زعماء العالم يحتفون في باريس بالذكرى المئوية لنهاية الحرب الأولى وسط توتر عالمي متزايد

ماكرون طالب بجيش لحماية أوروبا من روسيا وأمريكا... واحتجاجات شعبية على حضور ترامب

وســط تصاعد الحروب والاضطرابات السياسية والاقتصادية في كثير من مناطق العالم، شــارك نحو 70 رئيس دولــة وحكومة في باريس، أمس الأحد، في مراســم إحياء مئوية توقيع الهدنة التي أنهت الحرب العالميــة الأولى، فــي تجمع حذّر مــن خلاله الرئيس الفرنســي إيمانويل ماكــرون من النزعــة القومية، ودعا إلى نبــذ «الانطواء والعنف والهيمنة »، في وقت يتصاعد التوتر بين أوروبا وواشنطن.

وســادت أمس في باريس مشاعر الغضب لحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامــب الفعاليات، واتهمه المتظاهرون بإقلاق الأمن والسلم الدوليين.

وبعد المراسيم، انتقل القادة إلى قوس النصر الذي يشرف على جادة الشانزيليزيه الشهيرة والذي أقيم تحتــه ضريح الجنــدي المجهول، وأضيئت شــعلة لا تنطفئ للتذكير بحجم هذا النزاع الذي أسفر عن مقتل 18 مليون شخص.

وألقى ماكرون خطابا في المناســبة اســتمر لنحو عشــرين دقيقة، دعا فيــه القادة إلى نبــذ «الانطواء والعنف والهيمنة » وخوض «المعركة من أجل السلام .»

وانتقد النزعة القوميــة التي يؤيدها ترامب مرارا، وقال إن «الوطنية هــي نقيض القومية تماما. القومية هي خيانة» الوطنية. ودعا ماكرون إلى تكوين جيش أوروبي بــدلاً من الاعتمــاد على الســاح الأمريكي لمواجهة روســيا وأمريكا أيضا، خلال مقابلة مع شبكة سي أن أن الأمريكية، وهو الأمر الذي لم يرق للرئيس ترامب، الذي رد على ماكرون بــأن الأولى أن تقدم ما عليها لحلف شــمال الأطلســي بدلاً مــن الحديث عن جيش جديد. ونــدد الرئيس الأمريكــي بتصريحات نظيره الفرنســي حول إنشــاء جيش أوروبي بوجه قوى مثل روســيا والصين وحتــى الولايات المتحدة، معتبــرا أن اقتراحه «مهين جــدا». وتظاهر الآلاف في العاصمة الفرنســية باريــس، أمس الأحــد، ضد ما اعتبروها ممارسات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب «تعرض السلم الدولي للخطر.»

ودعت للمظاهرة قرابة 50 منظمــة أهلية مناهضة للحروب، وحمل المشــاركون فيها لافتات كتبت عليها عبارات مــن قبيل : «ترامب يعني الحرب » و«لا للحرب والعنف » و«لندافع عن السلام .»