Al-Quds Al-Arabi

انضمام رئيس أسبق للموساد إلى شركة تجسس وتحقيقات إسرائيلية دولية

- الناصرة ـ «القدس العربي» من وديع عواودة:

انضم رئيس المخابرات الإســرائي­لية الخارجية «الموســاد» الأسبق، إفرايم هليفي، إلى شــركة التجسس الإسرائيلي­ة الخاصة «بلاك كيوب»، كعضو في مجلس إدارتها ورئيس لجنة اختيار العملاء ومستشــار كبير في المجالين العملياتي والاستخبار­ي.

وترجح صحيفــة «يديعوت أحرونوت» التي نشــرت النبأ أمس، أن يُعين هليفي رئيسا للشركة وذلك اســتنادا إلى «مصدر مطلع». وكان قد انضم إلى هذه الشــركة في الماضي، مســؤولون أمنيون كبار سابقون، بينهم رئيس الموســاد الســابق، مئير داغان، والمفتش العام للشــرطة يوحنان دانينو، ورئيس مجلس الأمن القومي، غيورا آيلاند.

وتعتبر «بلاك كيوب»، التي تأسست في 2012، إحدى أشهر الشركات الخاصة في العالم التي تعمل في مجال التجســس والتحقيقات، وتقدم خدماتها لصالح جهات لديها قوة وقدرات اقتصادية كبيرة في الســوق الخاصة من أجل حل خلافات تجارية، لكن اســمها ارتبط كثيرا بفضائح دولية، بينها العمل لمصلحة المنتج والمخرج الأمريكي هارفي واينشــتاي­ن المتهم بالتحرش والاعتداءا­ت الجنســية، من خــال جمع معلومات عن ضحايا جرائم جنسية ارتكبها وعن صحافيين جمعوا معلومات عنه.

كما اعتقلت الشرطة الرومانية اثنين من موظفي «بلاك كيوب» بشبهة التنصت على مســؤولين في أجهزة إنفاذ القانــون الروماني وبصورة مخالفة للقانون. ويشــتبه موظفون في الشركة بتقمص شخصيات من أجل التأثير على قرار قاض كندي، وجمع معلومات حول موظفين سابقين في إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.

وتعقبت شــركة التجســس الإســرائي­لية الخاصة، «بــاك كيوب»، مســؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي الســابق، بــاراك أوباما، بهدف التوصل إلى البنوك التي أودعت فيها أموال تابعة لإيران من أجل السعي إلى مصادرتها، بالاســتنا­د إلى قرارات محاكــم أمريكية تجرّم إيران من خلال تحميلها المسؤولية عن هجمات فلسطينية.

وكانت صحيفتا «الأوبزرفــ­ر» البريطانيـ­ـة و«نيويوركر» الأمريكية قد كشــفتا، في أيار/ مايو الماضــي، عن أن «بلاك كيــوب»، المتخصصة بالتجســس التجاري، تعقبت كارولين تيس، وهي مســاعدة لسفيرتي الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، سوزان رايس وسمنثا باور، وعُينت في عام 2014 مسؤولة عن اتصالات مجلس الأمن القومي الأمريكي، خلال ولاية أوباما، بخصوص التشــريعا­ت في الكونغــرس. وبمنصبها هذا، نسّــقت تيس الجوانب التشــريعي­ة المتعلقة بالاتفاق النووي مع إيران والمصادقة عليها في الكونغرس.

وحســب مصادر أمريكية وإســرائيل­ية، فــإن مقربين مــن الرئيس الأمريكــي، دونالد ترامب، اســتأجروا خدمات «بلاك كيــوب» كي تقوم بحملة تجسس ضد مسؤولين كبار في إدارة أوباما السابقة، في محاولة لإلغاء الاتفاق النووي. والاسمان الأبرز اللذان استهدفتهما هذه الحملة هما نائــب رئيس مجلس الأمــن القومي، بن رودس، ومستشــار الأمن القومي لنائب الرئيس أوباما، كولين كاهل. وحاول عملاء «بلاك كيوب» التحدث مع رودس وكاهل، مســتخدمين هويات مســتعارة، إلا أن هذه الحملة فشلت وكُشفت.

كما كشــف تحقيق نشــرته صحيفة «هآرتس» قبل شهر ويستند إلى محادثات مع عاملين ســابقين وحاليين في «بلاك كيوب» وإلى مستندات داخلية لهذه الشــركة، عن أن تيس كانت هدفا لعمليات تجسس نفذتها الشركة ولحملة واســعة النطاق، لم تتركز حول محاولات إلغاء الاتفاق النووي، وإنما ركزت بالأســاس على تعقب تنقــل أموال وأملاك إيرانية إلى الولايــات المتحدة بهدف مصادرتها، بالاســتنا­د إلى قرارات محاكم أمريكية، بتعويض عائلات أشخاص قُتلوا في عمليات فلسطينية. ونقلت الصحيفة عن مصدر «مطلع على انضمام هليفي إلى الشــركة» قوله إنه ســيعمل في إطار عمليات اســتخبارا­تية للشــركة وتعقب أشخاص في العالم.

وفيما يتعلق بمهمة هليفي باختيار زبائن الشركة، قالت الصحيفة إن «بلاك كيوب» تصنف زبائنها من خلال ثلاثة ألوان: الأخضر، الذي يرمز إلى زبائن غير إشكاليين وبالإمكان العمل لصالحهم، والأحمر وهم زبائن يحظر العمل معهم، والأصفر، وهم زبائن توجد علامة اســتفهام حيالهم. وجاء هذا التصنيف في أعقاب قضية فاينشــطاي­ن، الذي عبرت الشركة عن أسفها رسميا للعمل لمصلحته بعد فضح دورها في قضيته.

ورفضت الشــركة التعقيب على تقرير الصحيفــة، بينما أكد هليفي، الموجود في لندن، أنه انضم إليها مكتفيا بالقول إن مهمته ستكون تقديم الاستشارة، وإن «الحديث ليس عن منصب رفيع.»

وعمل هليفــي )84 عاما( 41 عاما في الموســاد، تولى خلالها مناصب رفيعة، بينها رئيس القســم المســؤول عن العلاقات السرية لإسرائيل، قبل تعيينه رئيســا لهذا الجهــاز. وفي عام 1997، ســاهم في حل الأزمة بين إســرائيل والأردن في أعقاب محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشــعل، وذلك بفضل علاقاتــه الوثيقة مع العاهل الأردني الراحل الملك حســن. وفي عام 2002 عُين هليفي رئيســا لمجلس الأمن القومي، لكنه اســتقال من هذا المنصب بعد ســنة واحدة بســبب خلافــات بينه وبين رئيس الحكومة آنذاك، أريئيل شــارون. ومن وقتها يتولــى هليفي مناصب أكاديميــة إلى جانب تقديم استشــارات لهيئات دولية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom