Al-Quds Al-Arabi

تواصل صرف المساعدات المالية القطرية لسكان غزة... ونتنياهو يدافع عن إدخال الأموال: «جاءت لمنع التدهور»

ساهمت في انتعاش الأسواق وجاءت ضمن تفاهمات إعادة الهدوء

- غزة ـ «القدس العربي» من أشرف الهور:

توالت عملية صرف رواتب موظفي قطاع غزة، والمساعدات المالية لـ 50 ألف أسرة فقيرة، ضمن المنحة القطرية العاجلة، التي قدمت من أجل المســاهمة في تحسين الوضع الاقتصادي المتردي في القطاع، جراء الحصار الإسرائيلي المفروض على الســكان منذ 12 عاما، التي جاءت في سياق خطوات إرساء حالة الهدوء، بوساطة أطراف عدة.

ولليوم الثالث علــى التوالي اصطــف مواطنون كثر من قطاع غزة وموظفون في طوابيــر أمام «بنوك البريد»، حيث خصصت ســاعات الصباح لصرف رواتــب الموظفين الذين عينتهم حركة حماس عقب ســيطرتها علــى غزة في يونيو/ حزيران 2007، لاســتلام رواتبهم من الأمــوال التي أدخلتها قطر للقطاع نهاية الأســبوع الماضي، ضمن منحة ستســتمر لمدة ستة أشهر، بواقع 15 مليون دولار شهريا، بخلاف أموال قدرها 10 ملايين دولار مخصصة لشــراء وقود محطة توليد الكهرباء، لتخفيف مشكلة الكهرباء.

وقالت وزارة المالية في غزة إنه سيستكمل اليوم الصرف لفئة 3000 شــيكل )الدولار يساوي 3.67 شيكل( فأعلى لمن لم يستفد من المنحة القطرية عبر البنك الوطني وبنك الإنتاج.

وقد خصصت ساعات الظهيرة وحتى الثامنة ليلا، لتوزيع مســاعدة مالية قدرها 100 دولار أمريكي، على 50 ألف أسرة فقيرة، تبرعت فيها أيضا دولة قطر.

وشهدت أسواق غزة التي عانت على مدار الأشهر الماضية من ركود اقتصدي كبير، انتعاشــة ملحوظة مع بداية صرف الرواتب والمســاعد­ات، وهو أمر عبر عنــه أصحاب المحلات التي أبقت أبوابها مفتوحة حتى ساعات متأخرة من الليل.

ولوحظ رواج وحركة نشطة في أسواق القطاع، كما سجل ارتفاع أســعار العديد من الســلع والخضراوات، مع زيادة الإقبال على شرائها خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وكان الســفير محمد العمــادي، رئيس اللجنــة القطرية لإعادة إعمــار غزة، قد قــال إن ضخ ملايين الــدولارا­ت في غزة ســيعمل على تحريــك عجلة الاقتصاد، مؤكــدا أن هذه المساعدات موجهة لسكان غزة بلا استثناء.

قطر: لا ندعم فصيلا بعينه

وقال خــال زيارته لمحطة توليــد الكهرباء التي تعمل حاليا بوقود تبرعت به قطــر «لا ندعم فصيلا أو جهة ما، ونســعى لحل مشاكل السكان بشــكل عام،» لافتا إلى أن منحة بلاده لغزة تخدم 500 ألف مواطن بطريقة مباشرة وغير مباشرة، ومن شأنها أن تنعش الاقتصاد.

وأشــار كذلك إلى وجود تفاهمات لإيجاد حلول دائمة لأزمات ومشــاكل قطاع غزة، وتشمل إنشاء «ممر مائي» للقطاع وتمديد خط كهرباء جديد من إســرائيل. وأشار إلى أن تفاهمات «الممر المائي» بحاجة لمباحثات طويلة مع كل الأطراف. مجموعة من الشباب في غزة تشارك في نشاط للترويج للسلام أمس

وأشــار العمادي الى أن منحة قطر لغزة المخصصة لوقود محطــة توليد الكهربــاء والمســاعد­ات المالية الإنســاني­ة للموظفين الحكوميين والسكان بشكل عام، تبلغ قيمتها الإجمالية 150 مليون دولار سيتم توزيعها على ستة أشهر.

وأكد كذلك على اســتمرار جهود دولة قطر من أجل تعزيز صمود الشــعب الفلسطيني وتشــجيع جهود المصالحة الفلســطين­ية، معتبرا أن إتمام المصالحة يعد «ضرورة ملحة وأساسية حتى تتوفر الأجواء المناسبة كــي يتمكن المجتمع الدولي من التدخل والمشــارك­ة في إيجاد حلول للأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها المواطنون في غزة .»

وجــرى إدخال هذه الأموال التــي تبرعت بها دولة قطــر، ضمــن التفاهمات التــي أبرمت بــن الفصائل الفلسطينية وإسرائيل عبر عدة وسطاء من مصر وقطر والأمم المتحدة، من أجــل إعادة الهدوء إلى قطاع غزة، ووقف التصعيــد الميداني على الحــدود، بعد تصاعد حدة فعاليات «مسيرات العودة» في الأسابيع الماضية.

وشــملت المرحلة الأولــى وقف الفصائــل عمليات تصعيــد المواجهــا­ت، ومــن ضمنها وقــف الفعاليات المســاندة للمســيرات من إطلاق «بالونــات حارقة،» وكذلك وقف عمل «وحــدات الإرباك الليلي»، وعمليات قــص الســياج الأمنــي الفاصــل، والحد مــن حجم التظاهــرا­ت أيام الجمع، فيما قامت إســرائيل بإدخال تحســينات لتخفيف الحصار، تمثلــت بإدخال أموال الدعــم القطرية، وكذلــك تعهدها للوســطاء بإدخال تســهيلات أخرى على حركــة مرور البضائــع لغزة، وتسهيل عمليات التصدير.

خلاف داخل حكومة نتنياهو

وفي هذا الســياق قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن ســماح حكومته بتحويل الأمــوال القطرية إلى قطاع غزة، جاء لـ «منع تدهور الأوضاع», وقال عقب توجيه المعارضة له جملة من الانتقادات بســبب ذلك، واعتبار الأمر مكافأة لحمــاس، إنه يفعل كل ما بوســعه وبالتنســي­ق مع الجهات الأمنية والمجلس الوزاري المصغر، لإعادة الهدوء إلى الجنوب، وأيضاً لمنع تدهور إنســاني في القطاع، مشيراً إلى أن الخطوة كانت صحيحة في هذا التوقيت.

وأضاف «لدينا الكثير من المســائل التــي نتابعها على جبهــات مختلفــة وأعتقد أننا قمنــا بمتابعة هــذا الملف بالشكل المسؤول والمتزن، ولكل خطوة ثمن، وعندما تقوم بخطوات قيادية فهنالك دائماً ثمن، وإذا لم تستطع تحمل هــذا الثمن فلا يمكنك القيــادة، وأنا أعــرف كيفية تحمل الثمن .»

وأدت عملية إدخال الأموال إلى قطاع غزة، إلى انفجار خلاف داخل أقطاب الحكومة الإســرائي­لية التي يتزعمها نتنياهــو، بين من أيد العملية وآخريــن انتقدوها، علاوة علــى الانتقاد الــذي وجهتــه المعارضة، التــي قالت إن نتنياهو قدم «هدية لحماس» بموافقته على إدخال الأموال الى غزة.

وقال حاييم يلين عضو الكنيســت الإســرائي­لي رئيس المجلس الإقليمي «أشكول» القريب من غزة «إن نقل الأموال القطريــة إلى قطاع غــزة يمثل جائــزة لحركة حماس,» وأضــاف ان حماس لم توقف التصعيــد والمواجهات عند الحدود، بالرغم من تلقيها الأموال.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom