Al-Quds Al-Arabi

«ذا أتلانتك»: عاد سفير السعودية لواشنطن... فهل سيجد من يقابله؟

-

تســاءل كريشــنادي­ف كالأمور عن عودة السفير الســعودي الأمير خالد بن سلمان إلى واشنطن وإن كان سيلقى ترحابا من أحد.

وجــاء في مقالته بمجلــة «ذا أتلانتــك» إن الأمير خالد عاد بهدوء إلى الولايات المتحدة ولكنه ســيجد صعوبة في التعامل مع الكونغرس. وجاءت عودته يوم الأربعاء بعد اكثر من شهر عندما غادر واشنطن عقــب مقتــل الصحافــي جمــال خاشــقجي وهــي الجريمة التي حمّل الكثير من المشــرعين مسؤوليتها لولي العهد محمد بن سلمان.

وفــي الوقــت الــذي أكــد فيــه الرئيــس دونالــد ترامب إنــه يريد تجاوز الجريمة وطــي صفحتها إلا أن التحــدي أمام الســفير الســعودي لا ينحصر في الحديث مع مســؤولي الحكومة ولكــن مع اللاعبين البارزيــن في البــاد. والســؤال للأمير خالــد فيما إن كان هنــاك من يريــد أن يراه ويجتمــع به. فعادة ما اســتخدم حســابه علــى التويتر كــي يعرض فيه لقاءاته مع النواب والشــيوخ فــي الكونغرس إلا أن احتقارهــم له قد زاد بعــد الطريقــة الفوضوية التي شــرح من خلالهــا الســعوديو­ن مقتل خاشــقجي. وربمــا كان لديــه حلفاء فــي داخل البيــت الأبيض وبالتأكيــ­د لا حلفاء له في داخــل الكونغرس. وقال الســناتور الديمقراطـ­ـي عــن ميريلانــد كريس فان هولين « أعتقد أن هناك أسئلة جدية تتعلق بالسماح لــه بالعودة أم لا» لأنه قام بتضليل الولايات المتحدة بشأن جريمة مقتل خاشقجي. وعندما سئل إن كان ســيقابله لو طلب أجــاب هولين «عند هــذه النقطة، أريــد معلومات أكثــر عــن دوره وإن كان له دور في المؤامرة أو التستر».

ودعا الســناتور لتحقيق أمني في دور الســفير، مضيفــا إنــه في حالــة ثبــوت تواطئه «يجــب علينا رفضه كمبعوث دبلوماســي». ويتوافق موقف فان هولين مع عدد من المشــرعين المؤثرين مثل السناتور الجمهوري عن تينســي، بوب كوركر والذي يترأس لجنة الشــؤون الخارجية حيث وصــف في مقابلة مع «سي أن أن» خـالد بالفـرد و«بصـفر مصـداقية».

وذهــب الســناتور الديمقراطي عــن إلينويز ديك ديربــان الذي يعد ثاني أبرز ســناتور ديمقراطي في مجلس الشــيوخ أبعد، حيث قال في بيان: قلت منذ أشــهر وأقــول مرة أخرى يجــب علينا رســميا طرد الســفير الســعودي للولايات المتحدة في ضوء دور ولــي العهد فــي اختطاف وقتل جمال خاشــقجي . وطالــب ديربان فــي تشــرين الأول )أكتوبر( بطرد الأمير خالد. وعندما سئل السناتور ليندزي غراهام إن كان على السفير العودة أجاب «لا».

وغادر الســفير السعودي واشــنطن في تشرين الأول )أكتوبــر( وســط دعــوات مــن المســؤولي­ن الأمريكيــ­ن المملكــة أن توضــح موقفهــا المتغير من مقتــل خاشــقجي. وكان خالد من الذيــن أكدوا في البداية على مغادرة خاشقجي القنصلية السعودية في اســطنبول بعدمــا دخلها للحصــول على أوراق تتعلق بزواجه من إمرأة تركية في الثاني من تشرين الأول )أكتوبــر( ووصفــه بأنــه بـ «الصديــق». ولم يقنع التوضيح الذي قدمه السفير أحداً في الولايات المتحدة.

ووصــف كوركــر أن عــدم عمــل الكاميــرا­ت في القنصليــة حيــث ظلــت تبث بــدون أن تســجل من «الصعــب تصديقــه وقلــت له هــذا». وبــرز غراهام وخمســة من زملائــه الجمهوريــ­ن والديمقراط­يين كأشد النقاد للسعودية وحملوا يوم الأربعاء محمد بــن ســلمان المســؤولي­ة وطالبــوا بمحاســبته على القتل. ويقــول الرئيس دونالد ترامــب إن العلاقات الأمريكية- السعودية مهمة ولا يمكن كسرها سواء أمر محمد بن سلمان بالقتل أم لا.

ومــن هنا فعودة خالد بن ســلمان إلــى الولايات المتحدة تشــير إلى أن القيادة السعودية باتت تعتقد أن الأزمة المحيطة بمقتل خاشقجي قد انتهت أو أنها دخلت مرحلة انتقالية يمكن التحكم فيها.

وقال سايمون هندرسون، الخبير بمنطقة الخليج في معهد واشــنطن لدراسات الشــرق الأدنى «يبدو أن الســعوديي­ن تبنــوا الموقف القائم علــى الآتي: لو كنــت قــادراً للتعامل مباشــرة مــع البيــت الأبيض فلماذا تزعج نفســك بالكونغــر­س؟». و «لو كان هذا هو رأي السعوديين فأعتقد أنهم مخطئون.»

 ??  ?? ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وشقيقه السفير السعودي في واشنطن خالد بن سلمان )يسار( يطلبان القهوة مع رئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبرغ في أحد مقاهي نيويورك
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وشقيقه السفير السعودي في واشنطن خالد بن سلمان )يسار( يطلبان القهوة مع رئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبرغ في أحد مقاهي نيويورك

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom