Al-Quds Al-Arabi

إيران تعود إلى سياسة الإعدامات الجماعية وتعدم شنقاً 22 أحوازيا دون محاكمة انتقاماً لعملية «المنصة» في 22 أيلول الماضي

- لندن ـ «القدس العربي» ـ من محمد المذحجي: بعد تحذيرات وإدانات واســعة مــن منظمات حقوق الإنســان الدولية والأممية بشأن

تدهــور غير مســبوق لحالة حقوق الإنســان والاعتقالا­ت العشــوائي­ة الواســعة في إقليم الأحواز، أعدمت السلطات الأمنية الإيرانية شنقاً ما لا يقل عن 22 أحوازياً دون محاكمة انتقاماً لعملية «المنصة» التي اســتهدفت عرضاً عسكرياً للقوات المسلحة الإيرانية 22 أيلول/ سبتمبر الماضي في ذكرى الحرب الـ8 سنوات بين إيران والعراق.

ونشــر موقع «أحوازنــا» الإخباري التابــع لحركة النضــال العربي لتحرير الأحواز نقلاً عن مصادر مطلعة وذوي بعضهم، اسماء عدد من المعدومين، ألا وهم: محمد مؤمني السيلاوي، ونصّار محمد مؤمني السيلاوي، وأحمد عبود حيدري، وحاتم الســاري )ســواري(، وأحمد عبد العلي الســاري. وأضاف أن السلطات الأمنية الإيرانية أبلغت أمس الأحد عوائل الأحوازيين الـ22 بأنه لا يحق لهم إقامة أي مجلس عزاء أو مراســم تأبين، وأنها دفنت جثامين أبنائهم دون أن تحدد لهم محل الدفن.

ووصــف رئيس منظمــة «حزم» لتحرير الأحــواز، الدكتور عبــاس الكعبي، «للقدس العربي» أن هذه الاعدامــا­ت الجماعية دون محاكمات هي جريمة كبيرة من سلســلة جرائمه المتواصلة ضد الأحواز المحتلة أرضاً وشــعباً، وأنه يجب أن تعاقب دولياً، واعتبرها عودة الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى السياسة التي انتهجها لسنوات عديدة بعد ثورة 1979 لقمع معارضيها.

وأوضح أن الســلطات الإيرانية رفضت إجراء المحاكمات الصورية التي تقوم بها ســابقاً، وأنها أرادت أن ترســل رســالة إلى الجميع بأنه لا يهمها العودة إلى سياســتها الإجرامية خلال الســنوات الأولى بعد ثورة 1979، بهدف بث الرعب فــي القلوب وتعزيز سياســة القبضة الحديــدة التي اعتمدتها منذ تأسيســها. واعتبر رئيس منظمة «حزم» لتحرير الأحواز لجوء النظام الإيراني إلى سياســة العنــف المفرط بأنه «يبين بوضوح مدى هشاشــة الدولة وتضييق الخناق عليها داخلياً وخارجياً، كما يؤكد مدى أهمية الأحواز ومدى اســتياء المحتل من الحراك الجماهيري الأحوازي الذي لم يعرف الهدوء، وهو الأمر الذي من شــأنه تأجيج كافة الشعوب غير الفارسية ضد المحتل».

ولفت الكعبي النظر إلى أن «المفارقة اليــوم تكمن في فقدان الحاضنة الدولية التي كان يتمتع بها آنذاك، بينما يفقدها اليوم، ناهيك عن اتساع الهوة بينه وبين من حكمهم بالنار والحديد طيلة عشرات السنين، ثم أن اللجوء الى العنف المفرط على هذا النحو».

بينمــا، اعتبر المجلس الوطنــي لقوى الثورة الأحوازيــ­ة إن «هذه الاعدامات ليســت إلا حالة انتقامية همجيــة حيث أن النظام الاحتلالــ­ي يريد القضاء على العروبــة والوعي المتنامــي في الأحواز بــأي طريقة»، محــذراً «جميع المجاميع الدولية المعنية في الشــئون القانونية والإنســان­ية من خطورة الصمت إزاء ما يحدث في الأحــواز»، مذكراً «إذا لم يعترض العالم على هذه الجرائم، ســتكون العواقب بالغة الخطورة».

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom