Al-Quds Al-Arabi

مصر أمام اختبار قدراتها السياحية بعد تحسن تدريجي

-

■ القاهرة ـ الأناضــول: تصاعدت جهود مصر الرامية إلى زيادة تدفقات السياح إليها، والخروج مــن حالة الركود التــي عانى منها القطاع لســنوات، عبر إطلاق برامج سياحية مخفضة، وحملات ترويجية، وخطط تأمينية للسائحين.

وشهدت الســياحة المصرية تحسنا نسبيا مطلــع 2018، ما قد يمثل نقطــة انطلاق نحو تحقيق علامة أفضل في التعافي، خصوصا مع ترقب عودة الســياحة الروسية والبريطاني­ة إلى شرم الشيخ )شمال شــرق(، واستئناف رحلات «الســفاري» (المغامرات( في صحراء مصر الغربية.

وتوقفت رحلات الســفاري إلى الصحراء الغربية في مصر )غرب( منذ 2015، حيث شهد مقتل 8 ســياح مكسيكيين، ما تسبب في فقدان جزء كبير من ســوق أمريــكا اللاتينية الذي يفضل هذه الرحلات.

وفــي 8 نوفمبر/ تشــرين الثانــي 2018، قالت وزيرة السياحة المصرية، رانيا المشاط، إن عدد الســياح الوافدين إلــى بلادها ارتفع بنسبة 40 ٪ في الأشــهر التسعة الأولى من العام الجاري مقارنة بالعام السابق له.

المشــاط أضافت فــي تصريحــات متلفزة آنذاك: «لم نصل لتلك المستويات التي شهدتها البلاد فــي 2010؛ لكننا نتوقــع أن نقترب من ذلك بحلول نهايــة 2018، الارتداد حاد للغاية ونحن نحــاول وضع الصناعة على أســاس تنافســي». وصعدت الســياحة الوافدة إلى مصر بنســبة 53.7 ٪ في 2017، مقارنة بعام 2016، وفقا لبيانات وزارة السياحة المصرية.

وبلغ عدد الســياحة الوافدة إلى مصر 8.3 ملايين ســائح خلال 2017، مقابل 5.4 ملايين سائح في 2016.

عــادل راضــي، رئيــس هيئــة التنميــة السياحية سابقا )حكومية(، ورئيس جمعية مستثمري السياحة في مرسى علم )مستقلة(، قــال: «ما زلنا في مرحلــة التعافي من الركود الذي شــهدته الســياحة في مصر منذ أعوام، خصوصا بعــد حادث الطائرة الروســية في .»2015

وأضاف : «هناك تحســن نسبي في حركة الســياحة الوافــدة إلى مصــر، بفضل محو التأثيرات الســلبية التي عانت منها السياحة على مدار الأعوام الماضية، لكن لم نصل لمرحلة الانطلاق أو لحد التعافي الكامل».

التعافي الكامل

وتابــع: «التعافــي الكامل ســيتحقق مع استئناف روسيا وبريطانيا رحلاتها إلى شرم الشيخ )شمال شرق( والغردقة )شرق(.

وفــي 31 أكتوبــر/ تشــرين الأول 2015، تحطمت طائرة روســية على متنهــا 224 من الركاب وأفراد الطاقم فوق شبه جزيرة سيناء )شمال شرق(، بعد وقت قصير من إقلاعها، ما أسفر عن مقتل كل من كانوا على متنها.

وأوقفت روســيا وإنكلترا رحلات الطيران إلى مصــر في أعقــاب الحادث، مــا أدى إلى تراجع الحركة السياحية الوافدة للبلاد خلال السنوات الثلاث الماضية.

وفــي 11 أبريــل/ نيســان 2018، جــرى اســتئناف الرحــات الجويــة المنتظمة بين القاهرة وموســكو، دون الوجهات السياحية على البحر الأحمر بشرم الشيخ )شمال شرق( والغردقة )شرق(.

رئيس هيئة التنمية الســياحية الســابق، أضــاف: «أيضا عــودة رحلات «الســفاري» أو ســياحة المغامــرا­ت في منطقــة الصحراء الغربية، دون تحديد موعد، ســيمثل خطوة أخرى نحو هذا التعافي.»

وتســتقطب الصحراء الغربيــة في مصر الســياح مــن أمريــكا اللاتينيــ­ة وبعــض الجنسيات الأوربية للقيام برحلات السفاري والمغامرات.

وشــهدت منطقة الصحــراء الغربية على فترات متقطعة، مواجهات مع مســلحين خلال السنوات الماضية.

وزاد راضي: ما زالت الجهــات الأمنية في مصر تحظر رحلات «الســفاري» أو ســياحة المغامــرا­ت في منطقة الصحــراء الغربية منذ مقتل السياح المكسيكيين في 2015.»

وفــي 13 أيلــول/ ســبتمبر 2015، قتل 12 شخصا بينهم 8 مكسيكيين و4 مصريين، عقب اســتهداف طائرات مصرية قافلة سياحية في منطقة الواحات وسط الصحراء الغربية التي تعد مقصدا للسائحين.

وفي 9 مايو/ أيار 2016، دفعت غرفة شركات الســياحة المصرية )مســتقلة وتشرف عليها وزارة الســياحة المصريــة، تعويضات بلغت نحو 420 ألف دولار لثلاث أسر مكسيكية قتل أقاربها في الحادث، بحسب بيان للغرفة.

وحسب راضي «توقف الرحلات أفقد مصر نوعا أو نمطا آخر من السياحة، وعلى الدولة اســتئنافه­ا خصوصا مع اســتقرار الأوضاع الأمنية .»

عادل عبد الرازق، عضــو الاتحاد المصري للغرف الســياحية، )مســتقل(، قــال: «هذا الارتفاع النســبي يعد تغيــرا إيجابيا بالنظر إلى الانخفاض الكبير الــذي حدث في أعداد السياح الوافدين إلى مصر منذ 2011».

وتابــع: «ما زلنــا في طور النمو النســبي لحركة الســياحة». وأدى «تحســن علاقات مصــر الدوليــة، والتدابيــ­ر والإجــراء­ات التأمينية داخل المطارات؛ فضلا عن الحملات الترويجيــ­ة الجديــدة في الخــارج، إلى نمو الحركة نســبيا منــذ مطلع العــام الجاري»، حسب عبد الرازق، الذي اســتدرك أنه «رغم هذا التحســن، إلا أن إشــغالات فنادق شرم الشيخ )شمال شــرق( لا تزال الأقل في مصر، بسبب غياب السياح الروس والإنكليز».

وزاد: «سجلت الإشــغالا­ت الفندقية 40 في المئة في شرم الشيخ )شــمال شرق( و80 ٪ في الغردقة )شرق( خلال الفترة الراهنة».

وتوقــع عــودة ســياحة المغامــرا­ت في الصحــراء الغربيــة قريبــا، خصوصــا مع اســتقرار الأوضاع الأمنية التي تشهدها مصر الآن.

نسبة ضئيلة

أما علــي غنيم، عضــو الاتحــاد المصري للغرف السياحية )مستقل(، فبين أن «سياحة السفاري أو المغامرات لا تمثل نسبة كبيرة من حجم السياحة الوافدة إلى مصر.»

ولا توجــد إحصائيــات رســمية بحجــم ســياحة المغامرات في مصر. غنيــم أضاف: «هذا النمط من السياحة يفضله سياح أمريكا اللاتينية، وبعض الجنسيات الأوروبية.»

وتابع: «منذ حادث الســياح المكســيكي­ين فــي 2015، لا يزال هناك حظر على تنظيم هذه الرحلات .»

 ??  ?? مصر ترمي إلى زيادة تدفقات السياح
مصر ترمي إلى زيادة تدفقات السياح

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom