Al-Quds Al-Arabi

نجاح مؤتمر باليرمو رهن الأطراف المشاركة وإمكانية تطبيق قراراتها واقعيا

الناشط السياسي والحقوقي الليبي عبد المجيد محمد الميت:

- حاورته: روعة قاسم

تطرق الناشط السياسي والحقوقي الليبي عبد المجيد محمد الميت، في حديثه لـ «القدس العربي» إلى مجمل الأوضاع في ليبيا، مشيرا إلى ان الميليشيات المسلحة التي تتحكم في العديد من الأمور في البلاد وتتصارع فيما بينها، هي المعرقل الأساسي للعملية السياسية وتقف ضد أي حل سياسي. مشيرا إلى أنها تعمل من أجل الإبقاء على حالة الفوضى العارمة. وبيّن أن التدخلات العسكرية والسياسية والمالية الخارجية تزيد الوضع توترا، لافتا إلى ان عديد الأطراف الخارجية تحافظ على مصالحها السياسية والبترولية في ليبيا.

يشار إلى ان الناشط والمحامي عبد المجيد محمد الميت له مسيرة حافلة في مجال الدفاع عن الحقوق، ودرس إدارة الأعمال في جامعة هيوستن، ولاية تكساس الأمريكية 1987-1990 ودرس القانون في أكاديمية القانون الأمريكي والدولي، مركز دراسات القانون الدولي والمقارن، في مدينة دالاس، ولاية تكساس عام 1964. كما تحصل على شهادة الدراسات العليا في القانون الخاص من كلية القانون في جامعة باريس، فرنسا بين أعوام 1959-1957 .عمل قاضيا لدى محاكم طرابلس ومحاميا في المحاكم الليبية وكان عضو مجلس نقابة المحامين الليبيين وأمين صندوق النقابة بين أعوام 1970-1979 وقام بالتحضير والمشاركة في الدفاع عن الدولة الليبية في تأميم شركة النفط البريطانية وبنكر هانت أمام محكمة سيراكوزا في ايطاليا 1975-1979. وقام بالتحضير والمشاركة في الدفاع عن شركة «كوستال ستيت» الأمريكية في قضية النفط الليبي المرفوعة من شركة «بانكر هانت نيلسون» الأمريكية في مدينة هيوستن بولاية تكساس، الأمريكية 1978-1982. ولديه العديد من الدراسات والمحاضرات حول الاستثمارا­ت الأجنبية في ليبيا وقانون العمل وإصلاح النظام القضائي والإداري في ليبيا وحقوق الإنسان.

○ تفيد التقارير أن اهتمام ايطاليا بالأزمة الليبية يتوالى مع مرور الأيام وان اهتمامها بهذا الشكل، يثير الكثير من التساؤلات ومدى تدخل ايطاليا في الشأن الليبي والنتائج التي ترمي إليها، خاصة ان ليبيا كانت إحدى مستعمراتها المهمة والتي كانت تعتبرها الشاطئ الرابع لايطاليا. ويبين هذا الاهتمام المتزايد من التصريح الذي أدلى به رئيس وزراء ايطاليا جوزيبي كونتي إلى أهمية حضور جميع الأطراف الرئيسية في هذا المؤتمر الذي يهدف إلى دعم ظروف الأمن والتنمية الاقتصادية في البلاد، وأشار إلى ان حضور المشير حفتر يعزز الإطار الدستوري كأساس لعملية سياسية منظمة ترتكز على خطة عمل الأمم المتحدة.

وفـي السياق نفسه، نشير إلـى ما صرحت به وزيرة الدفاع الايطالية إليزابيتا ترينتا، إذ قالت ان بلادها «تبدي اهتماماً واسعاً بالقارة الافريقية لا سيما ما يتعلق بالأزمة الليبية». وأشــارت إلى أن «الاهتمام الايطالي بليبيا يرجع إلى أهميتها الجغرافية والتاريخية والثقافية وحتى الاقتصادية بالنسبة إلى بلادنا، فضلاً عن التأثير الكبير في ملف الهجرة غير النظامية في البحر المتوسط.»

فإذا نظرنا إلى مدى نجاح هذا المؤتمر من عدمه فأنه يتعين التركيز على الأطراف المدعوة إلى الحضور، ثم إلى القرارات التي قد يصدرها وامكانية تطبيقها على أرض الواقع.

إذ يبين من الأطراف المدعوة لهذا المؤتمر وهم رئيس حكومة الوفاق وبعض وزرائــه وعلى رأسهم وزير الخارجية محمد الطاهر سيال، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ومجموعة من النواب الموالين له، ورئيس مجلس الدولة خليفة المشري ومجموعة من الأعضاء الموالين له، والمشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني، ومجموعة ممن لا يمثلون أي قطاعات شعبية بل أن أغلبهم غير معروفين في الأوساط الشعبية.

فما أبرز ملاحظاتكم؟

○ يلاحظ الآتـــي: اعـتـذار بوتين رئيس الاتحــاد الروسي عن الحضور وكذلك غياب دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

لم يدع الدكتور محمود جبريل وهو رئيس أهم الأحزاب في ليبيا والذي نال أغلبية في الانتخابات التي تمت في ليبيا.

كما لم تتم دعـوة رؤســاء مجموعة من الأحـزاب المعروفة والمعترف بها في ليبيا. ولم تتم دعوة الكثير من الناشطين السياسيين المعروفين لقطاعات كثيرة من الشعب. واعتقد أن عبد الرحمن شلقم، سوف يعتذر وهو الذي قاد المعركة الدبلوماسي­ة في هيئة الأمم المتحدة للقضاء على حكم القذافي. ويلاحظ زيارة المشير خليفة حفتر قبيل انعقاد المؤتمر إلى روسيا للتشاور وأخذ الرأي حول الاجتماع. ونتوقع ان أهم ما سيصدر عن المؤتمر هو تأييد مساعي ممثل الأمم المتحدة في القيام بدوره المنوط به. ودعوة الأطراف المجتمعة إلى التصالح في ما بينها وإيجاد أسرع وأفضل الطرق إلى حل الصراع الليبي، ونزع الأسلحة غير التابعة للدولة وحل الميليشيات المتواجدة على الساحة الليبية. إضافة إلى إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في مدة شهرين أو ثلاثة من انتهاء المؤتمر.

والخلاصة أنني لا أتوقع نجاحا يذكر لهذا المؤتمر كما حصل في مؤتمر باريس. ولعل حضور فرنسا سيكون دبلوماسيا أكثر منه تفاعلا إيجابيا يعكس فشل مؤتمر باريس.

كيف هو ميزان الميليشيات فيها؟

○ توجد في ليبيا اليوم حكومتان، أحداهما في البيضاء وجدها المجلس النيابي وتسمى الحكومة المؤقتة وحكومة أخرى أوجدها الاتفاق السياسي برئاسة برناندينو، وتسمى حكومة الوفاق، وتوجد في مدينة طرابلس. ولا تعترف أي منهما بالأخرى. وهناك برلمانان أحدهما في طبرق تم انتخابه في عام 2014 وقد انتهت مدته القانونية ورغم ذلك بقي يمارس السلطات المذكورة في الإعـان الدستوري. ولدينا القوى في ليبيا وما دور مجلس خلق من الاتفاق السياسي، رغم أنني اعترض على هذه التسمية فهي ليست اتفاقا، وسمي بمجلس الدولة.

كما يوجد أيضا الجيش الليبي برئاسة المشير خليفة حفتر وهو شبه مستقل عن برلمان طبرق أو الحكومة المؤقتة.

وهناك مجموعة من الميليشيات المسلحة التي تتحكم هي الأخرى في العديد من الأمور في ليبيا، وتتصارع في ما بينها بل وكثيرا ما تقوم بصدامات مسلحة رغم ما تدعيه حكومة الوفاق انها جميعا تتبع وزارة الداخلية التي لا سلطان لها عليها.

ويبين من كل ذلك وجود فوضى عارمة تدل على شبه انعدام للدولة بالمفهوم الدولي.

ما مدى خطورة عودة الإرهابيين إلى ليبيا؟ ○ بعد هزيمة داعش في العراق وسوريا، فقد انتقل أغلب عناصرها إلى ليبيا باعتبارها ملجأ آمنا بسبب الفوضى العارمة من جهة واتساع رقعة ليبيا من جهة أخرى. إلا ان الولايات المتحدة تقوم من حين إلى آخر بالهجوم عليها بقيادة الأفريكوم. ولكنها ضربات محدودة. ويقوم الجيش الوطني الليبي بالهجوم على الأماكن المتواجد فيها داعش كمدينة درنة والجنوب الليبي.

الدور الأجنبي في ليبيا كيف ترونه؟

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom