Al-Quds Al-Arabi

أول القصيدة

-

المتابعة السريعة تكشف أنها تضيق واسعاً، فهل قضايا الشعوب يشغل القوم، ولو ظاهرياً، ولو في حدود الاهتمام في الانطلاقة الأولى في 2004!؟

أول القصيــدة، لا يوحي بهذا، فمصــر عند الإدارة الجديدة، هي في «إســام بحيري» و»إبراهيم عيســى»، والأول يقدم برنامج «إســام حر»، والثاني يقدم برنامج على النغمة نفسها وهو «مختلف عليه»، وظن القوم أنه يمكنهم أن يضللوا المشــاهد باطلاق وصف «الداعية» على الأول، فما علاقته بالدعوة، وفي أي مكان مارســها، إلا إذا اعتبرنا أن «الحرة» هي منبر المسجد الأحمدي في مدينة طنطا؟، بيد أنه لم يمارس الدعوة في «الحرة» فقد عمل مقدم برامج باستضافته ضيف في الحلقة الأولى، ثم إن «الداعية الإســامي الكبير» سبق له أن دخل السجن بتهمة ازدراء الأديــان، وأرجو ألا يتورط أحد من أهل الاســتنار­ة في الدفاع عن المتهمين بذلك، لأننا ســنطالبهم بالدفــاع عن رئيس حزب المســتقبل والصحافي المناضل «مجدي أحمد حسين» فهل يقدرون؟!

أمــا «إبراهيم عيســى» فقد «اســتنفد أغراضه» في مصر، وهــذه النوعية من البرامج لم يقدمها إلا على ســبيل النضال الآمن، وعندما كانت الســلطة تضييق بالكلام في السياسة، وهو لم يكسب الناس بها، لكنه دخل عليهم من باب المناضل ضد الأنظمة الحاكمة، فلما عاد ســيرته الأولى لم يجد جماهيراً أو مشاهدين. إنه ذات التوجه الذي يدعمه رجل الأعمال «نجيب ساويرس» لأسباب يُسأل عنها.

حسنا، فلماذا لم تمد الادارة الجديدة لـ «الحرة» الحبل على استقامته، فيكون هناك من يقدم «المسيحي الحر»، و»مختلف عليه مسيحيا»؟

إذا جرى التعامل مع الســؤال بجدية، فإن مســاحة المناورة تكون قد ضاقت، لنصل إلى أنه اختيار الخفة، وأن اصطــدام مع الرأي العام مقصود لذاته، فيفتقد للعمــق، ممن قرأوا التراث من زاوية الخدمة على أفكارهم المعدة ســلفاً، أما الأول فهو قارئ عناوين ولم يصل إلى المتون أبداً، وفي واشنطن يعيش كاتب العناوين والمتون، المفكر الجاد «أحمد صبحي منصور»، وقد يختلف حوله المختلفون، لكنهم لا يختلفوا على جديته وصدقه مع نفســه وباعتبــار­ه متخصصا في مجاله، لكن هذا كله ليس مطلوباً، من إدارة اختزلت الإســام في «اسلام بحيري»، ومصر في «إبراهيم عيسى»!

لقد اشتروا «الترام». ٭ صحافي من مصر

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom