Al-Quds Al-Arabi

نفتالي بينيت لنتنياهو: هذا عمل خسيس وجبان، اخجل من نفسك

- الناصرة ـ «القدس العربي»:

عقــب وزير التعليــم نفتالي بينيت علــى محاولة اســتهداف زوجته وتســويد صفحتهــا بتوجيه من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بمطالبته بالاعتذار لها مباشــرة، وانضم لــه زميله وزيــر الزراعة أوري ليئيل وعدد من نواب الائتلاف والمعارضة.

جاء ذلك بعد الكشــف عن قيام نتنياهو بالاتصال بمالك شــركة «بيزك» والموقع الإخباري الإســرائي­لي «والــا»، شــاؤول ألوفيتش، ومطالبته باســتخدام الموقع الإخباري واســع الانتشار للتشــهير وتشويه سمعة منافسيه السياسيين وعائلاتهم، وأبرزهم وزير التعليم ورئيس «البيت اليهودي» نفتالي بينيت.

وقالت القناة الثانية إن نتنياهو طلب من ألوفيتش أن يأمــر طاقم المحررين في موقع «واللا» بإعداد تقرير لتســليط الضوء على أن زوجة بينيت، غليت بينيت، عملت طاهية في مطعــم لا يلتزم بالطعام الحلال وفق الشريعة اليهودية.

وأصدر بينيــت بيانًــا هاجم من خلالــه نتنياهو قال فيه «أنا آسف عليك ســيد نتنياهو. عملت جاهدًا بنفســك، وتنازلــت واتصلــت بمالك موقــع «واللا» خصيصًا لتــؤذي زوجتي، غليت، هذا عمل خســيس وجبان، اخجل من نفســك». وتابع قائلا «لا تعتذر لي، هذا لا يهمني، وجه اعتذارك لزوجتي مباشرة.»

وقال ليئيل للإذاعــة العامة أمس إن نتنياهو مدين باعتذار رسمي لزوجة الوزير نفتالي. وتابع «زوجتي أيضا تعمل طباخة مسؤولة في مطاعم ليست «حلالا» ولا ضير بذلك .»

وقالت عضــو الكنيســت شــيلي يحيموفيتش ) المعسكر الصهيوني( ان نتنياهو بمحاولة وصم زوجة نفتالي يدخــل مجددا الى ســاحة التخاطــب العام، الوقاحــة والتهويش والافتراء، معتبــرة أن ذلك أمرا غير مسبوق في الحلبة السياسية الإسرائيلي­ة.

وفيما اختار نتنياهــو تجاهل هجوم نفتالي بينيت عليــه قال نجله يائير نتنياهو «حســنًا لقد فعلت ذلك مليون مرة ضد والدتي بمساعدة نوني موزيس، ناشر «يديعوت أحرونوت»، ومــع كل محرر صحافي في أي وســيلة إعلامية ممكنة لك صلة به ومنفذ إليه... ماذا إذًا؟ «.ويأتي هذا التراشــق وعلى المستوى الشخصي بشكل غير مسبوق في فترة حساسة تجتازها حكومة نتنياهو المعتمــدة على 61 عضوا فقط وتواجه مخاطر السقوط عند كل أزمة.

الى ذلك اســتجوبت الشرطة الاســرائي­لية سارة نتنياهــو، أمس الجمعة، على خلفية شــبهات جديدة بإساءة اســتخدام الأموال العامة، كما أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلي­ة. وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلي­ة إن ســاره نتنياهو وصلــت الى مقر وحــدة مكافحة الفساد الوطني قرب تل أبيب ظهرا.

ولم يصدر أي تأكيد من الشــرطة التي كانت تصدر عادة بيانات عن عمليات اســتجواب سابقة لنتنياهو وزوجته فــي عدة قضايا بشــبهات فســاد في اليوم التالي بعد انتهاء الاستجواب.

والأحد أوصت الشرطة باتهام نتنياهو وزوجته في قضايا فساد وتهم أخرى.

وكانــت تلك ثالــث توصية من نوعهــا ضدهما في الأشهر الماضية. ونفى نتنياهو الاتهامات، لكن القضايا ضده أثارت تكهنات حول احتمال أن تؤدي الى إرغامه على التنحــي. وجرت محاكمــة ســاره نتنياهو في تشــرين الأول/ أكتوبر الماضي بتهمة استخدام أموال الدولة لكي تدفع بشــكل وهمي ثمــن مئات الوجبات. وذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أن الشبهات الأخيرة حولهــا تتعلق بتقديمها لهيئة رقابة حكومية، بشــكل مزور، وصولات تبرعات خيريــة. وقالت إنه في حال تم إثبات هذه الشــبهات فإنها ستضاف الى الأدلة في محاكمتها الحالية.

والقضية التــي أوصت بها الشــرطة يــوم الأحد الماضي قضية مختلفة، وتركز على شبهات بأن نتنياهو وزوجته حاولا الحصول على تغطية إعلامية إيجابية من موقــع إخباري يســمى «والا» مرتبــط بمجموعة الاتصــالا­ت الإســرائي­لية العملاقة «بيزيــك»، مقابل حصولهــا على تراخيص عادت عليهــا بمئات الملايين من الدولارات. وكانت الشرطة الاسرائيلي­ة قد أوصت باتهام نتنياهو في قضيتي فســاد أخريين في شباط/ فبراير الماضي.

ووصف نتنياهو هذه الاتهامات مرارا بأنها مؤامرة يحيكها ضــده أعداؤه السياســيو­ن لإجبــاره على الاستقالة.

وأوضحت الشــرطة في بيان الأحد يلخص نتائج التحقيق، أن رئيس الــوزراء ومحيطه قاما بين 2012 و2017 «بالتدخــل فــي المحتوى الذي ينشــره موقع «والا» ســعيا إلى التأثير على تعيين أشخاص» بهدف «نشــر مقالات وصور إيجابية، عبر شــطب المحتوى الذي ينتقد رئيس الوزراء وزوجته.»

وتشــتبه الشــرطة في قضية أخرى بأن نتنياهو وعددا من أفراد عائلته حصلوا على أنواع من السيجار الفاخر وزجاجات شــمبانيا ومجوهرات بقيمة مليون شــيكل )285 ألف دولار( من شــخصيات ثرية مقابل امتيازات مالية أو شخصية.

وتولى نتنياهو منصب رئيس الوزراء لأكثر من 12 عاما من 1996 وحتى 1999 ومجددا عام 2009. وتشير اســتطلاعا­ت الرأي الى انه ســيفوز مجــددا في حال نظمت انتخابات الآن رغم هذه الشــبهات التي تحوم حوله.

ويمكــن أن يتجاوز الســنة المقبلة عدد الســنوات القياسي التي أمضاها مؤسس دولة اسرائيل ديفيد بن غوريون في السلطة )13 عاما(.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom