Al-Quds Al-Arabi

المحادثات اليمنية في السويد لم تحقق اختراقا في إجراءات بناء الثقة والوفد الحكومي يحذر من أن الخيار العسكري في الحديدة لا يزال قائما

- ■

ســتوكهولم )الســويد( ـ وكالات: رفض المتمردون الحوثيون في اليمن أمس اقتراحا من الحكومة المعترف بها دوليا بإعادة فتح مطار العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين بشــرط هبوط كل الطائرات فــي مطار في منطقة تخضع لسيطرة الحكومة من أجل التفتيش.

وقال محمــد عبد الســام رئيــس وفــد الحوثيين في محادثات الســام المنعقدة في الســويد إن ميناء الحديدة يجب «تحييده عن النزاع العســكري» وأضاف أنه لا بد من تشكيل حكومة أولا «ثم يُسحب السلاح من جميع الأطراف».

ولم تحقق المشــاورا­ت بــن الطرفين في اليــوم الثاني لانعقادها أي اختراق حقيقي.

وقــال عبد العزيز جباري، مستشــار الرئيــس اليمني، وعضو الوفد الحكومي في مشــاورات الســام اليمنية مع الحوثيين، أمس، أنه لم يحــدث أي اختراق في أي ملف من الملفات التي نوقشــت في إجراء بناء الثقة حتى الآن، فيما لم يستبعد وفد الحكومة اليمنية الخيار العسكري في حال رفض المتمردون الانسحاب من مدينة الحديدة غرب اليمن.

وقال «تضمنــت إجرءات بنــاء الثقة إطــاق المعتقلين والمحتجزين والأسرى بشــكل كلي من قبل الطرفين، وفتح مطار صنعاء، إلى جانب وصول المســاعدا­ت الإنسانية إلى كل المحافظــا­ت اليمنية وتهدئة التصعيد في مدينة الحديدة ورفع الحصار عن مدينة تعز».

وجاء هــذا التصريح بعد انتهاء اجتمــاع وفد الحكومة مع المبعوث الأممي، مارتن غريفيث في موقع المشاورات في منقطة ريمبو، شمال ستوكهولم.

وأوضح جبــاري أن هنــاك فرصة للاتفــاق حول عدد مــن القضايا منهــا إطــاق المتجزين» وهم عــدد كبير من الصحافيين وكتاب الرأي ومواطنين وسياسيين».

وأكــد أنهم حريصون علــى فتح مطار صنعــاء وقد يتم فتحه للرحلات الداخلية بشكل مؤقت، ومن ثم فسح المجال أمــام الرحلات الخارجية. وقــال إن الحكومة حريصة على إعادة فتح مطار صنعــاء، ولكن لا بد من تحديد الجهة التي ستشرف عليه.

وأضاف «نــدرك أن المواطن اليمني يجب أن يحصل على حقه في الوصول إلــى أي منطقة في العالم عن طريق مطار صنعاء، ولكن نريد أن يقوم هــذا المطار بدوره فقط بحيث لا تستفيد أي جماعة مســلحة منه وتقوم باستغلاله»، لكن الحوثيين رفضوا هذا المقترح.

وأكد وفد الحكومة اليمنية أن خيار العملية العسكرية ما زال مطروحا في حال رفض المتمردون الانسحاب من مدينة الحديدة غرب اليمن.

ويواصل وفدا الحكومة والمتمردين الحوثيين محادثاتهما في ريمبو في الســويد برعاية الأمم المتحدة، لليوم الثاني علــى التوالي، فــي محاولة لإيجــاد حل لنــزاع أوقع أكثر من عشــرة آلاف قتيل ودفع 14 مليون شــخص نحو حافة المجاعة.

وقالت الأمم المتحدة إن اللقــاءات الحالية، وهي الأولى منذ سنتين، هي مجرد مشــاورات، وأن المفاوضات لم تبدأ. إلا أن هذه المشاورات تجري وسط أجواء كلامية تصعيدية وتهديدات من الجانبين.

وقال وزير الزراعــة عثمان مجلي لصحافيين «نحن الآن في مشــاورات تجاوبا مع دعوات المجتمــع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها، ما زلنا نناقش إطار مباحثات سلام».

وأضاف، ردا على ســؤال حول العملية العســكرية في مدينة الحديــدة، «إذا لم يتجاوبوا، لدينــا خيارات كثيرة ومنها الهجمة العسكرية»، متابعا «نحن جاهزون».

وتخضع مدينة الحديدة لســيطرة المتمرّدين منذ 2014، وتحاول القــوات الحكومية بدعم من التحالف العســكري بقيادة السعودية اســتعادته­ا منذ حزيران/يونيو الماضي. واشــتدّت المواجهات الشــهر الماضي ما أثار مخاوف الأمم المتحدة ومنظمات من وقوع كارثة إنســانية في حال توقف عمل ميناء المدينة.

وتمرّ عبر الميناء غالبية الســلع التجارية والمســاعد­ات الموجّهة إلى ملايين اليمنيين الذيــن يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة. ولم يتم تحديد أي موعد لنهاية الاجتماعات. وكان الوفــد الحكومي قــدم رؤيته أمس فــي القضايا الست التي تبحثها المشــاورا­ت غير المباشرة مع الحوثيين وهي: إطلاق الأســرى، والقتال في مدينة الحديدة، والبنك المركزي، وحصار مدينة تعز، وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين ومطار صنعاء المغلق.

وأشــارعضو الوفد الحكومــي محمد موســى العامري إلى «العقبات التــي يخلقها الحوثيون فــي طريق إيصال المســاعدا­ت الانســاني­ة، وتهديدهم للعاملين الإنسانيين، ونهبهم لمخازن برنامج الغذاء العالمي، وسرقة المساعدات».

كما قدم الوفــد إيضاحات حول المشــاكل المتعلقة بآداء منظمات الأمم المتحدة في الشأن الإنساني.

وأوضح أن الوفد الحكومي «طالب بفك الحصار عن تعز، وفتح المعابر، وتسهيل وصول المساعدات، وإيجاد ضمانات كافية لعدم تكرار إفشــال الحوثيين محاولات سابقة سعت لفك الحصار المتواصل عن المدينة منذ أغسطس/آب 2015».

وقال «بحثنا موضــوع الألغام التي زرعهــا الحوثيون بشــكل كبير في مناطق واسعة من اليمن، وإلزامهم بتسليم خرائط الألغام، لتعمل الحكومة مع المنظمات الدولية والأمم المتحدة على نزعها».

أمــا الملف الأكثر تعقيــدا والمتعلق بالقتــال في الحديدة )غــرب(، قدم الوفــد الحكومي مقترحا يقضي بانســحاب الحوثيين مــن ميناء ومدينة الحديدة وتســليم الميناء إلى وزارة النقل في الحكومة، وتســليم المدينــة لقوات وزارة الداخلية، بالتعاون من الأمم المتحدة في العملية.

وطالب الوفد بتحويل واردات الميناء إلى البنك المركزي في عدن، العاصمة المؤقتة، جنوب غربي البلاد.

كما طالب بدعــم الأمم المتحدة لوحدة وســيادة البنك المركزي للاضطــاع بمهامه، بما يؤثــر ايجابًا على الوضع الاقتصادي.

وكانت مشاورات السلام بين الطرفين انطلقت يوم امس الخميس بحضور عدد من المسؤولين الدوليين والسفراء.

وانهارت جولة سابقة من محادثات السلام بين الحوثيين والحكومــة اليمنية في 2016، بعد الفشــل في التوصل إلى اتفاق على تقاســم الســلطة عقب 108 أيام من المفاوضات في الكويت. وبقي ممثلون عن الحوثيين عالقين في سلطنة عمان ثلاثة أشهر.

ولم تنجح الأمم المتحدة فــي تنظيم جولة في جنيف في أيلول/ســبتمبر بعد رفض المتمردين فــي اللحظة الاخيرة مغادرة صنعاء من دون الحصول علــى ضمانات من الأمم المتحدة بالعودة ســريعا الى العاصمــة اليمنية الخاضعة لسيطرتهم.

وبدأت الحرب اليمنية مع شن الحوثيين هجوما في 2014 انطلاقا من معقلهم في شــمال اليمن ســيطروا خلاله على مناطق واسعة بينها صنعاء ومدينة الحديدة الساحلية.

 ??  ?? وزير الزراعة عثمان مجلي خلال مؤتمر صحافي عقب انتهاء جولة من المحادثات اليمنية في السويد أمس
وزير الزراعة عثمان مجلي خلال مؤتمر صحافي عقب انتهاء جولة من المحادثات اليمنية في السويد أمس

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom