين 200 و300 جنيه؟ وهل المتبقي من دخله يكفيه لتسديد، إيجار المســكن، مواصلات الأبناء للمدارس، توفير ثــاث وجبات يوميا؟ هل من يتقاضون شــهريا 1500 جنيه قادرون على تســديد الفواتير والمواصلات وتوفير ثلاث وجبــات يوميا؟ الفقراء في مصر أعدادهــم بالملايين، وفي أبســط تعريف لهم، هم مــن يعجزون أو يتعثرون في توفير احتياجاتهم الأساسية، بسبب تدنى الدخل، البطالة، العجز، المرض، وهذه الشرائح يمثلها، عمال اليومية، أصحاب المعاشات، العاملــون الذيــن يقل راتبهــم عن 3 آلاف جنيــه. زيادة فــي التفصيل والتعريــف، الفقــراء هم: 1 ـ أصحــاب معاش تكافل وكرامــة، وعددهم حوالى 2 مليون ويقال 3 ملايين مواطن، اضافة إلى أســرهم. 2 ـ أصحاب المعاشــات وعددهم 9.5 مليون مواطن، بالإضافة لأســرهم. 3 ـ العاملون في الحكومة والقطاع الخاص «الذيــن يتقاضون أقل من 3 آلاف جنيه في الشهر» موظف، عامل، مدرس، طبيب، فني، مهندس. 4 ـ عمال اليومية. 6 ـ العاطلون. الحكومة تعلم جيدا بفقر هؤلاء، وتساعدهم من خلال بطاقة التموين، تصرف شهريا بعض السلع بالمجان بما قيمته 50 جنيها لكل فرد في الأسرة، لتوفير بعض الوجبات، تقدر نسبة هذه الشرائح بأسرهم بين 70٪ و80٪ من تعداد السكان، حوالي 70 مليون مواطن، وبدون أسرهم حوالى 40 مليون مواطــن. الطبيعي في ظل الإصلاحات الاقتصادية التي تشــهدها البلاد، وبعد ترشــيد الدعم عن المرافق، الكهرباء، الغاز، المياه، وأيضا عن الوقود، أن تساعد الحكومة هذه الشرائح على مواجهة ارتفاع الأســعار، بأن ترفع المرتبات والمعاشــا­ت للعاملين والمتقاعدي­ن بما يتناسب والحياة الآدميــة، وبصــرف بــدل فقــر وبطالة للعاطلين والعاجزين والمحتاجين».

وفد المستقبل

«شــهد حــزب الوفــد أمــس الجمعة انتخابات الهيئة العليا، وفي هذا المضمار يرى وجــدي زين الدين فــي «الوفد»، أن رئيس الحزب بماء أبو شــقة يقوم حالياً بإعادة بناء الوفد من جديد، وبما يتناسب مع مرور مئة عام على إنشاء حزب الوفد، لديه إصرار كبير على أن يكمل المســيرة، بوفد جديــد يتوافق مع طبيعــة المرحلة الدقيقــة التي تمر بها البلاد، وقد نجح أبو شــقة في إحداث تطورات سياسية داخل الوفد أكثر مــن رائعة، وإيماناً منه بأهمية تفعيل المادة الخامســة من الدستور، التي تقضي بــأن النظام السياســي قائم على التعددية السياســية والحزبية والتداول الســلمي للسلطة والفصل بين السلطات، ومن هذا المنطلق حرص المستشار أبو شقة منذ انتخابه رئيساً للوفد فــي 30 مارس/آذار الماضــي، على أن يعيد بنــاء الحزب من جديد ليقوم بالمهمة السياســية الجليلة للحزب، واتخذ أبو شقة خلال السبعة شــهور الماضية إجراءات قوية وحاســمة من أجل بناء حزب قوي يكون مؤهلاً خلال المرحلة المقبلة ومؤدياً دوراً وطنياً ولاعباً أساسياً ومهماً على الساحة السياسية، ولذلك لم يكن غريبًا أن يصف أبو شقة في بداية توليه مسؤولية قيادة الوفد العريق المعارضة الوطنية، بأنها التزام ومسؤولية وليســت مديحاً ولا تجريحاً، بل تؤدي دورها المنوط بها في إطار القانون والدســتور، وتشــارك بفعالية كاملة في التنمية، وليس غريبًا أيضا أن نجد أبو شقة الذي يبني حزباً من جديد، يرسخ مفهوماً جديداً للمعارضة بقوله، إنها تقوم على جناحين، الأول أن تكون موضوعية، بمعنى أن تنأى عن ممارسة الشــتائم والتجريح. والثاني أن تكون معارضة بناءة تقدم الحلول وليست مديحاً على طول الخط ولا تجريحاً على الخط ذاته».

الحذر مطلوب

من بين داعمــي الرئيس في «الأخبــار» أمس الجمعة جــال دويدار: «الرئيس السيســي لم يتجاوز الواقع الأليم عندما طالب الشعب المصري أن يتنبــه وينظر إلى ما أصاب الدول العربية التــي ابتليت بآفة الإرهاب الأسود كالعراق وســوريا وليبيا واليمن. ليس خافيا أن ثورة 30 يونيو/ حزيــران 2013 وإقدام قواتنا المســلحة على تلبية نداء الشــعب على أن تكون عونا في إنقاذ مصر المحروسة من هذه الكوارث. ثبت يقينا من خلال الأعمال الإرهابية التي تســتهدف المصريين الأقبــاط، أن أحد أهداف هذا الإرهاب هو تفتيت الأمة التي ظلت لآلاف الســنين نسيجا واحدا مترابطا، يديــن بالولاء لهذا الوطن الذي يجمعهم. إننــي على يقين بارتفاع الوعي الجماهيــر­ي وإيمانهم وتجاوبهم مع كل ما يحقــق الصالح الوطني، إنهم ســيكونون عونا لأجهزة الأمن والقضاء على فلول الإرهاب الذي زرعته جماعة الإرهاب الإخواني المكلومة من ثورة شلحها عن حكم مصر. إن أي مســاهمة من جانب المواطنين الشرفاء لأجهزة الأمن سوف تعني الحفاظ على الوطن وإتاحة الفرصة لتفعيل جهود بناء وطنهم على أســس تحقق لهم الرخــاء والازدهار. عليهم أن يضعوا نصــب أعينهم تضحيات رجال قواتنا المســلحة والشــرطة الأبطال الذين يبذلون الروح والدم من أجل تخليص مصر من آفــة هذا الإرهاب. إن ما قاموا ويقومون به في شــمال ســيناء، حيث أصبحت فلول التنظيمات الإرهابية لا حــول لها ولا قوة. هؤلاء الأبطال هم آباؤنا وإخوتنا وأبناؤنا حيث نذروا أرواحهم فداء لهذا الوطن. إن مصر كلها تنتظر إنهاء هذه القوات لمهمتها وإعلان تطهير أرض ســيناء المباركة من رجس الإرهاب حتى تبدأ عمليات التنمية على أوسع نطاق .»

انتبهوا

مطلــب يتقدم به علي بركة في «الأهرام» لعشــاق كرة القدم: «على كل من يتابع مباراة الأهلــي المصري والترجي التونســي على لقب الزعامة الإفريقية في كــرة القدم، أن يدرك حقيقة مهمــة، موجزها أن العلاقة بين الشعبين المصري والتونسي ضاربة في عمق التاريخ، وأن مباراة في كرة القــدم أو حتى مئة مباراة، يجب ألا تؤثر أبدا علــى قوة ومتانة العلاقات بين الشــعبين الشــقيقين. والحقيقة التي لا تقبل الجــدل أن البعض من عديمي الإحساس بالمسؤولية قد وجدوها فرصة كي يفرجوا عن أحقادهم فيزيدوا من حدة المنافســة، إلى الدرجة التي تجعل هناك مشكلة بين مصر وتونس. وهنا أشــير وأدق ناقــوس الخطر لما يمكن أن يقــع من أحداث مؤسفة لو اســتمر التصعيد على هذا النحو غير المسؤول. ولا يزال هواة سكب الزيت على النار لغزا كبيرا، خاصة أنهم يدركون عواقب تصرفاتهم غير المســؤولة وتأثير الســموم التي يبثونها على الصبيــة الصغار من جماهيــر البلدين، وقــد أدهشــهم أن العلاقات بين مصــر وتونس على أفضل ما تكون دائما، ولم تتعرض لأي هزة من قبل على أي مســتوى من المستويات. غير أنني كمواطن مصري مهموم بالقضايا القومية، استشعر وجود مؤامرة محكمة تســعى للوقيعة بين الشعبين الصديقين، وقد بدأت فصول المؤامــرة تكتمل مع بدء توافد جماهير النــادي الأهلي إلى تونس لتشــجيع فريقها. إنني أناشد الأشقاء التوانســة بالتحلى بأكبر قدر من ضبط النفس، وعلى المثقفين التونســيي­ن أن يقومــوا بدورهم في توعية الجماهير، لأن العلاقات المصرية التونســية أكبر وأعظــم وأعمق من أن تتأثر بسبب مباراة رياضية».

لعنة خاشقجي

«كان ترامــب كما يصفــه عبد العظيم حماد في «الشــروق»، رســول الشــعبوية والقومية ذات الأفق الضيق، هو بنفسه الذي حول انتخابات الثلاثــاء الماضي إلى اســتفتاء على شــخصه، قال ذلــك صراحة، وقاد بنفســه الحملات الانتخابية للمرشحين الجمهوريين، ولم يخف الأمل في الاحتفاظ بالأغلبية في مجلســي الكونغرس وبرلمانات الولايات، بل إنه لم يســلم علنا بإمكان حصول المعارضة الديمقراطي­ــة على أغلبية مقاعد مجلس النواب إلا صبيحة يوم الانتخابات، وإذن فبأي معيار يمكن القول إن «الترامبيــ­ة» تلقت صفعة، أو لنقل تعرضت لنكســة مؤثرة، ليس أهم آثارها هو أن أجندة الرئيس التشريعية المنحازة عمدا للأغنياء والعنصر الأبيض والقوة الذكورية لن ترى النور غالبا، أو أنه أصبح مضطرا لقبول الحلول الوســط، أو أن الطريق أصبح مفتوحــا للتحقيق البرلماني الجاد في مخالفاته المالية والتدخلات الروسية في الانتخابات، ولكن الأهم هو عودة الــروح لمبدأ الرقابة والتوازن في النظام السياســي الأمريكي، بما يمنع تركز القوة في مكان واحد، أو شــخص واحد، ومن ثم عودة الروح للقوى والمؤسسات التقدمية المؤمنة بالسلام العالمي والأخوة وديمقراطية التشريع، وفوق ذلك كله المؤمنة بمنجزات الإنسانية على صعيد التنظيم والتعــاون الدوليين، ســواء في إطــار الأمم المتحــدة ومنظماتها، أو في إطار المعاهــدا­ت متعددة الأطــراف. ويرى الكاتب إن مــن أبرز تجليات الانتخابات، إعادة اكتشــاف قــوة الرأي العام، وحريــة التعبير، وذلك من خلال التداخل القــوي بين مقتل الكاتب الصحافي الســعودي جمال خاشــقجي، والحملات الانتخابية لمرشــحين الكونغرس، فقد كان الرأي العام، والصحافة المســتقلة، هما مــا أجبر المرشــحين الجمهوريين على معارضة المواقــف الأولى للرئيس ترامب، وما أجبــره على تغيير موقفه خوفاً على حظوظ المرشــحين المؤيدين له، وخوفا على حظوظه هو نفسه في انتخابات الرئاســة المقبلة، على الرغم من استخدامه السلاح المفضل لديه لإغواء البســطاء، والالتفاف على السخط الشعبي، وهو سلاح المال الســعودي على وجه الخصــوص، والمال الخليجي علــى وجه العموم، ليتعلم، أو لا يتعلم أنه توجد بالفعل أشياء لا تشترى».

أمريكا في خطر

من أبرز إرهاصــات الانتخابات الأمريكية الأخيرة، كما يشــير محمد المنشاوي في «الشــروق» أنه: «لم يعد في وسع المؤسسة الحزبية، سواء الجمهورية أم الديمقراطي­ة، التحكم في هوية مرشــحي الحزب المفضلين. وعلــى الرغم من ذلك لا يجرؤ أي من الحزبين على الابتعاد عن مرشــحي التطرف اليساري أو اليميني. ولم يستطع الحزبان إفراز قيادات كاريزمية بارزة يمكن تخيلها على مقعد المكتب البيضاوي في البيت الأبيض. هل يمر الحزبان بحالة من الانهيار؟ أم بأزمة تتكشــف لهما خلالها التغيرات التي يمر بها المجتمع الأمريكي في خطابه السياسي، وفي تكويناته الاجتماعية والاقتصادي­ة؟ التاريخ الأمريكي على مدى القرنين الماضيين اتصف بقدرته المرنة على التغيــر من أجل التكيف مع هيمنة الواقع، تســاعده على ذلك فلســفة بنيويته السياسية وتجربته الديمقراطي­ة، التي لا تزال في أطوار النمو. الأحزاب الأمريكية كما عرفناها في ســبيلها للاندثار، وذلك بدون الاتفاق على صورة أو طبيعة البديــل أو البدائل، ما يتعرض له الحزبان الرئيســيا­ن الجمهوري والديمقراط­ي خلال العامين الماضيين من أزمة غير مسبوقة تمثلت في وصول مرشــح لا ترضى عنه قيادات وقواعد الحزب التقليديــ­ة في الحالــة الجمهورية، وعــدم تصعيد الحــزب الديمقراطي لأي قيــادات جديدة، يمثل نذير خطر للديمقراطي­ــة التقليدية كما عرفتها الولايات المتحدة .»

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom