Al-Quds Al-Arabi

المتحدث باسم الحكومة المغربية: الحوار عبر وسطاء لحل الخلاف مع الجزائر لم يثمر

-

■ الرباط – من أحمد بن الطاهر: اعتبر المتحدث باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، أن الحوار عبــر آليات إقليمية أو وســطاء، لحــل الخلاف مع الجزائر، لم يثمر نتائج إيجابية.

يأتي ذلك في ظــل ردود فعل إيجابية من الجارة تونس، ثمنت فيهــا الأخيرة الجهــود التي تبذلها المغرب والجزائر لإنهاء الخلافات بينهما. وقبل أيام، كتب وزير الخارجية التونسية، خميس الجهيناوي، عبر حســابه في موقع «فيســبوك»، يقول: «نتابع جهودًا خاصــة مع القيادة في الشــقيقتي­ن من أجل إغلاق ملف الخلافــات الثنائية العربية والإقليمية، وبينها الخلاف الجزائري المغربي.»

وقال الخلفي إن «الحوار عبــر آليات إقليمية أو وســطاء لحل الخلاف مع الجزائر لــم يثمر نتائج إيجابية». ولفت إلى أن «العاهل المغربي، الملك محمد السادس، أطلق قبل نحو ثلاثة أسابيع مبادرة لحل الخلاف مع الجزائر». وأوضح أن «المبادرة دعت إلى إحداث آلية سياسية مشتركة بين المغرب والجزائر للحوار والتشــاور حول مختلف القضايا الموجودة بين البلدين، وهو مــا كانت تطرحه الجزائر أيضاً.» وفي 6 تشرين الثاني /نوفمبر الجاري، دعا العاهل المغربي الجزائر إلى إنشــاء لجنة مشــتركة لبحث الملفات الخلافية العالقة، بما فيهــا الحدود المغلقة. وشدد الملك على أن الرباط «مستعدة للحوار المباشر والصريــح مع الجزائر الشــقيقة لتجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين.» وتعقيباً علــى التطورات التي تلت ذلك، قال الخلفي إن المملكة أعربت عن أســفها لغياب رد رسمي من الجزائر على الدعوة للحوار وإرساء آلية مشتركة. وأضاف أن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، طالب من الجزائر بوضوح، في 26 تشرين الثاني /نوفمبر الماضي، بضرورة الرد رســمياً على مبادرة المملكة.

وبخصوص دعوة الجزائــر للقاء عاجل لوزراء خارجية اتحــاد المغرب العربي، قــال الخلفي: «من حيث المبدأ، لا اعتراض لنا على عقد الاجتماع». وفي 22 تشرين الثاني /نوفمبر الماضي، دعت الخارجية الجزائريــ­ة إلى عقد اجتماع لــوزراء خارجية دول اتحــاد المغــرب العربي فــي «أقرب وقــت» لبحث إعادة بعث التكتــل الإقليمي. وأُعلن عن تشــكيل اتحاد المغــرب العربي فــي 1989، ويضــم كلًا من: الجزائر، والمغرب، وليبيا، وتونــس، وموريتانيا. لكن خلافات بينية، لاســيما بين الجزائر والمغرب، تســببت بتجمد عمل المنظمة الإقليميــ­ة، إذ لم تعقد أي قمة منــذ 1994. وحول لقــاء جنيف بين المغرب وجبهة «البوليســا­ريو» لمناقشــة قضية الصحراء المتنــازع عليها، قــال الخلفي: «لقــاء جنيف مؤطر بالأمم المتحدة، وهو ما تضمنــه تقرير الأمين العام وقرار مجلس الأمن». والأربعــا­ء، انطلقت بالمدينة السويســري­ة، برعاية أممية، محادثات حول قضية الصحراء، بمشــاركة كل من الجزائــر وموريتانيا، في محاولة لإحياء المفاوضات المتوقفة منذ سنوات، حــول قضية الصحــراء. وبالنســبة لـ«الخلفي»، فإن «الأمر لا يتعلق بمفاوضات مباشــرة، والمغرب حســم موقفه». وزاد: «لا حل لقضيــة الصحراء إلا في إطار الحكــم الذاتي تحت الســيادة المغربية». ومنذ تأسيسه، واجه اتحاد المغرب العربي عراقيل لتفعيل هياكله وتحقيق الوحدة المغاربية. ومن أهم هذه العراقيل، حســب مراقبين، هــو الخلاف حول ملف الصحراء، حيث تعرض الرباط على ســكانه حكمًا ذاتيًا، فيما تدعم الجزائر جبهة «البوليساري­و» التي تدعو إلى اســتقلال الإقليم. وبدأ النزاع حول إقليــم الصحراء عــام 1975، بعد إنهــاء الاحتلال الإســباني وجوده فــي المنطقــة، ليتحول الخلاف بين المغرب وجبهة «البوليســا­ريو» إلى نزاع مسلح توقف عام 1991، بتوقيــع اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح كحل حكمًا ذاتيًا موســعًا تحت ســيادتها، بينما تطالب جبهة «البوليساري­و» بتنظيم اســتفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي عشرات الآلاف من اللاجئين من الإقليم. «الأناضول»

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom