مواجهات في الضفة إحياءً ليوم «الغضب الشعبي» الرافض للاستيطان ومصادرة الأراضي

شــهدت مدن وقرى في الضفــة الغربية مواجهات، تلبيــة لدعوات «الغضب والنفير» واســتمرار حالــة الغليان التي تشــهدها الضفة، رفضــا للمخططات الاستيطانية الإسرائيلية ومصادر الأراضي الفلســطينية. واندلعت المواجهات في عدة مناطق مهددة بالمصادرة لصالح مشــاريع استيطانية جديدة. وأصيب عدد من الفلســطينيين بالاختناق عقب قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي المسيرة السلمية الأســبوعية التي انطقت في قرية كفر قدوم، شرق مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية. ويطالب ســكان البلدة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 15 عاما، كما أحيوا يوم أمس الذكرى31 لانتفاضة الحجارة.

وقال منسق المقاومة الشــعبية في كفر قدوم مراد شتيوي، إن قوات الاحتلال اســتخدمت الرصاص الحي فور انطلاق المســيرة، بينما اعتلى عدد من الجنود أســطح المنازل، وأطلقوا الرصاص صوب المشاركين في المســيرة، وكذلك قنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى لإصابة عدد من المشاركين بالاختناق.

ودعا الى تدخل منظمات حقوق الإنسان بشكل عاجل، لإجبار قوات الاحتلال على التوقف عن اســتخدام الرصاص الحي والأســلحة الأخــرى المحرمة ضد أهالي القرية. وشــهدت مناطق في الضفة مواجهات مماثلة. وتظاهر السكان في قرية المغير شرق مدينة رام الله وســط الضفة، في إطار عملية التصدي لمشروع إسرائيلي يهدف إلى مصادرة أراض من القرية، لصالح مشروع استيطاني تنوي إسرائيل تنفيذه. وواصل ســكان تجمع عدد من البلدات التابعة لمدينة رام الله، التظاهر عند منطقة جبل الريسان، المهددة بالمصادرة هي الأخرى لصالح مشروع استيطاني، يهدف إلى شق طريق يلتهم أراضي ثلاث بلدات من أبرزها بلدة رأس كركر، الواقعة غرب المدينة.

وتقول مصادر محلية إن المشــروع الاســتيطاني الذي بدأ الاحتلال بتنفيذه هناك يقوم على أســاس مصادرة 50 دونما من الجبل فــي الخطوة الأول، ضمن مساع لمصادرة أكثر من 700 دونم من أراضي المواطنين لصالح إتمام هذا المشروع الكبير.

وشهدت أيضا بلدة نعلين غرب مدينة رام الله، تظاهرة ضد الاستيطان، كذلك قالت مصادر محلية إن قوات الاحتــال أطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز، على المتظاهرين في بلدة اللبن الشرقية قضاء نابلس.

وكان واصل أبو يوســف عضــو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ومنســق القوى الفلســطينية، قد أكد أن يوم الجمعة ســيكون «يوم غضب شــعبي» في كل المناطق المهددة بالمصادرة والاســتيطان «في إطار حرب الاحتلال الشــاملة على شعبنا». وأشــار في تصريح صحافي إلى أن هذه الفعاليات الشعبية تأتي بالتزامــن مع حلول ذكــرى الانتفاضة الأولى وذكرى اعــان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة للاحتلال.

يشار إلى أن ســلطات الاحتلال استبقت فعاليات الأمس ونفذت عدة عمليات دهم وتفتيــش في مناطق متفرقة في الضفة الغربية، أســفرت عن اعتقال أربعة فلســطينيين. وقالت مصادر فلســطينية إن قوات الاحتلال اقتحمت قرية حزما شــرق مدينة القدس المحتلــة، وأحدثت خرابا ودمــارا في المنــازل التي قامت بتفتيشها. قي غضون ذلك وافقت المحكمة العليا التابعة للاحتلال على هدم منزل «الفدائي الشبح» أشرف نعالوة، الكائن في ضاحية شويكة شمال مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية.

ورفضت المحكمة بذلك التماســا مقدما من أســرته ضد هدم منزلهم المكون من طابقين، حيث تقرر أن يقوم جيش الاحتلال بهدم المنزل قريبا.

وكانت المحكمة الإسرائيلية قد أصدرت قرارًا في السابق، بهدم الشقة السكنية التي يعيش فيها نعالوة لوحده، إلا أن عائلات القتلى طالبوا بهدم المنزل بأكمله، كما اعتقل الاحتلال والدة نعالوة وشقيقه بحجة أنهم يعرفون نواياه.

وتتهم ســلطات الاحتلال نعالوة بقتل مســتوطنين وجــرح ثالث في المجمع الصناعي الاستيطاني في «بركان» المقامة على أراضي شمال مدينة سلفيت، قبل شهرين.

ولا يزال الشــاب نعالوة الذي تمكن من الهرب مــن مكان العملية، مختفيا عن الأنظار، ولم تســتطع ســلطات الاحتلال الوصول إليه، رغم شــنها العديد من عمليات البحث والتفتيش.