Al-Quds Al-Arabi

الغزيون يحيون جمعة «انتفاضة الحجارة» في مخيمات العودة على وقع الانتصار في الأمم المتحدة وقوات الاحتلال ترد بالنار

الهيئة الوطنية أشادت باستمرار المشاركة الواسعة

- غزة - «القدس العربي» من أشرف الهور:

لم تمنع الأجواء الباردة وتســاقط الأمطار الغزيرة على قطاع غزة، نزول حشود كبيرة إلى مناطق «مخيمات العودة الخمسة»، والمشــارك­ة الفاعلة في جمعة «انتفاضة الحجارة الكبرى»، مســتندين إلى الانتصار الفلسطيني الذي تحقق في الأمم المتحدة، بفشل مشــروع القرار الأمريكي الذي كان يرمــي لإدانة المقاومة الفلســطين­ية. وشــهدت تلك المناطق مواجهات أسفرت عن استشــهاد فلسطيني ووقوع نحو 40 إصابة .

وأحيــت الجماهير الحاشــدة فعاليات الجمعــة الـ 37، لمســيرات العــودة التــي انطلقت يــوم 30 مــارس/ آذار الماضي، تلبية لدعوات الهيئة الوطنية العليا، غير مكترثين بالتهديــد­ات الإســرائي­لية المســتمرة للمشــاركي­ن الذين يقتربون مــن الحدود الفاصلة، حيث حملت الفعالية اســم «انتفاضة الحجارة» التي يصادف يوم التاســع من كانون الأول/ ديسمبر الجاري ذكرى انطلاقتها في عام 1987.

وتوافــدت أعــداد كبيــرة من الســكان إلــى «مخيمات العــودة»، عصر أمــس، وحافظت الفعاليــا­ت المنظمة على طابعها الشــعبي السلمي، في إطار اســتمرار عمل الفصال الفلســطين­ية والهيئة الوطنيــة بتفاهمات إعــادة الهدوء التي رعتها عدة جهات، وذلك من خلال الاســتمرا­ر في وقف عمليات إطلاق «البالونات الحارقة» أو اجتياز الحدود، فيما شــهدت مناطق المخيمات مواجهات شــعبية، رشق خلالها الشبان جنود الاحتلال بالحجارة.

وقابلت قوات الاحتلال المتظاهريـ­ـن العزل بإطلاق النار الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع بشكل كثيف، وهو ما أسفر عن وقــوع عدة إصابات في صفوف المشــاركي­ن، حيث جرى نقل بعضهم إلى المشــافي، فيما قدم العــاج ميدانيا لآخرين أصيبوا بالاختناق وبحالات إغماء، من قبل طواقم الإسعاف والنقاط الطبية المنتشرة في تلك المناطق الحدودية.

وبالرغم من تفاهمــات إعادة الهدوء، التي جرى التوصل إليها أخيــرا، إلا أن أوامر إطلاق النــار التي أعطيت للجنود الإســرائي­ليين، مع بداية انطلاق فعاليات «مسيرات العودة» بقيت على حالها.

تحذيرات إسرائيلية

وكان منســق أعمال الحكومة الإســرائي­لية فــي المناطق الفلســطين­ية الجنرال كميل أبو ركن، قــد واصل تحذيراته للمشــاركي­ن في فعاليات «مســيرات العودة» مــن الاقتراب من الحــدود الفاصلة. وقال «تحســن أوضاع غــزة مرتبط بعدم التصعيــد». وهدد باللجوء إلــى «القوة والحزم» ضد الفعاليات التــي تقترب من الحدود، مضيفــا «الهدوء يقابل بالهدوء وبالتطور وبالازدهار .»

وكانت قوات الاحتلال قد استبقت فعاليات أمس بعمليات توغــل في الحدود الشــرقية للقطــاع خلال الأيــام القليلة الماضية، التي تشهد مناطقها فعاليات «مسيرات العودة.»

وتخلل عمليــات التوغل قيــام الجرافات الإســرائي­لية بأعمال تجريف وتمشيط، ونصب أسلاك شائكة، بهدف منع المتظاهرين من الاقتراب من الحدود الفاصلة.

الكشف عن خلاف بين ليبرمان وايزنكوت

وفي السياق، كشــف النقاب في إسرائيل عن خلاف دار بين وزير الجيش الســابق أفيغدور ليبرمان، وقائد اركان الجيش غــادي آيزنكوت، بســبب التعامل مــع غزة، ونقلــت تقارير إســرائيلي­ة عن ليبرمان وصفه ما حدث بالقول إنه شــعر بأنه يقف أمام مجموعة نشــطاء من الســام الآن الإسرائيلي­ة، في تشــبيه أراد فيه الإشــارة إلى أن قائد الجيــش رفض خطته للدخول إلى غزة وتنفيذ عملية عسكرية.

بينمــا نقلت القناة عن قائــد أركان الجيش آيزنكوت رفضه فكرة الدخول البري للقطاع، معللاً ذلك بعدم وجود مكاسب من هكذا خطوة.

وكان ليبرمان قد اســتقال من منصبه الشــهر الماضي، عقب اتفاق لوقــف إطلاق النار بــن المقاومة الفلســطين­ية وجيش الاحتلال، بعد جولة هي الأعنف منذ انتهاء الحرب الأخيرة على غزة صيف عام 2014، وقال إنه رفــض موقف رئيس الحكومة وقادة الجيش بالموافقة على عودة الهدوء برعاية مصرية.

يشــار إلى أن فعاليات الأمس، سبقتها تحذيرات من الجانب الفلسطيني بالعودة إلى سياســة تصعيد الفعاليات، في حال لم تنفذ إســرائيل ما عليها من التزامــات وردت في التفاهمات التي رعتهــا عدة جهات لإعــادة الهدوء إلى ســاحة غزة. أكد ذلك صراحة منتصف الأســبوع الماضي عضو المكتب السياسي لحركة حماس فتحي حماد، الذي لوح بالعودة إلى اســتخدام «البالونــا­ت الحارقة » وإعادة عمل «وحــدات الإرباك الليلي ،» ووسائل أخرى في فصل الشتاء,

لكن إســرائيل عادت وأدخلت الأموال التي تبرعت بها قطر مســاء أول مــن أمس الخميــس الماضي لدفع رواتــب موظفي غزة، ودفع جزء منها لبرامج تشغيل البطالة، ومساعدة الأسر الفقيرة، وهي أحد البنود التي وردت في تفاهمات التهدئة.

يشــار إلى أن كلا من مصر والأمم المتحدة وقطر تدخلت من أجل تهدئة الأوضــاع في غزة، وقدمت قطر دعمــا ماليا لإغاثة الســكان، تمثل في شــراء وقود لصالح تشــغيل محطة توليد الكهرباء، وتوزيع مساعدات مالية على الأسر الفقيرة، وتشغيل بطالة، ودفع رواتب للموظفين.

وفي الســياق أشــاد الناطق باســم حركة حمــاس حازم قاسم، بإصرار الجماهير الفلســطين­ية على مواصلة «مسيرات العودة» للجمعة 37 ، التي تتزامن مــع الذكرى 31 لـ»انتفاضة الحجارة الكبرى»، وقال إن تلك الانتفاضة ثار فيها الشعب بكل أطيافه ضد الاحتلال، لافتا إلى أن «مسيرات العودة» هي امتداد لـ «الفعل الشــعبي العظيم في انتفاضة الحجارة، التي أعادت إحيــاء القضية في كل العالــم»، مؤكدا أن «مســيرات العودة تثبيت حقوق شعبنا في مواجهة مشاريع التصفية للقضية.»

وأكد على أن نضال الشــعب الفلســطين­ي العادل والمشروع سيتواصل «حتى تحقيق أهدافه بالحرية والعودة، وستستمر مســيرات العودة حتى تحقيــق أهدافها، وفي مقدمتها كســر الحصار عن قطاع غزة».

ودعت الهيئة الوطنية العليا لمســيرات العــودة الجماهير في قطاع غزة لاستمرار الحشد والمشــارك­ة في الفعاليات التي تقيمها في المخيمات الخمسة شرق القطاع. وأكدت أن المسيرات ســتتواصل حتى تحقيق أهدافها المتمثلة بكسر الحصار وإنهاء معاناة شــعبنا في القطــاع كـ «ضرورة موضوعية لاســتمرار نضالنا على طريق تحقيق الأهداف الاســترات­يجية في العودة والاستقلال».

يشــار إلى أن فعاليات «مســيرات العــودة» انطلقت يوم 30 مــارس الماضي، ضمن جهود ســكان غزة لكســر الحصار المفــروض عليهم، مــن خلال إقامــة مخيمات قــرب الحدود الإســرائي­لية، ولجأت قوات الاحتلال منذ انطلاق الفعاليات إلى استخدام «القوة المفرطة والمميتة» ضد المتظاهرين، وسط انتقادات دولية وحقوقيــة، ومطالبات بفتح تحقيق دولي في استهداف المدنيين.

وكانــت وزارة الصحة أعلنت فــي إحصائية ســابقة أن عدد الشــهداء الذين ســقطوا منذ بداية فعاليات المســيرات، بلغ 220 شــهيدا، يضاف إليهم 11 شــهيدا، يحتجز الاحتــال جثامينهم، ومن بين العــدد الإجمالي هناك أطفال وثلاث نســاء. وأوضحت الإحصائيــ­ة أن عــدد المصابين فاق الـــ 24 ألفا، عشــرات منهم تعرضوا لحالات بتر، وآخرون يعانون من إصابات خطرة.

 ??  ?? المواجهات مع جنود الاحتلال على الحدود الشرقية من قطاع غزة
المواجهات مع جنود الاحتلال على الحدود الشرقية من قطاع غزة
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom