دعوة للقيادات الفلسطينية داخل إسرائيل لمخاطبة شرطتها من منطلق قوة لا استجداء

اتهم رئيس لجنة المتابعة العربية العليا داخل أراضي 48 ، محمد بركة، إســرائيل بمحاولة تدمير فلســطينيي الداخل من خلال إشاعة الجريمة والســاح والتعامي عن حماية القانون والنظام العــام على مبدأ « فخار يكسّر بعضه .»

وكانت المتابعة العليا قد بحثت تفشــي الجريمة والعنف في الشــارع العربي خلال اجتمــاع عقدته في مقرها في الناصرة أمس، وفيه كشــف عن وقوع 60 جريمة قتل عربية داخل أراضي 48 منها عشــر ضحايا نساء آخرهــن الفتاة يارا أيوب)16 عاما( من قرية الجش التي لم يعرف بعد من تورط بقتلها.

وحســب معطيات رســمية تم قتل 1300 مواطن عربي فلســطيني في إسرائيل منذ هبة القدس والأقصى عام 2000.

ويؤكد محمد بركة أن إسرائيل قررت تدمير قلعة مواطنيها الفلسطينيين (17%( من الداخل بتجاهلها انتشــار السلاح والمتاجرة به وعدم ملاحقة المجرمين وتجار السلاح وعدم تطبيق القانون في هذا المجال.

وتابع «بهذه الطريقة ينشغل الفلسطينيون ببعضهم البعض ويدمرون مقدراتهم وتقطع الطريق على تبلورهم لأقلية وطن قومية تطالب بحقوق سياسية .»

وتخطط المتابعة العليا لتنظيم مظاهرة جماهيرية واسعة في الأسبوع المقبل احتجاجا على استشــراء الجريمة والعنف واســتنكاف السلطات الإســرائيلية عن مواجهتها بخلاف ما تقوم به الشرطة ذاتها في الجانب اليهودي.

بالمقابل يبدي المحامي رضا جابر مدير مركز « أمان» المختص بمجال رصد الجريمة والعنف رؤية نقدية تحمل القيادات العربية السياسية والأهلية المســؤولية، ويرفض تحميل الشــرطة الإســرائيلية وحدها المسؤولية ويدعو لتغيير طريقة الضغط عليها لتغيير توجهاتها وسياســاتها تجاه المواطنين العرب.

وفــي تصريح لـ «القدس العربــي» يؤكد المحامي رضــا جابر أن على القيادات العربية مخاطبة الشــرطة الإســرائيلية من منطلق القوة لا من نقطة الضعف والاستجداء. وفي توصيفه لملامح العنف المستشري قال إن الحديث يدور عن مئــات حالات الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، من حرق وإطلاق نار وغيره ومئات حالات الاعتداء الجسدي، موضحا أن هناك جهدا متواصلا لكنه متقطع في موضــوع فهم عميق لظاهرة العنف والجريمة.

وتابــع «نحن في مركــز» أمان» نقــوم بذلك ونحاول فهم الســياقات والأســباب المختلفة لذلك. مثلا نحن نعتقد بأن أي محاولة لفهم الظاهرة يجب ان ترتكز على فهم الســياق الذي نعيش فيه كي نفهم وبعمق ظاهرة العنف والجريمة. هذا السياق هو سياق ســيطرة ومراقبة وليس سياق شــراكة، بناء ومواطنة كاملة. هذا الســياق أدى الى انفجار العنف بهذه الشــدة بعد تراكمــات وكبت وتغيرات فــي مجمل منــاخ حياتنا وأهمها المنظومــات الأخلاقية والروابــط الوطنية الجامعة، أي تشــظي الهوية الجامعة». كذلك أشار الى وجود ســياقات داخلية لدى الفلسطينيين في الداخل تتعلــق بتغيرات اجتماعية واقتصادية يجــب رصدها والتعامل معها بجرأة وبصدق».

وقال أيضا إن هناك حاجة تنشــط فيه ايضا لجنة المتابعة العليا وأطر سياســية وأهلية أخرى، لفهم أعمق للظاهرة بكل تشعباتها وتعقيداتها. وردا على سؤال حول تقييمه لدور الشــرطة الإسرائيلية ودور القيادات العربية السياسية والأهلية في إجبارها على القيام بواجبها، قال المحامي جابر إن علاقة الشــرطة مع المجتمع العربي وعلاقته بهــا تتعلق بعلاقة الدولــة معنا. وتابع «ما دامــت علاقة الدولة معنا هو مــن منظور عدائي وقومــي وليس منظورا مدنيا فإن علاقتنا مع الشــرطة ســتبقى متوترة وإشــكالية». ويضيف «هذا لا يعني انه لا يتم الضغط على الشرطة للقيام بدورها المدني وخصوصا لجم الجريمة والعنف. ولكن هذا يأتي بالأساس عندما ننظم جهودنا وأنفسنا بصورة جدية، وان نأتي لنخاطب الشرطة مــن نقطة قوة وليس من نقطــة الضعف والاســتجداء»، مؤكدا أن هناك مشــكلة في دور القيادات السياســية والاجتماعية التي لا توظف القوة الاجتماعية الهائلة لمجتمعنا لتشــكل قوة ضاغطة على الشرطة، بل تبنت خطاب الضعف والاســتجداء»، داعيــا لتغيير النظــرة والفهم لمصطلح القيادة وتوسيعه ليشمل ليس فقط القيادات السياسية، بل كل مسؤول، من أب وأم، ومعلم، ومدير، ورجل ديــن، وموظف.. الخ. وأضاف «عندما نحول مجتمعنا الى خلية نحل تتفاعل فيه كل أنواع القيادة والمسؤوليات، عندها نبدأ نتصرف كشــعب ومواجهة العنف هو مشــروع شعب وليس أفرادا فقط .»

وردا على ســؤال يرى جابر أن خطر العنــف والجريمة واضح، ولكن خطر اليــأس من مناهضته على المجتمع هو الذي يجب ان يعيه، مشــددا على أن مجتمعا يفقد ثقته بنفسه هو مجتمع يكون فريسة سهلة للمجرمين ولا يريد الإبقاء على ضعفه والسيطرة عليه، ولذا يؤكد أن مناهضة العنف هو مشروع بناء شعب وتحصينه والدفاع عنه، وأن مناهضة العنف يجب ان تكون مطلبا وطنيا كالأرض والمسكن». وتعقد الحركة الإسلامية داخل أراضي 48 مؤتمرا في مدينــة الناصرة اليوم بعنوان «النهوض المجتمعي في واقع العنف» بمشاركة قيادات سياســية وأهلية، وخبراء في التربية وعلم الاجتماع.

بعد الكشف عن محاولة تسويد صفحة زوجته