Al-Quds Al-Arabi

نسيت اسمي هناك

-

كانــت هناك ذاكــرةٌ بفمٍ مطبقٍ بــدون عناية، تلملمُ تجاعيدَهــا المتآكلــة أبــداً لا تعتنــي بالضــوءِ. لكنّها تجلــسُ بلذّةٍ في حضنِ الظلام، تهزُأ بالحبِّ كلّ طيف يظهــرُ من بعيــد، يثقلُ ضجرها هي دائمــاً هكذا تهمدُ بانتشــاءٍ في عزلتها، مــاذا أفعلُ بها؟ وهي تتشــتّتُ رماداً دائما

٭٭٭ رفقــا أيّتها الحلكــة. أنا نســيتُ اســمي هناك في إضبــارة أبجديّتهــا أرجــلٌ وغبارها ســخام أســود، وحين أهمُّ بتنظفها تختفي قطعة من ذاكرتي خفاش. وحين أنتشــلُ اســمي مــن عبــارةِ الظلام، أجــدهُ بلا أبجديّــة يحرقني ويقذفني في البحر. لأنّني كما يبدو صرتُ رثّاً لا أسم لي ولا أنقاض تدلّني عليَّ

٭٭٭ صــورةُ طفولتــي باطمئنــان كانت تقولُ لــي. أنتَ فاتــنٌ لا كلاب تركــضُ كانت خلفك ولا ســماء تمطر عليك. كانت كمــا كنتَ أنتَ تعتقــدُ فاجلسُ رجاء ولا

تتهــوّر حين تنظــرُ إليــك وليكنْ مســقط فمك وأنت صغير. جســدٌ تنظرُ منه إلى أرضٍ حين تعتلي أرضَك وهي تشخرُ تحت سرير

جســدي يردّدُ باســتمرار لو مــرّة تركتني وحدي. لكنه أســتغل الفرصــةَ مرّةً وخــرجَ منّــي ولأنّه خرجَ للمرّةِ الأولى ولا خبرة له في أيّ شــيءٍ دوني فقد عادَ وكأنّه في قفص

٭٭٭ الآن بــن خطوتــي والغروب شــهوةٌ والموســيق­ى شــتاءٌ طينه أوتار ثلج ومزمارهُ نــار لا تملُّ من تعريةِ ذاكرةٍ. تنامُ في فنجانِ قهوةٍ عتيق الآن نايٌ لم ينضج مفــروشٌ بزخرفةِ الدخان. لم تنضــج الى الآن. والآن القوسُ يطعنني بنصفِ رماد

٭٭٭ أمســحُ البحرَ بمنديــلٍ صغير. والهواءَ بموســيقى التاريــخ وهذيــانِ العرّافات، أمســحُ النــارَ بالحطب وشفةِ الورد ٭٭٭ ليست العينُ مدهشةً. أنا لا أثقُ بهكذا عيون. أحيانا تكتبُ جســدَك وأحيانا بلا شكٍّ. تخطيءُ ولا تتذوّقك وتترككُ بدونِ جسد ٭٭٭ أقــفُ طويلاً أمام بقعــةٍ بيضاء تحت جــدارِ نافذةِ سيّدة رأيتها تدخلُ شــقّتها ليلةَ أمس، ضوءُ شرفتها ينظــرُ لي. مــا زال يتربّصه ظلامٌ منذُ مزحــةٍ منها ليلةَ أمس وأنا أتعثّرُ بنقاطٍ بيضاءَ تبلّلني

٭٭٭ لــم أغــادر المدينةَ فقــط. ذهبــتُ لمحطّةِ قطــارٍ ليس لأنّني ابتعتُ تذكرةً ولم أصعد عربةً أيضاً، بل لأحدّق بالمسافرين ليس نكايةً أنْ أوزّعَ ابتساماتٍ، لكن أفعل ذلك من شدّةِ الثلج على معطفي المثقوب.

٭٭٭ اتكأت بما فيــه الكفاية على ذكــرى بحجمٍ صغير. كحبّةَ رملٍ تعترضُ على سيرةٍ لفّقتْ باسمها

أكاذيب لــم تكتملْ. وأنا لم أكن أكركرُ حينَ لمســتُ إشــراقةَ ضوءٍ منك، أنا كنت برائحتي أتكئُ وأمضي اليــك. فدعينــي أمضــي بيــدي وأغــرسُ فــي أناملِك حماقتي

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom