زياد عيتاني يمسرح مأساة اتهامه بالتعامل مع إسرائيل

أوقف الممثل المسرحي زیاد عیتاني بتهمة التعامل مع الاســتخبارات الإســرائیلیة بواســطة مشّغلة اســمها «كولیت». وسرعان ما تســرّبت أخبار عن اعترافات أدلى بهــا صدمت الرأي العــام اللبناني بخطورتها، قبــل أن تنجلي القضیة لــدى القضاء العسكري بعد أشهر طويلة من الإنتظار.

في 23 الشــهر الجاري سیقف زیاد عیتاني، لأول مــرة منذ توقیفه، مــع أربعة ممثلین في مســرحية «وما طلت كولیت»، من كتابته مع خالد صبیح على خشبة مسرح مترو المدینة.

المسرحیة من إخراج هاشم عدنان وإنتاج «مترو المدینة»، فــي عرض واقعــي عن بلد غیــر واقعي مقتبس مما تعّرض له على مــدى 109 أیام في تهمة مُلفقة عن التعامل مع العدو.

في هذا العرض یتعّرض سائق التوصيل البسیط فوزي لسیّدة صاحبة نفوذ، فكان ذلك كفیلا بتلفيق تهمة له بالتعامل مع إسرائیل. وهكذا تنقلب حیاته فجأة من حیاة عادیة إلى فصول لا تنتهيبین أقبیة التحقیقات، وجلسات الاستجواب مع محققین هواة راغبین في تســجیل أي إنجاز بأي ثمــن. ثم ینتقل لیتعّرف إلى عالم الســجن حیثیمضــي أیامه مع مساجین منهم مجرمون محترفون ومنهم مظلومون أودى بهم حظهم العاثر إلى وراء القضبان.

تتناول مســرحیة «وما طلــت كولیت» في إطار كومیدي وموسیقي الخفّة التي يتعاطى بها الأمن في العالــم الثالث مع الموقوف، دون أي مراعاة لكرامته أو أي اهتمام بجلاء الأمور على حقيقتها. وتســلط الضوء أیضا على الُسعار الإعلامي لتحقیق السبق الصحافي بما یخالــف القوانــن وكرامات الناس وقرینة البراءة. بين الهوس الأمني لتسجیل إنجاز، والهوس الإعلامي للبحث عن «سكوب»، تتحّول «كولیت» من شخصیة مخترعة إلى حقیقة مطلقة یؤمن بوجودها شــعب بكاملــه، ویصبح فوزي متهماً ومداناً بأبشع فعل وتُدّمر حیاته وعائلته، قبل أنُ یتاح له الدفاع عن نفســه، وحتى قبل أن یُصدر القضاء كلمته في القضیة.

بــدأ العمــل على تشــكیل فكرة المســرحیة منذ الأیام الأولى لخروج زیاد من الســجن،بین الثلاثي زیاد وخالد وأحمد، ومســاعدة ومســاهمة كبیرة من المخرج هیثم شــمص ومغني الراب ناصر الدین الطفّار. واكتملت كتابة النص المسرحي في شهر آب/ أغســطس، وانضّم إلى الثلاثي الممثل زیاد شكرون والمغني فراس عنداري. وفي أیلول/ســبتمبر تولى مترو المدینــة إنتاج العمل وأوكلــت مهّمة الإخراج وتدریب الممثلین إلى المخرج والممثل هاشم عدنان.

«وما طلت كولیت» عرض تمثیلي فكاهي وغنائي موسیقي حي یسخر من المأساة ولا یبكي منها. «وما طلــت كولیت» مســرحیةكــيلاتتكــرر هذه المســرحیة. من كتابــة: زیــاد عیتاني وخالد صبیح. إخراج: هاشــم عدنان أداء: زیاد عیتاني، خالد صبیح، أحمد الخطیب، زیاد شــكرون، فراس عنداري مســاهمة تمثیلیة مصورة: الإعلامیة وعد هاشم. مساهمة صوتیة مسجلة: ساندي شمعون، سماح أبي المنى. إدارة إنتاج: ســاره نهرا وغاییل خلیفة. إنتاج: مترو المدینة.