Al-Quds Al-Arabi

وزير إعلام الحوثيين «المنشق»: الانقلابيو­ن أضحوا في النزع الأخير

وكالات الأمم المتحدة الإنسانية: اليمن قريبا سيصبح بلد الأشباح الحية

- نيويورك ـ «القدس العربي» من عبد الحميد صيام ووكالات:

قال وزير إعلام الحوثيين المنشــق عبد الســام جابــر، أمس الأحــد، إن «الانقلابيـ­ـن )الحوثيين( أضحوا في النفس والنزع الأخير».

وأشــار في المؤتمــر الصحافــي الــذي عقد في العاصمــة الســعودية الريــاض، وحضــره قادة عســكريون في التحالف العربي، إلى أن «المليشيات الحوثية يائســة، تحــاول تنفيذ مشــروع وأجندة خارجية غريبــة عن اليمن وشــعبه )...( وارتكبت جرائم شــنيعة». وأضاف «الوضع فــي اليمن كان من الممكن أن يتغير إلى الأســوأ، لولا تدخل القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن».

وشدد على أن «مســتقبل اليمن هو في يد أبنائه الشــرفاء في داخل اليمن، الذين يحتاجون لتحرك جاد، لمواجهــة هذه القــوى من الداخــل، وترتيب أوضاعهــم، بالتنســيق والتواصــل مــع حكومة الشرعية، وقيادة التحالف العربي».

ووفق وسائل إعلام سعودية، بينها وكالة الأنباء الرسمية، قال جابر، إنه «كان أحد راسمي سياسات التضليــل، خلال الفترة التي أجبــر فيها على العمل مــع جماعة لا تمت بصلة إلى عــادات وتقاليد اليمن العربية».

والســبت، أفــاد مصدر فــي الحكومــة اليمنية )الشــرعية(، أن عبد الســام جابر، وزير ما يسمى بحكومة «الحوثيين» غير المعترف بها دوليا، انشــق عــن الجماعــة، ووصل إلــى العاصمة الســعودية الرياض.

من جهتها أعلنــت حكومة «الحوثيين» المشــكلة في العاصمة صنعــاء )غير معترف بها دوليا(، أمس أيضــا تعيين عضــو «المكتب السياســي» للجماعة، ضيف الله الشــامي، «وزيرا للإعلام»، خلفا للوزير المنشق عبد السلام جابر.

ومنذ نحو 4 أعوام يشــهد اليمن حربًا بين القوات الحكوميــة، مدعومــة بالتحالــف العربــي بقيادة الســعودية من جهة، وبــن المســلحين الحوثيين، المتهمين بتلقي دعــم إيراني، من جهة أخرى، والذين يســيطرون على عدة محافظات، بينها صنعاء منذ وزير إعلام الحوثيين المنشق عبد السلام جابر خلال مؤتمر صحافي أمس 2014. وفي السســياق، قال برنامج الأغذية العالمي إنه يخطط لزيادة جهود المســاعدا­ت المنقذة للحياة ليصل من 8 ملايين إلى 14 مليون شــخص في حاجة إلى المســاعدة، وحث الأطراف المتحاربة على تجنب ميناء الحديدة الرئيسي في البحر الاحمر.

ويأتي نداء البرنامج وســط تجــدد للقتال حول مدينة الحديدة ومينائها الذي يســتقبل ما يصل إلى 70٪ من مســاعدات البلاد. وحذر المتحدث باســم برنامج الأغذية العالمي، إيرفيه فيروسيل، من خطر أن يصبح اليمن بلدا «للأشباح الحية» ما لم يتوقف القتال الدائر منذ 2015 بــن القوات الحكومية التي يدعمها التحالف ومليشيات الحوثي. «الذي نريده أن الميناء يحتــاج إلى البقاء مفتوحــا. اليوم لدينا مخــزون كاف في البلاد للحاجة الملحة لهذا الشــهر والشهر المقبل. لكن بالنسبة للمستقبل، ومع الخطط التي نحتاجها للوصول إلى ملايين أخرى من الناس، سنحتاج إلى المزيد من االمخزونات الغذائية.»

ويأتي قرار مضاعفة المســاعدا­ت الغذائية للبلاد قبل نشــر تقرير جديد حول مســتوى انعدام الأمن الغذائي في اليمن، والذي أشار إلى أن ما يقدر بنحو 6.8 مليون شخص يواجهون مستويات طوارئ من انعــدام الأمن الغذائي وأنهم يقتربون من مســتوى المجاعة.

وقــال إن هذا الرقــم «يمكن أن يرتفــع إلى 12 أو حتى 14 مليون شخص، مشيرا إلى أن القتال المكثف في الحديــدة وما حولها في غرب البلاد تســبب في تأخيرات كبيرة في تســليم الشــحنات الإنسانية والتجارية.

وأضــاف فيروســيل أنــه «مهمــا كان الوضــع العســكري في المدينة وما حولها، فمن الضروري أن تدع جميــع الأطراف المعنية...المينــاء يعمل وبدون أي تأخير، وتجنب هذه التأخيــرا­ت وإغلاق الميناء في نهاية المطاف في المســتقبل. ووسط تقارير غير مؤكدة تفيد بأن ميليشــيات الحوثــي المعارضة قد تولت مواقع دفاعية في مستشفى الحديدة».

وأشارت اليونيســف إلى أن عددا أقل من الناس باتــوا يطلبون المســاعدة الآن من المرافــق الطبية. وقــال المتحدث باســم اليونيســف، كريســتوف بوليــارك: «أخبرنا طبيب أن هناك عادة ما بين 2000 إلــى 2500 مريض يذهبون إلى المستشــفى كل يوم. لم يخبرني بوضــوح كم يأتي الآن، لكنه أخبرني أن عدد المرضى الذين يأتون إلى مستشــفى الثورة قد انخفض بشكل كبير .»

وأضاف المتحدث باســم اليونيسف أن الأطفال لا يزالون معرضين للخطر بشــكل خاص لأن الحديدة والمحافظــ­ات المجاورة تمثل 40٪ مــن مجموع 400 ألف طفــل يمني يعانــون من ســوء التغذية الحاد والشديد.

ويواجه اليمــن بالفعل أكبر أزمة جوع في العالم، حيث يعيــش ملايين الناس على حافــة المجاعة في واحدة من أفقر البلدان على هذا الكوكب، وقد حذرت الأمم المتحدة مرارا وتكرارا من ذلك.

وأعربت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عــن قلقها البالــغ إزاء تصاعــد النزاع فــي الآونة الأخيــرة في محافظة الحديدة وأثره على الســكان المدنيين، وكذلك على عمليات المساعدات الإنسانية. وقالت المتحدثة باســم المفوضية شــابية مانتو إن العنف قد أجبر منذ حزيران/ يونيو الماضي 445 ألف شخص على الفرار من محافظة الحديدة، مشيرة إلى أن الاشــتباك­ات العنيفة والغارات الجوية والقصف أدت إلى ســقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين، حيث شهد شهر تشــرين الأول/ أكتوبر وحده مقتل 94 مدنيا وإصابة 95 آخرين في المحافظة.

وفــي الوقــت الذي أشــارت فيــه المفوضية إلى صعوبــة تقييم عــدد المتبقين في مدينــة الحديدة، أعربت عن القلــق من أن يكون النــاس محاصرين وسط العمليات العسكرية «التي تقيد بشكل متزايد السكان وتقطع طرق الخروج.»»

وفي تطور مثير للقلق، حسب المفوضية، تم إغلاق الطريق الرئيســي الذي يربــط بالعاصمة صنعاء مما يؤدي إلــى «خنق» عمليات الإغاثة والأســواق التجارية للمحافظة والمناطق المحيطة بها.

وقد ناشــدت مفوضية شــؤون اللاجئين بشكل عاجــل أطــراف النزاع حمايــة المدنيــن وموظفي المساعدات الإنسانية وتأمين مواد الإغاثة الإنسانية في المستودعات.

كما حثت جميع أطراف النزاع على السماح بمرور الإغاثة الإنسانية بسرعة ودون عوائق إلى المدنيين المحتاجين وضمان حماية البنية التحتية الإنسانية، وفقا للقانون الإنساني الدولي.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom