الأطفال المعاندون أكثر نجاحا في الحياة وأوفر حظا في العمل من غيرهم
أوصت دراسة صدرت للتو العائلات، بتقبل طباع العناد التي تظهر لدى بعض الأطفال بدلا من مواجهتها بالقمع.
وتوصلت الدراسة التي استغرق إنجازها أربعين سنة من البحث والتي نشرت للتو في حولية «علم النفس والتنمية»، إلى خلاصة مفادها «أن الأطفال المعاندين أكثر حظا من الأطفال المسالمين في النجاح في حياتهم وفي تحقيق أهدافهم».
وبــدأت الدراسة بتشخيص حالة 700 طفل في عمر 12 سنة وتابعتهم حـتـى أصــبــحــوا فــي عـمـر 52 سنة لتستخلص بأن الأطفال الذين كانوا معاندين في صغرهم يصبحون بعد تقدمهم في العمر أكثر نجاحا وأكثر تركيزا وأكـثـر قــدرة على إنجاز أمور حياتهم.
وأوضحت المهنية، ويشمل ذلك الأطفال الذين تحدوا بقوة أهاليهم وذويهم. وأولى الباحثون خلال إنجاز الدراسة اهتماما كبيرا بمراقبة الوعي الأكاديمي لهؤلاء الأطفال ومراقبة الحس القانوني لديهم، ليكتشفوا أن الأطفال الذين يخرقون في صغرهم قواعد السلوك يتحولون بعد كبرهم إلى أشخاص يتحلون بقدر كبير من المسؤولية. وفي السياق، نشرت مدونة اجتماعية بعنوان «فاظلي» تأكيدات بأن الأطفال الذين يتجاهلون أسرهم ولا يعبؤون بقواعد السلوك تحولوا فيما بعد، إلى أشخاص مهذبين أكثر من نظرائهم المسالمين. كل هذا يؤكد أن أطفالنا الذين يعاندون في صغرهم من أجل الحصول على جزء أكبر من الكعكة يطلبون في مرحلة التوظيف رواتب أعلى أيضا. وتؤكد الدراسة أن الأطفال الذين كانوا في صغرهم معاندين يصبحون مع تقدم السن أكثر قدرة على التنافس في الفصول الدراسية، كما أنهم يبذلون أقصى الجهد للحصول على علامات أفضل في الامتحانات. وذكــــرت أن هــــؤلاء الأطـــفـــال لا يتراجعون أمام تحديات الحياة لأنهم يتحولون في الغالب إلـى ممانعين ومقاومين ومتعددي الكفاءات. ولا يعني مــا ذكـــر في السابق أن نجزم بشكل مطلق بنجاح الأطفال المعاندين ولا بجدوائية سلوكهم، بل إن علينا أن نفهم بـأن الأطفال الذين يسعون لتحويل عنادهم السلبي إلى طباع إيجابية، يحتاجون للتشجيع والتوجيه للعبور الآمــن من ضفة العدوانية والسلبية نحو الضفة الأخرى.